من ذاكرة مجلس كنائس الشرق الأوسط: كلمة غبطة الكاردينال لويس روفائيل ساكو في الجمعيّة العامة الـ11 للمجلس
في رحلتنا المسكونيّة نحو الجمعيّة العامة الـ12 لمجلس كنائس الشرق الأوسط الّتي ستنعقد بين 16 و20 أيّار/ مايو 2022 بضيافة كريمة من قداسة بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة تواضروس الثّاني في القاهرة، مصر، تحت عنوان "تشجّعوا! أنا هو. لا تخافوا!" (متّى 14: 27)، لا بدّ من تسليط الضوء تباعًا على محطّات، مقتطفات، كلمات، إصدارات وصور من الجمعيّات العامّة السّابقة للمجلس.
تجدون في التالي كلمة غبطة الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الكاثوليكيّة في الجمعيّة العامة الـ11 للمجلس الّتي إنعقدت بين 6 و8 أيلول/ سبتمبر 2016 في عمّان، الأردن، تحت عنوان "إحمدوا الربّ لأنّه صالحٌ إلى الأبد رحمته" (مزمور 136: 1).
صباح الخير،
أود في البداية أن أقدّم الشكر العميق لمجلس كنائس الشرق الأوسط على الجهود المبذولة من أجل الحفاظ على الوجود المسيحي في هذا الشرق المعذّب. لقد آن الأوان لترك الجدل البيزنطي أمام الخطر الداهم ونوحّد مواقفنا وخطابنا وأيضًا عملنا. ونعوّل كثيرًا على مجلس كنائس الشرق الأوسط الّذي هو مرجعيّة مسيحيّة شاملة من أجل العمل الجاد لخدمة الإنسان وكلّ إنسان في هذا الشرق، مسيحي ومسلم.
إنّي قادم من العراق، من بلد دمّرته الحروب ومزّقته الطائفيّة، وفيه تعرّض المسيحيّون ولا يزال يتعرّضون إلى إعتداءات كبيرة وإضطهادات. وصراحة إذا إستمرّ الوضع على هذه الحال ولم يبادر المسؤولون الكنسيّون ولكن أيضًا المسؤولون المسلمون، السياسيّون والدينيّون جدّيًا لإنقاذ العيش المشترك وتشريع قوانين منفتحة، تحترم حقوق جميع المواطنين خصوصًا حرّية المعتقد والفكر، فلن يبقى مسيحيّون كثر في الشرق. من حقّ الإنسان طبيعيًّا وشرعيًّا أن يعبّر عن إيمانه وفكره. بعيدًا عن التهديد والقمع.
يجب الخروج بموقف موحّد واضح ومحدّد للتعامل بجديّة مع موضوع الإرهاب داعش وأشباهها والّذي يشكّل خطرًا على الكلّ، لكن أيضًا مع خطب دينيّة ومناهج دراسيّة وفتاوى هي مصدر للتشدّد الدينيّ، وبإمكاني سرد أمثلة. هذا فضلًا عن الدساتير والتشريعات الّتي فيها اجحاف "كموضوع المسيحيّين القاصرين لدى اشهار أحد الوالدين إسلامه...".
ينبغي السعي إلى بلورة موقف إسلامي جريء (فتوى) وواضح تجاه المسيحيّين المشرقيّين. إنّهم أصحاب الأرض وأداة سلم ووفاق. يجب دعمهم وشدّ أزرهم لما يمثّلونه من مهارات ثقافيّة وإقتصاديّة من خلال تعميق المساواة والمواطنة والحقوق المشروعة والشّراكة. من حقّهم أن يعيشوا بأمان وإستقرار، وأن يتمتّعوا بنفس حقوق وكرامة مواطنيهم. هذه أمور يجب التعامل معها بحسم وحلّها، فرسالة الديانة هي إشاعة قيم التسامح والمحبّة والرحمة والأخذ بروحيّة النصوص ودلالاتها وطاعتها إحترامًا للّه وللدين. وشكرًا.
البيان الختامي للجمعيّة العامّة الحادية عشرة لمجلس كنائس الشرق الأوسط