في متابعة لتداعيات كارثة انفجار بيروت مجلس كنائس الشرق الأوسط يستمر في زرع الأمل
بدموع حائرة بين الحزن والفرح قالت إحدى السيدات المتضرّرات من انفجار مرفأ بيروت عندما تسلّمت حصّة من المساعدات المقدّمة من مجلس كنائس الشرق الأوسط "ما كنت متوقعة تكون الحصّة بتضمّ أدوات تنظيف مهمّة وبكميّة بتكفيني 3 أو 4 أشهر، خصوصًا أنّو ما كنت رح كون قادرة اشتريها أبدًا!".
في الحقيقة إنّ دموع السيدة الخمسينية ما زالت تحرق مكانها منذ الرابع من آب/ أغسطس، تروي الألم واليأس الذين يسيطران على ناس بيروت الذين لولا المبادرات الفردية ومساعدة الكنائس والجمعيات الأهليّة لما كان لهم من معيل أو داعم في هذه الظروف المأساوية التي فرضت عليهم فجأة.
هي حال المتضرّرين في بيروت إن معنويًّا أوماديًّا أونفسيًّا، جميعهم ينتظرون بصيص أمل من تحت الرّدم والرماد. فزلزال بيروت شكّل ضربة قاضية دمّرت حياتهم وسط ظروف معيشيّة صعبة أصلًا. المنظّمات والجمعيّات وقفت بجانبهم لمساعدتهم ومساندتهم لأنّهم لن يتمكّنوا من مواجهة تداعيات هذه المأساة بمفردهم.
مجلس كنائس الشرق الأوسط الذي بدوره أطلق ندائين إغاثيّين لإنقاذ العاصمة المنكوبة وأهلها المتألّمين، ودعا إلى تشكيل لجنة مسكونيّة تضمّ فريقًا من مختلف دوائره، وممثّلين عن الكنائس الأعضاء، الأرثوذكسيّة الشرقيّة، الأرثوذكسيّة، الإنجيليّة والكاثوليكيّة، كي يتمّ التنسيق معًا من أجل تحديد حاجات أبناء الرعايا وتوزيع المساعدات عليهم بشكل عادل.
عضو اللّجنة المسكونيّة عن العائلة الكاثوليكيّة والقيّم العام لأبرشيّة بيروت وجبيل وتوابعها للرّوم الكاثوليك الأب نيكولا عبّودي قال في هذا السياق "من خلال هذا العمل المسكوني المشترك عم نقدر نكون كنيسة واحدة لنساعد أيد بأيد كلّ الناس، وهيك بيشعروا أنّو في عندن سند مش متروكين وحدن بهالمحنة". بهذه المشاعر الصادقة أعرب الأب عبودي عن أمله بأن العمل الّذي يقوم به المجلس وبتعاضد الكنائس كافّة معًا يمكن أن يعود الأمل الى أهل بيروت الذين يرزحون تحت ثقل المصيبة.
شركاء المجلس الدوليّين إختاروا دعم المجلس في زرع الأمل من جديد في قلوب المنكوبين، وهبّوا لتلبية نداء المجلس الإغاثيّ. وهنا تضيف عضو اللّجنة المسكونيّة عن العائلة الإنجيليّة القسّ ريما نصرالله "الناس اليوم فقدت الرّجاء ومن خلال الوقوف بجانبها رح تقدر ترجع تشوف ضوّ صغير. الكنائس والمؤسسات الدينية الدولية عم تحاول تقدّم هيدا النور، وهيك منشجّع بعضنا لنقوّي أيماننا ونعيش بأمل أكبر".
وتجسيدًا لهذا الدور والدعم، تعاونت دائرة الخدمة والاغاثة في المجلس - دياكونيا مع منظّمات دوليّة عدّة كـ"آكت اللّاينس"، NCA، "تير فاند" و"كافود" وغيرها، حيث يواصلون مبادراتهم في تقديم مساعدات عدّة تفيد المتضرّرين على مختلف الأصعدة، كالحصص الغذائيّة، أدوات التنظيف والنظافة الشخصيّة، تأمين فرشات ووسادات وأغطية شتويّة... وحتّى مساعدات نقديّة.
في هذا الإطار، تتابع دائرة الدياكونيا جولاتها الميدانيّة على المسؤولين في الكنائس الأعضاء لتسليمهم رزمة مساعدات جديدة كي يتمّ توزيعها على أكبر عدد من العائلات الأكثر ضعفًا وتضرّرًا في مختلف المناطق ضمن بيروت المنكوبة وجوارها. لكن حاجات اللّبنانيّين تزداد يومًا بعد يوم خصوصًا مع تفاقم الأزمات الإقتصاديّة والاجتماعيّة والصحيّة... حيث لن يتمكّنوا من تأمين الأدويّة والأدوات المنزليّة وحتّى من دفع الأقساط المدرسيّة الباهظة... لكن، تبقى الصّلاة مصدر القوّة الوحيد في هذه الظّروف العصيبة، فتمنّت مديرة مركز اتّحاد الكنائس الأرمنيّة الإنجيليّة لجنة العمل الإجتماعي السيّدة لينا داغوليان أن "نتحرّر من هذه الظّروف المأساويّة بأسرع وقت ممكن"، مضيفةً "بصلّي من أجل السّلام والاستقرار وليقودنا الرّب على الطريق الصحيح".
علاوةً على ذلك، أطلق مجلس كنائس الشرق الأوسط ومنظمة "تير فاند" مشروع المساعدات النقديّة، وسيبدأ تنفيذه في منطقة برج حمّود باعتبار أنّ نحو 40 % من المنازل في المنطقة شهدت أضرارًا خفيفة وأنّ المقيمين فيها يعانون أصلًا قبل الإنفجار من الفقر المدقع. هكذا وفي ظلّ الأوضاع المعيشيّة المتدهورة في لبنان، يحرص مجلس كنائس الشرق الأوسط على مساعدة جميع المتضرّرين ومساندتهم على مختلف الأصعدة كي يستعيدوا الرّجاء والقوّة ويتمكّنوا من العيش بكرامة؛ علمًا أنّه يواصل رسالته الإنسانيّة والإغاثيّة منذ تأسيسه سنة 1974 في مختلف دول الشرق الأوسط. واليوم يستمرّ المجلس بتلقّي المساعدات الإغاثيّة لبيروت عبر الندائين التاليين:
بيان مجلس كنائس الشرق الأوسط إلى كنائس العالم والشركاء لدعم بيروت المنكوبة وأبنائها
نداء مجلس كنائس الشرق الأوسط إثر انفجار مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس 2020 (المرحلة الأولى)