طقس رمش الآحاد والأعياد
غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم
كلمةٌ رمش ܪܡܫܐ سريانية – كلدانية تعني غروب الشمس/ المساء، لذلك تسمى صلاة هذا التوقيت بصلاة الرمش – العشاء.
اسبوع الدورة الطقسية الكلدانية يتوزع الى فردي وزوجي: ܩܕܡܝ̈ܐ ܘ ܕܚܪ݁ܝܐ.
صلاة الرمش خدمة كاتدرائية أساسًا يشترك فيها الاكليروس والمؤمنون من كلا الجنسين بقوة.
جاء في القانون 15 من مجمع البطريرك كيوركيس الأول المنعقد سنة 676 ما يلي: "اجتماع المؤمنين في الكنيسة – للصلاة – ينبغي ان يكون وقت الصباح والمساء ܨܦܪܐ ܘܪܡܫܐ.. عليهم ان يشتركوا في الصلاة مع الجماعة الملتئمة وان يبقوا الى النهاية ليقتبلوا بركة الكاهن"1. اتذكّر وانا طالب ابتدائية كيف كنتُ أرافق والدي الشماس الى كاتدرائية مسكنتة بالموصل، لحضور صلاة المساء والصباح وتعلمت المزامير والالحان وكان عددٌ من المؤمنين يشتركون فيها كما الحال في قرانا حتى اليوم.
بنى صلاة الرمش
المجد لله في العلى الصيغة القصيرة (لوقا 2/ 14) يليها مباشرة صلاة الابناء (ابانا الذي في السماوات..)
صلاة كهنوتية افتتاحية
مزامير بمرميتا واحدة (3 مزامير) ܡܪܡܝܬܐ أو اثنتين (6 مزامير).
ترتيلة اضاءة القنديل والتبخير
انتفونة لاخو مارا
مزمور قصير يسمى ܫܘܪܝܐ ما قبله ܕܩܕܡ ثابت، يتغير بحسب الازمنة الطقسية السبعة، غير موجود في الاعياد، هذا يعني انه رهباني، تعقبه الحان من 3 – 5 أبيات.
المزمور الاساسي للرمش 140
مزمور قصير ثابت يسمى ܫܘܪܝܐ ما بعده ܕܒܬܪ، يتغير بحسب الازمنة الطقسية السبعة، غير موجود في الاعياد، هذا يعني انه رهباني، تعقبه الحان من 3 – 5 أبيات.
أدعية ܟܪܘܙܘܬܐ
انتفونة قدوس اللّه، قدوس القوي… ܩܕܝܫܐ ܐܠܗܐ ܩܕܝܫܐ ܚܝܠܬܢܐ… مقتبسة من الطقس اليوناني- البيزنطي
صلاة الانحناءة عندما ينادي الشماس: احنوا رؤوسكم لنيل البركة..
تطواف والترتيلة الملكية البازيليك – ܕܒܣܠܝܩܐ!
مزمور قصير يتغير كل أحد ويسمى ايضاً ܫܘܪܝܐ، اعتقد انه متأخر.
صلاة الأبناء مع الملحق.
صلوات كهنوتية وبركة الختام.
صلاة الرمش الحالي
1. المجد لله (لوقا 2/ 14). انها ترتيلة افتتاحية لجميع رتب الصلاة والاسرار في الكنيسة الكلدانية، تختصر صلاة المؤمن: المجد لله والسلام والرجاء للبشر (اعتقد انه حصل خلل في قراءة اللفظة ܣܸܒܼܪܲܐ ارادة- راي بـٍ ܣܲܒܼܪܲܐ الرجاء لان لم يكن نظام التنقيط مستعملاً بعد، طالع قاموس يعقوب أوجين مَنّا ص 466). يجيب المؤمنون: ܒܪܟܡܪ، بارخمار، بارك يا رب. انها موجّهة الى اللّه ليباركهم وليس الى الاُسقف أو الكاهن المترأس.
بعدها ينادي الشماس “لنصلِّ: ليكن لنا السلام”، فيتبادل المُصلّون السلام “بمحبة المسيح” وهكذا في صلاة الصباح2. عليهم أن يكونوا متصالحين أمام اللّه عملًا بدعوة يسوع: “اذهب وصالح أخاك، ثم عد وقرِّب قربانك” (متى 5/ 24)، والّا كيف يُصلّون أبانا الذي… اغفر لنا كما نحن غفرنا لمن أساء الينا؟
يليها صلاة أبانا مع الملحق "قدوس قدوس قدوس انت.." الذي أدخله البطريرك طيمثاوس الكبير (+ 823) ونجده في كل الرتب الكنسية الحالية. وفقاً لما يرويه المؤلف المجهول (القرن التاسع) ان تنظيم ايشوعياب الثالث جعل صلاة الأبانا في وسط القداس فقط3. وعندما قرر البطريرك طيمثاوس إدخالها في رتب الصلاة رفضت بعض الأبرشيات ذلك، وحافظت على الصلاة من دونها (المؤلف المجهول 151-152).
مناداة الشماس: ܢܨܠܐ ܫܠܡܐ ܥܡܢ لنصلٍّ ليكن لنا السلام.
2. الصلاة الكهنوتية الافتتاحية: "نشكر يا رب ألوهيتك ونسجد لسيادتك ونُصعِدَ المجد دون انقطاع لثالوثك الاقدس يا رب الكل، الآن والى الأبد". هذه الصلاة موجهة الى المسيح لذا تنتهي هكذا، عكس الصلوات الموجهة الى اللّه التي تنتهي بـ يا رب الكل الآب والابن والروح القدس الآن والى الأبد. هذه الصلاة أصيلة، اذ عندما تكون صيغة الصلاة قصيرة تكون هي الاقدم علميًا، بينما الصيغة الأطول هي الأحدث. من المؤسف انها جُعِلت للتذكارات وأيام الأسبوع، واستبدلت بصلاة أطول مزخرفة بصفات: “نشكر يا رب الوهيتك بتسابيح روحية، ونسجد لسيادتك بسجدات أرضية، ونسبِّح كيانك الخفي بضمائر طاهرة ونوايا مقدسة وغير مدنسة، ايها الآب والابن والروح القدس الآن والى الابد”.
3. المزامير 65، 66، 67 تتغير في بعض الاعياد كالميلاد و الدنح، وفي أيام الاسبوع. هذه المزامير اُختيرت بدقة لتتماشى مع صلاة الآحاد والأعياد الاحتفالية، فالفكرة الرئيسية هي الكنيسة التي أسسها المسيح بالآمه وموته وقيامته والتي هي مكان للصلاة وتمجيد اللّه. واليكم عناوينها:
المزمور 65: "اللّهم في صهيون (الكنيسة) يجدر بك التسبيح"، ومزمور 66 "اهتفوا يا أهل الارض جميعًا"، اي الجميع مدعوون لمعرفة اللّه – مصدر خلاصهم، والمزمور 67 “لِيَرحَمْنا اللّهُ وليبارِكْنا وليضِئ بِوَجهِه علَينا” أن غفران اللّه هو للجميع. يبدو أن إضافة المزمورين 66 و67 هي من طقس رهباني.
في بداية المزمور (مرميتا) ونهايته توجد لازمة: “هللويا هللويا هللويا”: يرددها المؤمنون المشاركون في الصلاة4.
في السينودس المنعقد ببغداد برئاسة المثلث الرحمات البطريرك بولس الثاني شيخو في 6 حزيران 1967 تقرر تلاوة مرميتا واحدة (3 مزامير) وليس اثنتين (6 مزامير) كما كان معمولا به في زمانه.
يعود الشماس لينادي: لنصلٍّ ليكن لنا السلام.
4. انارة القنديل والتبخير وفتح ستارة قدس الاقداس. يبدو كانت هناك ستارتان الاولى لقدس الاقداس والثانية للهيكل. اتذكر في كاتدرائية مسكنتة كانت توجد ستارة واحدة تزاح بانتفونة لاخومارا وتسدل في نهاية الرمش، كما كان يوجد قنديلاً واحداً من جانب الصف الاول (ܓܘܕܐ ܕܩܕܡܝܐ) و ثانٍ من جانب الصف الثاني (ܓܘܕܐ ܕܬܚܬܝܐ). هذه الانارة تعني حضور المسيح بين المصلين: “حيثما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي فاكون في وسطهم” (متى 18/ 20). وعلى الارجح لهذه الرتبة علاقة برتبة الاضاءة في كنيسة القيامة التي تذكرها الرحالة الاسبانية ايجيريا في كتابها (ص 79).
6. صلاة البخور وانتفونة لاخومارا
يتلو الكاهن صلاة على البخور”ايها الصالح والطيب، الحنان وواسع الرحمة، يا ملك المجد العظيم، الكائن منذ الأزل، نحمدك ونسجد لك ونمجدك يا رب الكل الآن والى الابد”. هذه الصلاة الخاصة بالتذكارات هي الاصيلة والثانية الطويلة للآحاد حديثة!
ترتيلة التبخير: تُتلى ثلاث مرات في الآحاد والأعياد وخمس مرات في عيدي الميلاد والدنح. يبخّر الشماس المذبح اولاً ثم الاُسقف (3 مرات) ومرة واحدة الكهنة والشمامسة والمؤمنين.
ܡܵܐ ܚܲܒܿܝܼܒܼܝܼܢ ܡܲܫܟܿܢܲܝ̈ܟܿ ܡܵܪܝܵܐ ܚܲܝܠܬܼܵܢܵܐ: ܐܲܝܟܼ ܥܸܛܪܵܐ ܕܒܸܣܡܹ̈ܐ ܛܵܒܹ̈ܐ ܘܪܹܝܚܵܐ ܕܦܝܼܪܡܵܐ ܒܲܣܝܼܡܵܐ. ܩܲܒܸܿܠ ܡܫܝܼܚܵܐ ܦܵܪܘܿܩܲܢ ܒܵܥܘܼܬܼܵܐ ܘܲܨܠܘܿܬܼܵܐ ܕܥܲܒܼܕܲܝ̈ܟ
ترجمتها: كَعطرِ البَخورِ الطيّب الذي تَفوحُ رائحتُه في كنيستِك المقدَّسة، تقَبَّل أيُّها المسيح صلاتَنا وطَلَباتِنا.
الشماس: ليكن لنا السلام.
الكاهن: يا ربّ، نشكرُكَ ونُسبـّحُكَ على الدوام، في كنيستِك المكلّلة (إشارة الى اكليل الشهداء الكُثر في كنيستنا، فكنيسة الارض مُجاهِدة، تمجّد في السماء)، الممتلئةِ من فيضِ نِعَمِكَ وخيراتِك، فأنت الربُّ وخالقُ الكلّ: أيها الآبُ والإبنُ والروحُ القدُس، الآن وإلى الأبد، آمين.
انتفونة لاخومارا
نجدها في كافة الرُتَب في الآحاد والأعياد تتلى ثلاث مرات، وخمس مرات في عيدي الميلاد والدنح: لاخومارا دخلا مودينان ولاخ يشوع مشيحا مشبحينن، دأتو منحمانا دبغرين وأتو باروقا دنوشاثن.. الحمد لك يا رب الكل، والمجد لك يا يسوع المسيح، لأنك باعثُ أجسادِنا ومخلُّص نفوسِنا. بهذه الانتفونة العميقة المعاني والتي تنسب الى البطريرك مار شمعون برصباعي (+ 341) يعبّر المشاركون عن إيمانهم بتجسُّد المسيح وتحقيق الخلاص لهم وبرجائهم السعيد.
تُزاح الستارة لتندمج كنيسة السماء بكنيسة الارض لتمجيد اللّه.
6. مزمور قصير والحان
مزمور قصير يسمى ܫܘܪܝܐ ܕܩܕܡ شورايا (البداية) ما قبل ويتغير بحسب الازمنة الطقسية السبعة وغير موجود في الأعياد والتذكارات، هذا يعني انه من طقس الرهبان! يعقبه الحان ܥܘܢܝ̈ܬܐ بثلاثة أبيات وهي أبيات شعرية تبدأ باية مناسبة من أحد المزامير. من الملاحظ ان هذه الالحان هي من أجل الموتى الراقدين5، هل لانهم جزء من ليتورجيا الكنيسة؟ اعتقد انه خطأ ليتورجي فمكانها الطبيعي هو يوم الجمعة من كل اسبوع، المخصص للموتى الراقدين وليس في الاحاد؟
ܚܲܕܵܐ ܢܲܦ̮ܫܹܗ ܕܥܲܒܼܕܲܝ̈ܟ. ܥܲܡ ܟܠܗܘܿܢ ܩܲܕ݁ܝܼܫܲܝ̈ܟ. ܐܲܢܝܼܚ ܡܲܠܟܵܐ ܡܫܝܼܚܵܐ. ܠܪܘܼܚܗܘܿܢ ܕܥܲܒܼܕܲܝ̈ܟ ܒܲܫܠܵܡܵܐ. ܐܲܝܟܵܐ ܕܠܵܐ ܡܲܡܠܸܟܼ ܚܲܫܵܐ. ܘܠܵܐ ܥܵܩܬܼܵܐ ܘܠܵܐ ܟܲܪܝܘܼܬܼܵܐ. ܐܸܠܵܐ ܚܲܝܹܐ ܡܠܝܼܟܹ̈ܐ ܕܲܠܥܵܠܲܡ܀
فَرِحْ نفسَ عِبادِك: مع كلِّ القديسين، أَرِح أيُّها المسيحْ، نفوسَهم بسلامْ، حيثُ ليسَ آلامٌ، لا ضيقٌ ولا أحزانْ، بلِ الحياةُ الأبدية”. يتبع صلاة كهنوتية.
7. مزمور الرمش الأساسي 140: "يا رَبِّ، إِلَيكَ صَرَختُ فأَسْرعْ إِلَيَّ أَصْغِ إِلى صَوتي حينَ أَصرُخُ إِلَيكَ. لِتَكُنْ صَلاتي بَخورًا أَمامَكَ ورَفعُ كَفَّيَّ تَقدِمةَ مَساء".
حاليا توجد أربعة مزامير و الثلاثة الاخيرة رهبانية: مزمور 140 ومزمور 141: “بصَوتي إِلى الرَّبِّ أَصرُخ بِصَوتي إِلى الرَّبِّ أَتَضَرَّع”. ومزمور 118 (105-112) "كَلِمَتُكَ مِصْباح لِقَدَمي ونورٌ لِسَبيلي” لربما مرتبط بإضاءة القنديل سابقا!، ومزمور 117 “سَبِّحي الرَّبَّ يا جَميعَ الاُمَم واْمدَحيه يا جَميعَ الشّعوب لأَنَّ رَحمَتَه علَينا عَظيمة وصِدقَ الرَّبِّ قائمٌ أَبدًا هلِّلويا".
8. مزمور قصير والحان
شورايا ما بعد ܕܒܬܪ يتغير بحسب الأزمنة الطقسية السبعة وغير موجود في الاعياد والتذكارات يتبعه الحان بثلاثة أبيات تخلد الموتى الراقدين. ܕܐܵܬܿܐ ܠܲܡܕ݂ܵܢܵܗ݁ ܠܐܲܪܥܵܐ. ܡܲܠܟܵܐ ܡܢܲܚܡܵܢܵܐ ܒܫܘܼܒܼܚܹܗ ܕܵܢܲܚ ܡܼܢ ܪܵܘܡܵܐ. ܘܡܲܚܸܐ ܡܝܼܬܹ̈ܐ ܘܲܡܩܝܼܡ ܠܲܩܒܼܝܼܪܹܐ. ܘܩܵܝܡܝܼܢ ܫܲܘܝܵܐܝܼܬܼ ܥܲܢܝܼܕܹ̈ܐ ܡܼܢ ܓܵܘ ܩܲܒܼܪܹ̈ܐ. ܘܡܲܣܩܝܼܢ ܬܸܫܒܿܘܿܚܬܵܐ ܠܡܲܚܸܐ ܡܝܼ̈ܬܹܐ܀…
إضغط هنا لقراءة نموذج لرمش الآحاد الكاتدرائي (والخورني)
هذا المقال نُشر على موقع البطريركيّة الكلدانيّة في بغداد، لقراءة المزيد إضغط هنا.
1.Synodicon Orientale,J.B.Chabot, Paris 1902 p.488-489
وترجمة الاب يوسف حبي تحت عنوان مجامع كنيسة المشرق، الكسلسك- لبنان 1999 ص 515- 515
2. يقول البطريرك ايشوعياب الرابع بن حزقيال(+1025) في كتاب الاسئلة والاجوبة الطقسية: “في صلاة المساء كان الشماس يلقي السلام ثم يتلو الكاهن الصلاة ” ص 27) طالع ايضاً Maclean, East Syriac dealy offices, London 1894, p. 1
3. "لم يأمر الطوباوي ايشوعياب (الثالث) بتلاوة ابانا الذي في مطلع الطقوس الكنسية ولا في ختامها، انما اثناء رتبة الاسرار القداس المؤلف المجهول، عرض طقوس الكنيسة المجلد الاول ص 151-191
4. Mateos, Lelya- Sapra, p. 28-32
5. Rmasa, Sylvester Pudichery, p.29 note 35