تسبيحة كلدانية فريدة بلاهوتها الافخارستي

التسبيحة.PNG

غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو

    نرتّل هذه التسبيحة في القداس اليومي، لكن اتمنى ان تُرَتَّل في الآحاد أيضاً لمعانيها اللاهوتية والروحية البليغة.

ليس في كنيسة المشرق لاهوت مدرسي نظري كما هو في الكنيسة الغربية اللاتينية واليونانية، انما عبَّرت هذه الكنيسة عن إيمانها ولاهوتها في ليتورجيتها، وفي مواعظ آبائها. ليتورجيتها تُعبِّر عن إيمانها المتجسّد في الواقع الذي يتغلغل في كيان المؤمنين ويتجذّر فيهم (The Law of Prayer is the Law of Belief) lex orendi lex credendi. لاهــوت تعــليمي catechetic، أي همّه التعـــليم وليس التــنظير، لذا جاءت طروحاته لتُنشيء على الإيمان والخبرة اليومية. ونادراً ما نجد بحثاً منهجياً منسقاً systematic.

 اليوم  هذه الطقوس بحاجة الى ريشة لاهوتي له حس ليتورجي وفني ليجعلها تتلاءم مع الزمن الحاضر. هذه مسؤولية رعاة الكنيسة.

البعض “المتزمت” يدعو الى الحفاظ على الطقس القديم الذي وضعه آباؤنا على مر الزمن. الطقوس نتاجٌ بشر، لا تبقى على حالة واحدة، بل تسير كما يسير الناس وتسير الكنيسة ويتغير بحسب الزمان والثقافة وظروف الحياة. الطقس هو للناس وليس العكس كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم. وقدسية الطقس تكون فاعلة عندما يقدِّس الناس ويجعلهم يعيشون إيمانهم في تفاصيل حياتهم اليومية بوعيٍّ وعمق.

الطقس ينبغي ان يُترجم الى لغة الناس، هذه مسؤولية راعوية مُلزِمة، كما فعلت كل الكنائس الكاثوليكية. وعندما ترجم القداس اللاتيني الى الفرنسية والانكليزية ظل يحمل اسم الطقس اللاتيني وهكذا الحال بالنسبة للطقس الكلداني. اللغة العربية كانت قبل ظهور الإسلام وليست حكراً عليهم. إنها لغة محترمة، حالها حال بقية اللغات وهناك أناس يتكلمون بها فقط، ومن حقهم أن يُصلّوا بها. 

لاهوت تسبيحة “رازي دنسون”

الافخارستيا سرُّ الأسرار ومشروع حياة المسيحي بأكملها. عن هذا المشروع تشير هذه التسبيحة بكلماتها البسيطة والمُعبّرة والمفهومة.

  1. الأسرارُ التي تناولناها بإيمانْ، اجعلها يا ربُّ لنا للغفرانْ.

يسوع حاضر بجسده ودمه في شكل الخبز والخمر (القربان). هذا الحضور هو في مستوى الإيمان. انه حاضر فقط للذين يؤمنون به. ولهذا السبب يقول المحتفل في الكلام الجوهري “سر الإيمان”. يسوع هو مركز الاحتفال. وكل الصلوات والتسابيح والحركات تهدف إبراز حضوره. يسوع هو الهدف وليس الطقس. الطقس وسيلة، والوسائل تتغير بحسب الزمان والمكان. تشدّد هذه العبارة “اجعلها يا ربُّ لنا للغفرانْ” على الرجاء بنيل هذه العطية. يقيناً، من دون الاقرار بالخطأ ونيل الغفران لن نستطيع المضي قدماً في حياتنا المسيحية …

هذا المقال نُشر على موقع بطريركيّة بابل للكلدان، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

هل ثمة مستقبل لمسيحي العراق والمنطقة؟

Next
Next

تعليم غبطة البطريرك ساكو 4 – جريمةُ القتلِ المأساوية بين أول أخوين: قايين وهابيل، الإجهاضُ قتلٌ على طريقةِ قايين