يوم البيئة العالمي ودور الكنيسّة

Dr. Michel Abs, MECC Secretary General .jpg

د. ميشال أ. عبس

الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط

الخامس من حزيران هو يوم البيئة العالمي وقد دأبت المجتمعات على الإحتفال به منذ تأسّيسه عام 1972. وهذا اليوم يطرح رؤية أساسيّة مشتركة حول كيفيّة مواجهة تحدّي الحفاظ على البيئة البشريّة وتعزيزها وذلك تحت إشراف الأمم المتحدة.

يوم البيئة العالمي للسنة الحالية، 2021، سنة تحدي جائحة كورونا والسيطرة عليها، سيكون في باكستان وموضوعه "استعادة النظام الإيكولوجي". كما سيشهد هذا اليوم إطلاق عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظام الإيكولوجي. وكما يفيدنا موقع الأمم المتحدة المتخصّص في هذا المجال، فإن استعادة النظام البيئي يمكن أن تأخذ أشكال عدّة: زراعة الأشجار، تخضير المُدن، إعادة بناء الحدائق، تغيّير النُظم الغذائيّة أو تنظيف الأنهار والسواحل.

ما هو دور الكنيسّة في هذا المضمار وما الدور الذي ستضطلع به الحركة المسكونيّة ومجلس كنائس الشرق الأوسط؟

لقد أصدر عدد من الهيئات المسكونيّة كتيبًا متخصصًا يشتمل على مجموعة أنشطة بيئيّة وعنونته "موسم الخليقة" - دليل الإحتفال لسنة 2021 - منزل للجميع؟ تجديد أويكوس الله. وأويكوس كلمة يونانيّة قديمة تعني المجتمع أو "العائلة وملكيّة العائلة والبيت". لقد جاءت كلمة أويكوس هنا بمعنى "بيت الله".

يقوم مجلس كنائس الشرق الأوسط بترجمة هذا الكتيّب إلى اللغة العربيّة من أجل أن يكون دليل نشاطات ممن المقرّر القيام بها خلال الفترة التي تسمّى "موسم الخليقة" وهي تمتد من الأوّل من أيلول/ سبتمبر إلى الرابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر وهي تشمل صلوات وتأمّلات وندوات تؤول كلّها إلى رفع مستوى الوعي البيئي من أجل غد أفضل للأجيال القادمة.

أمّا الشركاء في هذا النشاط فهي الكنائس برعاياها ومؤسّساتها، إضافة إلى مؤسّسات المجتمع المدنيّ التي يهمّها الإشتراك في هذا العمل.

إذا كانت المؤسّسات العلمانيّة معنيّة بالحفاظ على البيئة فإن الكنيسة هي من باب أولى معنيّة بالحفاظ على عطيّة الخالق من أجل غدٍّ أفضل للخليقة.

سيقوم مجلس كنائس الشرق الأوسط بتعميم الكتيّب حال توفره، وبشتّى الوسائل، كيّ يكون بمتناول الجميع وليشكِّل لهم دليل عمل.

بموازاة هذه الأنشطة البيئيّة، يتحضّر المجلس لإطلاق مشاريع زراعية عدّة في مختلف مناطق تواجد فرقه الميدانيّة وفي مختلف الإختصاصات الزراعيّة إنطلاقًا من قناعته العميقة أنّ النمو الزراعي والتنميّة الريفيّة هما مفتاح أساس في إعادة تصويب الحياة الإجتماعيّة الإقتصاديّة التي شهدت تحوّلات خطيرة في بلدان المشرق. لقد أدّت هذه التحوّلات إلى نزوح ريفي كثيف وهجرة خارجيّة، فقلبت المعادلة السكانيّة والإقتصاديّة - الإجتماعيّة والثقافيّة رأسًا على عَقِب وألحقت أضرارًا جسيمة بالبيئة وسرّعت عملية التصحّر وأضّرّت بالأمن الغذائي.

تشكّل حماية البيئة والتنميّة الزراعيّة - الريفيّة تحديًّا أساسيًّا للمجلس وهو قد أخد هذا التحدّي على محمل الجدّ ويعوِّل على تعاون الهيئات الكنسيّة كما هيئات المجتمع المدنيّ للردّ على التحدّي إذ إنّ مفاعيله تطال المجتمع برمّته وقد يكون لا رجعة فيها إذا طال أمَدها واستشرت.

Previous
Previous

معًا نتكاتف ونصلّي

Next
Next

مجلس كنائس الشرق الأوسط، مكتب بيروت، يساند المعوّزين صحيًّا ونفسيًّا