منبر
مجلس كنائس الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية
بقلم حضرة القس رفعت فكري سعيد، الأمين العام المشارك في مجلس كنائس الشرق الأوسط
منذ أن تأسس مجلس كنائس الشرق الأوسط عام ١٩٧٤، وهو منشغل بالقضية الفلسطينية، ولا يكاد يخلو أي اجتماع من اجتماعاته دون التعرض لهذه القضية، كما عقد المجلس على مدار نصف القرن من الزمان الكثير من المؤتمرات والندوات مطالبين بإقرار السلام القائم على العدل.
ومنذ عدة أيام، عقدت اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط اجتماعها الدورى في بيروت، يومى الجمعة والسبت ١٧ و١٨ نوفمبر ٢٠٢٣، برئاسة رؤساء العائلات الكنسية الأربع، التي تشكل مجلس كنائس الشرق الأوسط، وبحضور الدكتور ميشيل عبس، الأمين العام للمجلس، وعدد من قيادات كنائس الشرق،
كما حضرت هذا الاجتماع بصفتى الأمين المشارك بالمجلس عن عائلة الكنائس الإنجيلية.
في بداية الاجتماع، وقف المجتمعون دقيقة صمتًا، وصلّوا لأجل راحة نفوس الضحايا الذين سقطوا جراء الحرب الدامية في فلسطين، ولاسيّما في قطاع غزّة.
إنّهَا بُخَارٌ … مقال افتتاحي لقداسة البابا تواضروس الثاني في مجلّة الكرازة
كنت فى طفولتى اسمع عبارة ”الحياة قصيرة” اسمعها من الكبار فى مواقف الوفاة وارتبطت فى ذهنى انها تخص قصار القامة الى ان جاء يوم وتوفى شاب من عائلتنا وكان طويلاً وسمعت نفس العبارة وعدت الى ابى اسأله لماذا لا نقول ”الحياة طويلة” بأعتبار المتوفى طويلاً ؟! وتعجب أبى من السؤال وبدأ يشرح لى معنى ”الحياة قصيرة ” بكلمات محدودة تراعى سنى وفهمى وإدراكى.
ومرت السنين والعبارة تتردد أمامى من كثيرين وبدأت رويداً رويداً افهم معناها العام ان الإنسان مهما عاش وامتد عمره الى السبعين والثمانين او حتى التسعين وربما المائة او ما يزيد فإن حياته قليلة السنوات بأعتبار الزمان الذى يمتد منذ الخليقة الى أن تنتهى حياة البشر ويأتى الديان العادل, فيكون عمر الإنسان الذى عاشه بمثابة قطرة فى محيط شاسع أو نقطة فى موسوعة كتب ضخمة.
مستقبل المسيحيّة في الشرق الأوسط
مقال باللّغة الإنكليزيّة بقلم سيادة المطران د. منيب أ. يونان، الرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط
شارك سيادة المطران د. منيب يونان، الرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط، كمتكلّم في ندوة حول المسيحيّين في الشرق الأوسط، يوم الإثنين 12 حزيران/ يونيو 2023، في كنيسة تابيولا، إسبو، فنلندا.
خلال الندوة توجّه سيادته بمقال تحت عنوان "مستقبل المسيحيّة في الشرق الأوسط"، حيث تحدّث فيه عن دور المسيحيّين العرب الفلسطينيّين، متطرّقًا إلى أسباب هجرة المسيحيّين إضافةً إلى التحدّيات الّتي يواجهونها وسُبل دعمهم في ظلّ الواقع الّذي يعيشونه.
تجدون في التالي المقال كاملًا باللّغة الإنكليزيّة.
الكنيسة القبطيّة في العهد القديم
مقال بقلم د. جرجس صالح، الأمين العام الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط
في إطار الإضاءة على رحلة العائلة المقدّسة إلى مصر، تجدون مقالًا تحت عنوان "الكنيسة القبطيّة في العهد القديم"، بقلم د. جرجس صالح، الأمين العام الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط، يشرح فيه من هم الأقباط، متحدّثًا عن ذكر مصر في الكتاب المقدّس، إضافةً إلى بعض النبوات الّتي وردت عن الكنيسة القبطيّة في العهد القديم. من هنا يقدّم د. صالح في مقاله نبذة تاريخيّة عن مسار العائلة المقدّسة ودخولها إلى أرض مصر.
تجدون المقال كاملًا.
لسنا هنا عبثًا، بل اننا نحمل رسالة المحبة والرجاء والثقة، الهجرة اختيار أم تهرب؟
غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم
بدأت موجة هجرة المسيحيين بالظهور في المشهد الحياتي من جديد، بسبب تصاعد الازمات واحتدام الصراعات بشكل عشوائي ومثير للقلق، ما سبب انعدام الاستقرار، والخوف من المستقبل، وانعكس بالتالي على حياتهم وحقوقهم وكرامتهم.
(حاليا توجد 1200 عائلة مسيحية مهاجرة في تركيا، 1000 في الاردن و2500 في لبنان).
الهجرة ليست بطرًا، بل أحيانا هي ضرورية لانقاذ الحياة أمام تهديد موحش وخطر محدق. هنا اني أقصد ظاهرة الهجرة الجماعية.
كانت الهجرة سابقًا تحدث داخل البلد الواحد، اما الان فقد غدت ظاهرة عالميّة، تجعل الانسان يترك موطنه الاصلي، قالعًا جذورَه، راحلًا الى بلد آخر لايعرفه، ولا ينتمي اليه.
لقاء السامرية مع يسوع فرصة لاستقبال نعم اللّه
فتصبح حياتنا نورًا وانتعاشًا وفرحًا!
فتصبح حياتنا نورًا وانتعاشًا وفرحًا!
بمناسبة صوم الباعوثا (30- 31 كانون الثاني/ يناير و1 شباط/ فبراير 2023)
غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم
ادعو القرّاء الكرام الى قراءة النص الإنجيلي المتعلق بلقاء يسوع الذي قلب حياة المرأة السامرية (يوحنا 4/ 1-30)، بانتباه وتعمق! يريد الإنجيلي يوحنا ان يُظهر للسامرية ولنا ان المسيح يجب أن يكون محور حياتنا، وان نسعى لنعرفه ونحبّه ونقتدي به. هذا الإتباع إهتداء يومي شخصيّ، وسير في طريقه "لننال من ملئه نعمة فوق نعمة" (يوحنا 1/ 14، 16). انه طريق الخلاص.
لقاء يسوع يتطلب الإنصات بتواضع، وتركيز، فضلًا عن الانفتاحَ والاستقبال والصلاة، والحرية الداخلية وسلام القلب حتى ينزل ما نسمعه الى أعماق قلبنا، على مثال اُمنا مريم: "وكانت مريم تحفظ جميع هذه الأمور وتتأملها في قلبها" (لوقا 2/20).
التثقيف الذاتي المستدام للإكليروس
غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم
إنّ رسالة الكاهن وكم بالاحرى الاسقف، لاهميتها الانسانية والروحية، تلزمه على الاستمرار في تثقيف الذات، لأن الثقافة ضرورية لرسالته الانسانية والروحية. لا يمكن ان يكتفي الكاهن بما تلقاه ايام الدراسة كأنه صالح لكل زمان ومكان. التثقيف الشخصي المتواصل علامة النضج والمسؤولية. الثقافة ركيزة لمد الجسور بين الماضي والحاضر، والعالم العام مع عالمنا الخاص… عليه ان يستمر في تثقيف ذاته فلسفيا ولاهوتيا ومسكونيا وليتورجيا وكتابيا واجتماعيا وعلى اساليب التربية وعلم النفس والادراة،ويطلع على الاقتصاد والسياسة حتى لا يكون خارج زمانه.كنت قد اقترحت قبل ثلاث سنوات في الجمعية العامة لمجمع الاساقفة بروما الا يرسم المرشحون قبل التأكد من صحتهم النفسية.
عالمنا تغير. وفي زمن التواصل الاجتماعي الذي لا حدود له، يحتاج الكاهن الى الفكر النقدي ليفهم ما جرى في الماضي، ويبحث عن تعبير مناسب لإيصال المعنى الحقيقي الى المتلقي الحاضر. بمعنى آخر عليه ان يبحث عن الكلام المناسب اليوم ليفضي الى الجواب المناسب عند المتلقى. ابن الضيعة يختلف عن ابن المدينة، والإنسان البسيط عن الاستاذ الجماعي، والمسيحي العراقي عن المسيحي العائش في بلدان الانتشار. عليه ان يتعلم لغة البلدن ويندمج في ثقافته وفي المجتمع الخ.
الكنائسُ الشرقيّة بحاجةٍ الى نسمةٍ من الهواءِ النقيّ
بمناسبة اسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين (18-25 كانون الثاني/ يناير)
غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم
الكنائسُ الشرقيّة متأثرة بالمجتمع الذي تعيش فيه، خصوصًا ان أغلبية سكان بلدان الشرق الأوسط هم مسلمون محافظون متمسكون بفكرة أن الممارسات والتشريعات الدينية صالحة لكلّ زمان ومكان، وليس جوهر (رسالة) الدين فقط، ويرفضون الحداثة في المجال الديني بالرغم من وجود دعوات لعدد من التنويريين المسلمين الى مراجعة نقدية للخطاب الديني بسبب التحول الثقافي والاجتماعي.
عمومًا يشعر المسيحي الشرقي انه مُقَيَّدٌ بحبال عديدة: صعوبة البحث عن المعنى في النصوص الدينية والتقاليد، والخوف من التحديث وما يعقبها من إنتقادات، وتعدد الكنائس والتنافس فيما بينها، وتداخل الجانب القومي بالجانب الكنسي، واللغة.
الحقيقة والتجديد هما من صُلب طبيعة الكنيسة. قال يسوع "فالرِّيحُ تَهُبُّ حَيثُ تَشاء" (يوحنا 3/ 8) و"وَلَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق عَتِيقَةٍ" (مرقس 2/ 22)، أي أن لكل زمن رؤية جديدة، وفكرًا جديدًا ومصطلحاتٍ جديدةً، وأسلوبًا جديدًا، خصوصًا في الجانبين الروحي والاجتماعي.
عام جديد 2023- هل تتغير القلوب وتتحقق العدالة ويعم السلام؟
غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم
بعد ثلاثة أيام نَطوي العام 2022 الثقيل بالأحداث والمآسي: الحرب المستعرة في أوكرانيا وتبعاتها على الاقتصاد العالمي، وصراعات في العديد من المناطق ومنها العراق حيث تهيمن حالة من عدم الاستقرار والهشاشة بسبب النزاعات التي تهجّر الناس، وجشع المتنفذين الذين ينهبون المال العام ويعبثون بالاقتصاد الوطني ويفقرون الناس، وكأن المال العام لا صاحب له، في حين أن أصحابه هم كل المواطنين. وفوق كل هذا، الفكر المتشدد التكفيري الذي يبث الكراهية ويلغي الآخر، ويهدد الاستقرار ويهجّر المواطنين الأبرياء. كل هذه الممارسات مغلوطة بنحو فاضح لأنها تتقاطع مع الأخلاق الإنسانية والدينية.
وسنستقبل قريبًا العام الجديد 2023 وهو بحد ذاته سبب للأمل.
الزمن فسحة كبيرة اُعطي لنا لكي نتواضع ونتعلم، وننضج ونتغيّر، ونقوّي أواصر الاُخوّة والمحبة والتعاضد، فنسير معًا نحو السنة الجديدة تاركين وراءنا تداعيات السنة الماضية بما حملت من تعاسات.
المسيحيون والأقليات في العراق ليس لهم نفس حقوق المسلمين
بمناسبة الذكرى 74 للإعلان الدولي لحقوق الإنسان
غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم
حقوق الانسان مُعطى طبيعي لكلّ شخص، بغض النظر عن انتمائه الجنسي أو الديني أو القومي أو الجغرافي. مفهوم الأكثرية والأقلية مهما كان العدد، لا يسري في الظروف الطبيعية إلا على الاتجاهات السياسية، المبنية على المجتمع المدني، كما في البلدان المتقدمة.
ثمة خروقات لبنود الدستور العراقي، بما جاء في الباب الثاني، من حقل الحقوق والحريات، المادة (15) والمادة (17) والمادة (37). المسيحيون والأقليات في العراق هم ضحية.
هل يا ترى، أن من مظاهر هذا الفساد والابتعاد عن الواجب الوطني ضمن ركب الدول المتحضرة عالمياً وإقليمياً، ألا يكون في العراق للمسيحيين وللأقليات نفس حقوق المسلمين؟ انه واقع مؤسف وموجع.
نؤمن بيسوع المسيح، أبن اللّه (مرقس 1/ 1) بمناسبة زمن البشارة والميلاد
غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم
ينبغي للمؤمن (التلميذ) ان يكون مع المسح، ليتعرف عليه، ويتعلم منه، ويشاركه حياته "تعال وانظر" (يوحنا 1/ 46). يتطلب الإيمان ان ننظر إلى ميلاد يسوع المسيح، بعيون جديدة لكي ندخل في علاقة حقيقية وصادقة مع معطيات الإنجيل (وحيٌ من اللّه)، بعيدًا عن الحرفية والسطحية. وراء هذه النصوص نكتشف قصةً وسرًّا، علينا ان نتعمق فيهما بصبرٍ وتأنٍ، كلمة كلمة، ونلتزم بها، كما فعل الإنجيلي لوقا: "لَمَّا أَن أَخذَ كثيرٌ مِنَ النَّاسِ يُدَوِّنونَ رِوايةِ الأُمورِ الَّتي تَمَّت عِندنَا، كما نَقَلَها إلَينا الَّذينَ كانوا مُنذُ البَدءِ شُهودَ عِيانٍ لِلكَلِمَة، ثُمَّ صاروا عامِلينَ لها، رَأَيتُ أَنا أَيضًا، وقَد تقَصَّيتُها جَميعًا مِن أُصولِها، أَن أَكتُبَها لَكَ مُرَتَّبَةً يا تاوفيلُسُ المُكرَّم، 4لِتَتَيَقَّنَ صِحَّةَ ما تَلَقَّيتَ مِن تَعليم" (لوقا 1/ 1-4).
غبطة البطريرك ساكو: الأمن الرّوحيّ والأخلاقيّ هو الضّمان للسّلام والعيش المشترك
تيلي لوميار/ نورسات
بعد عودته من البحرين وأبو ظبي، ومشاركته بمنتدى "الشّرق والغرب من أجل تعايش إنسانيّ ومنتدى "عولمة الحرب وعالميّة السّلام، والمقتضيات والشّراكات"، خطّ غبطة بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس روفائيل ساكو همومًا وآمالاً في مقال جديد نشره موقع البطريركيّة الرّسمي، جاء فيه:
أكتب هذه الأفكار على ضوء مشاركتي في ملتقى البحرين "الشّرق والغرب من أجل تعايش إنسانيّ" (3-4 تشرين الثّاني 2022)، ومنتدى أبو ظبي التّاسع للسّلم "عولمة الحرب وعالميّة السّلام، المقتضيات والشّراكات" (8- 10 تشرين الثّاني 2022). وقد اشترك فيهما مسيحيّون ومسلمون ويهود ومندوبون من ديانات أخرى.
همٌ كبيرٌ نحمله حول الأوضاع العامّة في العالم والشّرق الأوسط مهد الحضارات والدّيانات، وبخاصّة العراق.
العراق بيتُنا المشترك. نحن فيه إخوة وأخوات، ونجد أنفسنا في الخندق الواحد، لذا نحتاج إلى قوّة وسند بعضنا البعض، وإلّا بصراحة فنحن جميعًا إلى الهلاك.
مملكة البحرين.. الوجهة العربية السابعة لقداسة البابا فرنسيس
الأب د. رفعت بدر:
يحلّ قداسة البابا فرنسيس ضيفًا على مملكة البحرين من الثالث وحتّى السادس من نوفمبر الذي يطرق الأبواب. وفي الواقع، ليست هذه المرّة الأولى التي يأتي فيها البابا إلى البلدان العربية، كما أنّها ليست المرّة الأولى التي يحل فيها بدولة خليجية.
فمنذ جلوسه على الكرسي البابوي في العام 2013، وبالتحديد في 13 آذار/ مارس، عرف العالم بأنّ البابا الجديد القادم من الأرجنتين سوف يفتح الآفاق للتعاون الجدّي والمُثمر مع عدد من البلدان الجديدة التي لم يزرها ولم يحجّ إليها أسلافه البابوات القديسون.
كانت أول زيارة له إلى منطقة الشرق الأوسط إلى الأرض المقدّسة، عام 2014، مبتدئًا من الأردن - أرض المعمودية، كما زار فلسطين والقدس الشريف. وكان ذلك تخليدًا لمرور خمسين عامًا على زيارة البابا القديس بولس السادس.
"نؤمن بكنيسة واحدة، مقدّسة، جامعة، رسوليّة"
مقال لغبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم بمناسبة بدء زمن تقديس الكنيسة في اللّيتورجيا الكلدانيّة
أكتب هذا المقال بمناسبة بدء زمن تقديس الكنيسة(الاحد30 تشرين الأول)، بحسب الليتورجيا الكلدانية، لمساعدة المؤمنين على معرفة أعمق لمفهوم الكنيسة، وتحمل مسؤولياتهم في مسيرتها نحو السينودالية التي دعا اليها البابا فرنسيس، لعيش فرح الإنجيل والشهادة له. السينودس والسينودالية بعد جوهري في طبيعة الكنيسة، لذلك كلُّ شعب الله مدعو للانضمام الى هذه المسيرة التجديدية الداخلية.
الكنيسة ليست البناية، انما هي جماعة المؤمنين الملتَّفة حول المسيح، والمُصَمِّمَة على اتبّاعه. البناية ترمز الى حضور المسيحيين للاحتفال بإيمانهم، وصلاتهم، والتعبير عن وحدة البيت.
لفظة الكنيسة تأتي من كنوشتا ܟܢܘܫܬܐ أي التجمع (المجمع)، ومنها اللفظة الأجنبية Ecclesia. اما تسميتها ܥܕܬܐ بالسريانية – الكلدانية تعني الاحتفال بالصلاة وتَعْيِّد من نحتفل به، وكلمة البيعة العربية تأتي من السريانية ܒܥܬܐ – البيضة لان منظر قبة الكنيسة بيضوي!
ضرورة رفع الكلمات المهينة لكرامة الإنسان من الصلوات
غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم
الإيمان شعورٌ داخلي. أَن يحسُّ المؤمن بحضورِ الله المحبة والرحمة في قلبه، حضورٌ دافئ هو أساس نموّه الشخصي إنسانيّاً واجتماعيّاً وروحيّاً ،كما عكَسه يسوع فالإنجيل. لذا ليس من الضروري ان يُبرهَن هذا الحضور بحجج فلسفية، بل أن يُعبَّر عنه بسلوك يومي يقود المؤمن الى يسوع.
يقول فيليبس لنثنائيل عندما سأله عن يسوع: “لقد وجدناه …. تعال وأنظر” (يوحنا 1/ 45 – 46). أعني تعال واختبر بنفسك. وقاده الى يسوع لأنه الطريق الذي يربطنا بالله. الديانة أساسها الإيمان وهو قبل كل شيْ حياة واختبار وممارسة أكثر منه تنظيراً وبراهين وكلاماً.
يستعمل العهد القديم صوراً والقاباً متعددة لله، بعضها لا يُحتمل، لذا غيّر يسوع الصورة والمفهوم، وعلمّ ان الله ابٌ رحومٌ، وقريبٌ ودودٌ. أليس الميلاد بحدِّ ذاته قصة الله الذي أتى الينا، ونصَبَ خيمته بين خِيَمنا كما جاء في استهلالية إنجيل يوحنا (1/ 14).
مع مريم نحو العمق
دعوة لتلاوة صلاة الوردية في شهر تشرين الاول من اجل السلام
غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم
لنكرس شهر الوردية لشهر تشرين الاول هذا العام، لتلاوة صلاة المسبحة في جميع كنائسنا وبيوتنا، من اجل السلام في العالم، خصوصاً ان الاوضاع الحالية مقلقة، وفضاعات الحروب مرعبة، ولا نعرف ماذا سيكون الغد!
من خلال قراءتي للنصوص المريمية في تراث كنيستنا الكلدانية، وقبلها الطقوس الليتورجية، ودراستي لها بتمعن وتأمل، وجدت ان بعض العبارات غير مقبولة، والاوصاف غير موفقة، والمبالغات مشوهة. مريم انسانة واقعية رائعة، وليست اسطورة! انها عاشت خبرة ايمانية عالية و روحانية أصيلة، إذ حملت المسيح واتحدت به اتحاداً وثيقًا، وهي بالتالي صورة لكل مؤمن للاتحاد بالمسيح وحمله الى الاخرين.
الكنائس: وحدة وتنوع
غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم
وحدة في الجوهر، وتنوع في الشكل
تأسست الكنائس في بيئة ذات ثقافات متنوعة، ولغات لها عبقريتها، وتقاليد وجغرافية مختلفة، لكنها متحدة بايمان واحد في الجوهر.
الوحدة ليست تكتلًا بشريًا شكليًا، ولا نظامًا على شكل برلمان، ولا تذويب الهويات الخاصة وصبّها في نمط واحد uniformity. الوحدة تعني الحفاظ على الايمان الواحد المشترك، واحترام رئاسة كل كنيسة، وتقليدها وليتورجيَّتها وقوميَّتها ولغتها وعبقريَّتها. الوحدة تعني ان تتواصل الكنائس مع بعضها وتتكاتف بتناغم وتسير معًا في التعاون…
الوحدة تنسجم مع طبيعة الكنيسة: "إحفظهم باسمك الذين أعطيتني، ليكونوا واحدًا كما نحن واحد" (يوحنا 17/ 11)، وتمنحها الشعور بالانشراح والانتعاش والقوة لحمل الرسالة.
الأمل – الخلاص
غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم
الأمل هو الرجاء بالانفراج والخلاص. الأمل من أهم عناصر ديمومة الحياة، الأمل يبعث الانشراح والثقة والطمأنينة. الأمل يفتح أمامنا آفاقا جديدة للحياة.
الأمل لا يتحقق بسهولة. الأمل يصير حقيقة ملموسة بالوعي الموضوعي، والإرادة القوية، والعمل الحثيث بحكمة. من دون ذلك يكون الأمل سرابًا أو تخديرًا مفجعًا.
الأمل للمؤمن- هنا اُشير بشكل خاص الى المسيحي – هو ثمرة الإيمان، تُغذيه الصلاة، ويُمليه عليه الواجب الإنساني والروحي.
ثمة عنصران يُعيقان الأمل:
الأول: نزعة التعصُّب القوّية
المتعصب يأسر نفسه في الماضي (التاريخ)، والموروث التقليدي من خبرة الأسلاف واللغة والطقس… الخ.
الفرق بين الحرية الدينية وحرية الضمير
غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم
معظم دول العالم ومن ضمنها لبنان، تحترم الحرية الدينية والمعتقد وحرية الضمير لأنها مقدسة. أما في بلدان الشرق الأوسط فهي تعتمد فقط على حرية الدين. في الدستور العراقي المادة 2 الفقرة 24 تنص صراحة على ان لكل فرد حرية الفكر والضمير والعقيدة، لكن هذا فقط على الورق.
ينبغي التمييز بين حرية الديانة وحرية الضمير. أنهما موضوعان مختلفان.
الحرية الدينية، تعني ممارسة الشعائر الدينية داخل المعابد، أما خارجها ثمة قيود في موضوع التبشير مثلاً وعدم إدراج التاريخ المسيحي والديانات الاُخرى في مناهج المدارس العامة التي تقتصر على ذكر الديانة الإسلامية واحياناً تتضمن بعض الكتب فقرات مسيئة للديانات الاُخرى.
ماذا ينتظرُ المسيحيون في الذكرى الثامنة لفاجعة تهجيرهم؟
غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم
من المفترض ان تكون الاحداث التاريخية مناسبات للوعي المتعمق في حيثياتها، ومسار نتائجها، لتغدو حافزاً لمعالجة افرازات تلك الاحداث… على ان هذا لم يعد مألوفا في بلداننا الشرق الاوسطية. هكذا فإن استذكار المسيحيين لثمان سنوات (7 آب 2014)على تهجيرهم من الموصل، وبلدات سهل نينوى، بدل أن ينعش فيهم الزخم الوطني والأمل نحو الافضل، إذا به، للأسف، يُكبّر وجعهم ويزيد قلقلهم ويخيّب أملهم. فثمة مؤشرات تفتقد إلى الحد الأدنى من حقوق المواطنة والانسانية، بنحو يصعب تصديقه، فلا يزال لحدّ اليوم عددٌ من بيوتهم بيد المستحوذين عليها في المركز فضلاً عن إنتهاك الحقوق والمهَانة والإقصاء في موضوع التوظيف والرعاية والتمثيل الدستوري في البرلمان! وعند مراجعتنا للمسؤولين نحصل على وعود لا تُفعّل.