الشرق الأوسط في مأزق العقوبات والإقتصاد المتهاوي
تقرير: من 1 إلى 9 أيّار/ مايو 2021
أدّت تداعيات إنتشار جائحة فيروس كورونا كوفيد – 19 إلى تعميق هوّة التفاوت الإقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وواضح أنّ على جميع دول المنطقة إطلاق برنامج إصلاحيّ يهدف إلى تحسين وضعها الإقتصادي وواقع مواطنيها المعيشي المتردّي باستثناء دولتيّ قبرص والأردن. إلّا أنّ الفساد والعقوبات الدوليّة لا يزالان يطغيان على معظم دول المنطقة!
1- الوضع الإقتصادي والإجتماعي
مصر
تتوزّع حالات كورونا والوفيات والمتعافين كالتالي:
-210,489 إصابة مؤكدة
-159,999 حالة شفاء
-12,445 حال وفاة
على الرغم من خسارة مصر الإقتصاديّة التي بلغت 23.6 مليار دولار أميركي[1] عام 2020 بسبب الوباء، فمن المتوقّع أن تشهد نموًّا بنسبة 2.5٪، وقد أكدت ستاندرد آند بورز غلوبال التصنيف الإئتماني السيادي لمصر "B / B" حيث تتوقّع أن يساعد إحتياطي النقد الأجنبي في البلاد ووصوله إلى أسواق الديون على تغطيّة إحتياجاتها التمويليّة الخارجيّة المتزايدة مؤقتًا. ونتيجة لزيادة إستثمارات القطاعين العام والخاص مع خروج البلاد من فترة الوباء، سينمو الإقتصاد المصري بنسبة 4.8% السنة المقبلة وبنسبة 5.4% خلال سنة 2023.
وتعليقًا على أداء مصر للعام الماضي، أوضح وزير الماليّة المصري محمد معيط أنّ قطاع السياحة كان من المتوقّع أن يدرّ 14 مليار دولار من العائدات لكنّ الوباء لم يسمح بذلك. وأشار إلى أن وزارته خفضت توقّعات عجز الموازنة للعام المالي 2020-2021 إلى "6.7% بعد ما كانت 7.8%"[2] وأنّ الحكومة أطلقت برنامجًا جديدًا يركّز على تعزيز نموّ القطاع الخاص وزيادة الصادرات وتسريع رقمنة الإقتصاد.[3]
الأردن
تتوزّع حالات كورونا والوفيات والمتعافين كالتالي:
-665,735 إصابة مؤكدة
-596,293 حالة شفاء
-7,773 حال وفاة
كان لفتح معبر نصيب - جابر مع سوريا تداعيات محدودة بسبب مشاكل تتعلّق بالإنتاجيّة. أما بالنسبة للأردن فسيسمح ذلك بإفراغ فائض المنتجات مما يفيد قطاعاته الإقتصاديّة كافة. لكن على الرغم من هذا الإجراء الإيجابي يتعيّن على الأردن معالجة مشاكلها الإقتصاديّة، ولا يزال معدّل البطالة مرتفعًا عند 24.7٪ وبلغ معدّل المشاركة الإقتصاديّة للمرأة الأردنيّة 14.2% في عام 2020، مما يعني أنّ امرأة واحدة من سبع كانت نشطة اقتصاديًا... مع ذلك، نسمع أصداء برنامج أكثر جديّة آت من خلال المنظمّات الدوليّة. الشهر المقبل سيكشف على الأرجح مّا تنتظره البلاد من تطورات.[4]
العراق
تتوزّع حالات كورونا والوفيات والمتعافين كالتالي:
-924,946 إصابة مؤكدة
-814,853 حالة شفاء
-14,713 حال وفاة
أضرّت سنوات من الصراع في قطاع النفط، وهو الركيزة الأساس لإقتصاد العراق، وأدّت إلى إغلاق الطرق البريّة المؤديّة إلى سوريا والأردن وتراجع الصادرات. لقد أثّر التدهور الإقتصادي وفقدان الوظائف على مختلف المجتمعات والشباب - الذين هم أكثر عرضة للإلتحاق بجماعات مسلّحة أو المشاركة في الأنشطة المتطرّفة بما في ذلك جرائم المنظمة العابرة للحدود، لكسب لقمة عيشهم.[5] ومع ذلك، كان لزيارة قداسة البابا انعكاسات إيجابيّة على صعيد الوحدة. حضر المسلمون والمسيحيّيون وغيرهم من الأقليّات الدينيّة في العراق مثل اليزيديّين والصابئة الصلاة في مدينة أور القديمة، مما يظهر تقدمًّا إيجابيًّا في العراق.[6]
لبنان
تتوزّع حالات كورونا والوفيات والمتعافين كالتالي:
-496,846 إصابة مؤكدة
-402,172 حالة شفاء
-6,661 حال وفاة
وصل لبنان في أيار/ مايو إلى مرحلة حرجة في ظروفه الإقتصاديّة السيئة. تجتاح التقارير الإخبارية عن نضوب الاحتياطي الأجنبي وسائل الإعلام لأنّ الحكومة لم تعد قادرة على دعم المواد الأساسيّة. في الوقت نفسه، أغرقت المدعيّة العامة غادة عون نفسها في التحقيق في النظام النقدي والقضائي الغامض في لبنان. فهل ستعثر على إجابات أم أنّها تبحث في الأماكن الخطأ؟ إشاعات كثيرة تروّج أنّ بعد نهاية شهر رمضان، ستبدأ سلسلة من الأحداث التي تشبه التدهور الإقتصادي في الظهور. فإمّا أن يجتمع السياسيّون لإنقاذ الوضع قبل فوات الأوان، أو تدخل البلاد المرحلة التاليّة من التلاشي والإنهيار.
فلسطين
تتوزّع حالات كورونا والوفيات والمتعافين كالتالي:
-268,132 إصابة مؤكدة
-232,960 حالة شفاء
-2,860 حال وفاة
أعلن رئيس الوزراء محمد أشتاي أنّ فلسطين تدخل أخيرًا في مرحلة التعافي حيث انخفضت أعداد الإصابات بفيروس كورونا في الضفّة الغربيّة إنخفاضًا ملحوظًا. لكنه أشار إلى أنّ وضع كورونا في قطاع غزّة لا يزال خطيرًا. ستعتمد الحكومة الفلسطينيّة على 500 ألف جرعة من لقاح سبوتنيك الروسي و4 ملايين جرعة من لقاح فايزر الأميركي لحلّ هذه المشكلة. وأعلن البنك الدولي عن إطلاق إستراتيجيّة مساعدة جديدة لمدة 4 سنوات للأراضي الفلسطينيّة، تواصل هذه الإستراتيجيّة دعم المعيشة وتقديم الخدمات وستعطي أهميّة أكبر للإستثمار في ريادة الأعمال من أجل إقتصاد فلسطيني مترابط وعوائد إقتصاديّة طويلة الأمد. في الوقت الحالي، همّ الفلسطينييّن الأوّل هو الأعمال العدوانيّة الإسرائيلية في القدس وأماكن أخرى.[7]
سورية
تتوزع حالات كورونا والوفيات والمتعافين كالتالي:
-20,226 إصابة مؤكدة
-14,012 حالة شفاء
-1,378 حال وفاة
على الرغم من فضح تجارة المخدرات غير المشروعة بين سوريا ولبنان، يبدو أن المملكة العربية السعودية وسوريا تشاركان في حوار دبلوماسي إيجابي. حتى أنّ شائعات عن زيارة كبار مسؤولين أمنيين لسوريا سراً فاجأت الإعلام. فهل ما يحدث هو تقارب؟ علينا أن نتفاءل لأنّ الوضع في البلاد إلى الإنهيار والدولة بحاجة إلى تدخّل إنساني. إنّ الوضع الأمني المتفاقم والحوادث في مصافي النفط[8] ونقص الحبوب يصعّب على الحكومة التدخّل. في الوقت الحاضر، يبدو أنّ سوريا "تعمل بالموجود". إنها تنخرط في تدابير إقتصاديّة متبادلة وهي تئنّ. فقد تراجعت قيمة الليرة السوريّة إلى مستويات متدنيّة، لتتوافق مع الوضع غير المستقّر في البلاد وحال الشعب السوري. هذا ويمنع التضخّم المفرِط المواطنين من شراء السلع الضروريّة. وممّا يزيد الطين بلّة أنّ قانون قيصر لا يزال ساري المفعول ويلحق الضرر بكل من سوريا ولبنان، ولا تزال سوريا تحاول تعويض الخسائر من خلال شراكاتها مع بعض الحلفاء، حتّى أنّها استنفدت تلك الصداقات، لأنّ تلك البلدان أيضًا تعاني من المشاكل الإقتصاديّة.
قبرص
تتوزّع حالات كورونا والوفيات والمتعافين كالتالي:
-51,505 إصابة مؤكدة
-39,061 حالة شفاء
-272 حال وفاة
إعتمدت قبرص "جواز سفر المناعة" مما أثار ردود فعل مختلفة بين المهنيّين الصحيّين وأصحاب الأعمال والمنظمّات غير الحكوميّة والمواطنين. فقد تحمّس البعض للموضوع بحجّة إنعاش العجلة الإقتصاديّة فيما حذّر البعض الآخر من أنّه تدبير أقرب إلى إنتهاك حقوق الإنسان. ومع رفع الإقفال التام الذي استمرّ لأسبوعين في 10 أيار/ مايو، تخطّط الدولة لاعتماد الجواز وفرضه على الناس لزيارة المقاهي والمطاعم ومراكز التسوّق والصالات الرياضيّة والمسارح ودور العبادة. وأشار بعضهم إلى أنّ هذه الخطوة غير دستوريّة، ومع ذلك، يبدو أنها خطوة عمليّة لتحسين الوضع الإقتصادي في الجزيرة.
دائرة التواصل والعلاقات العامة
[1] Middle East Monitor, April 29, 2021, https://www.middleeastmonitor.com/20210429-egypt-economy-loses-23-6bn-in-2020/
[2] The National News, May 8, 2021, https://www.thenationalnews.com/business/economy/s-p-affirms-egypt-s-rating-on-robust-reserves-and-access-to-debt-1.1218830
[3] Bloomberg April 27, 2021, https://www.bloomberg.com/news/articles/2021-04-27/egypt-vows-to-boost-private-sector-growth-in-new-economic-plan
[4] Al-Monitor, April 25, 2021, https://www.al-monitor.com/originals/2021/04/opening-jordanian-syrian-crossing-politically-motivated
[5] OCHA, April 22, 2021, https://reliefweb.int/report/iraq/eu-supports-iom-and-unodc-partnership-strengthen-border-security-iraq-road-economic
[6] GRI, May 3, 2021, https://globalriskinsights.com/2021/05/iraqs-national-dialogue/
[7] Foreign Policy, May 6, 2021, https://foreignpolicy.com/2021/05/06/israels-apartheid-doesnt-make-a-difference/
[8] Aljazeera, May 9, 2021, https://www.aljazeera.com/news/2021/5/9/fire-hits-oil-refinery-in-syrias-homs-state-media