نحو إستعادة الكرامة
تقرير: من 1 إلى 13 آب/ أغسطس 2021
هذا التقرير متوفّر أيضًا باللّغة الإنكليزيّة.
كان الجميع بانتظار نتيجة التحقيق في جريمة إنفجار مرفأ بيروت، لكن مع غروب شمس 4 آب/ أغسطس للمرّة الثانية بانت النوايا: فاللبنانيون يعيشون في دولة طائفيّة تغنى على حسابها الأقليّات، والموت ليس سوى أضرار جانبيّة أو ثمن يدفع من أجل كسب الأموال. حاول الغرب أن يتدخل بحلول دبلوماسيّة، لكن مع مرور الوقت استمرّ لبنان بالإنتحار، فاحتلّ البلاد شبح التضخم والفقر. وبينما يقرّر الغرب إن كان عليه التدخل مباشرةً، فإنّ الوطن يودّع أبناءه واحدًا تلو الآخر على أبواب المطار.
1- الوضع الإقتصاديّ والإجتماعيّ
مصر
تتوزّع حالات كورونا والوفيات والمتعافين كالتالي:
- 285,465 إصابة مؤكدة
- 234,250 حالة شفاء
- 16,625 حال وفاة
رحّبت مصر وحكومتها خلال شهر آب/ أغسطس باستئناف الرحلات الجويّة الروسيّة المباشرة إلى البحر الأحمر، ممّا يشير إلى صيف مثمر: من المتوقع أن يضيف السيّاح الروس وحدهم عائدات تصل إلى ملياري دولار في قطاع السياحة. تأمل مصر في إعادة إنعاش السياحة التي أوقفها الوباء لينضم ذلك إلى النجاح الذي حققته حتى الآن ولتعزيز الإقتصاد الجزئي من حيث الشركات الصغيرة. ومع ذلك، فإنّ مصر تخاطر باتخاذ مثل هذه الخطوة الجريئة في فتح إقتصادها، فظهور متحوّر الدلتا الجديد في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم جعل من الصعب على الحكومات اتخاذ القرارات حيث لا يزال هناك الكثير من الأمور المجهولة.
تحتفظ مصر حاليًّا بمستوى B2 (موديز) مما يدلّ على استمرار ثقة المؤسّسات الدوليّة في متانة الإقتصاد المصري وقدرته على التعامل مع أزمة وباء كورونا. وتكمن الثقة في قدرة الإقتصاد المصري على الإستجابة للوباء من خلال إستمرار الحكومة في تنفيذ الإصلاحات الإقتصاديّة والماليّة والهيكليّة.
الأردن
تتوزّع حالات كورونا والوفيات والمتعافين كالتالي:
- 784,631 إصابة مؤكدة
- 762,521 حالة شفاء
- 10,222 حال وفاة
إضافةً إلى كلّ المساعدات التي أرسلها شركاء الأردن للبلاد، قامت الولايات المتحدة بتحويل 600 مليون دولار أميركي من 1.65 مليار دولار أميركي كانت قد وعدت بها الأمّة لمساعدة البلاد في مرحلة التعافي حيث يحاول الأردن الإستفادة ممّا تبقى من الصيف. ومع ذلك، فإنّ التعافي السريع من دون مساعدة شركائها أمرًا مستحيلًا نظرًا للفساد وسوء الإدارة في المناصب العامة. أمّا في الوقت الحالي، فحجب الإعلام النظر عن هذا الموضوع وسلّط الضوء على مليارات الدولارات التي ستحصل عليها الدولة.
العراق
تتوزّع حالات كورونا والوفيات والمتعافين كالتالي:
- 1,784,594 إصابة مؤكدة
- 1,605,296 حالة شفاء
- 19,740 حال وفاة
خلال العقدين الماضيّين، إستمرت مشاكل العراق في التراكم حتى أصبح إنقطاع التيار الكهربائي يتكرّر بكثرة، وقد أدّى ذلك إلى مظاهرات واشتباكات عنيفة عدّة بين المواطنين والشرطة. في يومنا هذا، بدأت هذه الظاهرة تتكرّر من جديد، ممّا يهدّد النظام السياسي مرة أخرى. على هذا النحو، أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي عن "كتاب أبيض" في شباط / فبراير في محاولة لتبنّي استراتيجيّة لعراق حديث ومزدهر ومنتج يستثمر إمكاناته الهائلة وطاقاته البشريّة ويكافح الفساد ويوقف الهدر. ومع ذلك، لم تعلن الحكومة تنفيذ الكتاب إلا بعد أن بلغ الوضع خطورته. ما زلنا لا نعلم ما إذا كانت الأمّة ستكون قادرة على وضع هياكل حوكمة فعليّة تندرج تحت آليات الرقابة والمراقبة والتقييم التي تضمن إدارة عمليّة الإصلاح بشكل فعّال. أمّا الآن، فجدّد البنك الدولي إلتزامه بمواصلة دعم العراق، حيث وافق على إطار الشراكة القطريّة الجديد (CPF) لتشكيل أساس شراكته مع البلاد خلال السنوات 2022-2026. فهل يكون ذلك بداية لحقبة جديدة؟
لبنان
تتوزّع حالات كورونا والوفيات والمتعافين كالتالي:
- 583,718 إصابة مؤكدة
- 542,510 حالة شفاء
- 7,982 حال وفاة
مر 4 آب/ أغسطس ولم يتغير شيئ. ومع ذلك، يتمّ تهريب أساسيات العيش إلى خارج البلاد، وبالتالي يتمّ سلب إمكانيات الدولة القليلة. يمضي اللبناني معظم أيّامه يبحث عن الوقود في المحطات المكتظة. في بعض الحالات، تحوّل الجو المتوتّر بسبب شح إمدادات الوقود إلى أعمال عنف تخلّلها استعمال الأسلحة والسكاكين والقنابل اليدويّة. إنفجر مستودع للوقود في عكار أدّى إلى مقتل عشرين شخصًا. وأشار البعض إلى وقوع إطلاق نار من سيارة مسرعة، أو أنّه تم تخزين الوقود بطريقة غير آمنة. في كلتا الحالين، يعرف جميع اللبنانيّين أنّ هذه فقط إحدى القنابل الموقوتة المخفيّة التي لم تنفجر بعد. أمّا في ما يتعلّق بموضوع الكهرباء، فقد تركت مناطق كثيرة من العاصمة بدونها مع إشتداد موجة الحرّ في لبنان. وما زاد الطين بلّة هو انعدام الخدمات الطبيّة فلجأ مرضى السرطان والأمراض المزمنة إلى وسائل التواصل الإجتماعي للتعبير عن الظلم الذي يعانونه ويطالبون بالمساعدة.
على الرغم من أنّ مسؤولي هذا البلد آذانهم صمّاء، فقد أصبح الوضع فظيعًا لدرجة أنّ اللبنانيوّن بدأوا بالحديث والحلم بتدخّل دولي. ومع ذلك، فإن التدخّل لا يزال غير مطروح على الطاولة. التدخّل سواء كان إنسانيًّا أو عسكريًّا قد يكون كلفة باهظة تزامن مع شحّ المتبرعين وتدهور الإقتصاد العالمي. يبقى أن ننتظر ما الذي ستؤدّي إليه المفاوضات خلف الأبواب المغلقة بين أصحاب السلطة الفاسدين في لبنان والحكومات الأجنبيّة. في جميع الأحوال، وصلنا إلى مرحلة حرجة لم تصل إليها دولة عربية أخرى. حتى خلال بشاعة الحرب الأهليّة التي استمرت 15 عامًا، لم تكن الأمور بهذا السوء.
فلسطين
تتوزّع حالات كورونا والوفيات والمتعافين كالتالي:
- 321,031 إصابة مؤكدة
- 313,448 حالة شفاء
- 3,625 حالة وفاة
نظرًا لأن الفلسطينيّين لا يزالون يعانون من التصعيد الأخير وتدمير منازلهم ومحو سبل عيشهم من الخريطة، فقد أرسل شركاء فلسطين الأوروبيين الدعم. على سبيل المثال، ساهمت فرنسا بمبلغ 500,000 يورو لبرنامج الأغذية العالمي العامل في البلاد لمعالجة النقص الملحّ في الغذاء. سيتم إستخدام الأموال لتوفير قسائم طعام إلكترونيّة لأكثر من 32,000 شخص لمدة شهر واحد لشراء أطعمة متنوّعة من إختيارهم من 200 متجر في جميع أنحاء قطاع غزّة. بهذه الطريقة، يؤمّن الطعام للناس ويتمّ تحفيز الإقتصاد، وإن كان على نطاق صغير. مقلّدةً لمثل هذا القرار والإستجابة للضغوط المحليّة والدوليّة، قرّرت إسرائيل إصدار ما لا يقلّ عن 16,000 تصريح عمل إضافي لسكان الضفة الغربيّة. ومع ذلك، فإنّ الإنخراط في مناوشة أو التنمّر على خصم أضعف بكثير سيتطلّب أكثر من بضعة تصاريح عمل.
سوريا
تتوزّع حالات كورونا والوفيات والمتعافين كالتالي:
- 26,409 إصابة مؤكدة
- 22,166 حالة شفاء
- 1,940 حال وفاة
خلال شهر آب/ أغسطس، وقّع الرئيس السوري مرسومًا بالموافقة على تشكيل حكومة جديدة في محاولة لتغيّير الأمور. ومع ذلك، لم يتمّ إجراء الكثير من التغيّيرات حيث تمّ تغيّير 5 مناصب فقط، فتمّ تعيّين أسماء جديدة لقيادة وزارات الإعلام والشؤون الإجتماعيّة والتجارة الداخليّة وحماية المستهلك. يتوقّع الشعب السوري أن تحلّ الحكومة الجديدة مشكلة الفقر المتزايد الذي يعاني منه الآن 80% من السكان، كما تراجعت قيمة الليرة السورية إلى مستويات غير مسبوقة مقابل الدولار في السوق السوداء، إضافةً لانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة بسبب نقص الوقود وارتفاع أسعار المواد الأساسيّة مثل الوقود والخبز والأرزّ والسكر. إنّ أمام الحكومة الجديدة الكثير من العمل، خاصةً والبلاد لا تزال ترزح تحت وطأة العقوبات وتتعرّض لسرقة الأراضي من قبل تركيا.
ومع ذلك، هناك بعض الجهود لإستعادة إقتصاد البلاد. فأعلنت الحكومة السورية عن توقيع ثلاثة عقود مع مستثمرين من القطاع الخاص لإعادة تأهيل المصانع الكبيرة في قطاعي السكر والإسمنت. يرتبط إحدى هذين الإستثماريّن بشركة قاطرجي النافذة. كما أعلنت الحكومة أنّها انتهت من الإستعدادات لزيادة إنتاج الغاز إستجابة لأزمة الطاقة المتزايدة.
لسوء الحظ، الوقت قصير ويشكّك العديد من المحلّلين في قدرة الحكومة الجديدة المعدلّة على تغيّير البلاد. لا تزال سوريا دولة غير مرنة وذات توجه عموديّ (كعلاقة الرئيس بالموظف) يسيطر عليها الروتين وسوء الإدارة. من المتوقّع أن تزداد محنة الجوع بشكل كبير في الأشهر الثلاثة المقبلة بما في ذلك شهر آب/ أغسطس حيث يصل انعدام الأمن الغذائي إلى مستويات مثيرة للقلق، بحسب تقرير للأمم المتحدة.
قبرص
تتوزّع حالات كورونا والوفيات والمتعافين كالتالي:
- 109,253 إصابة مؤكدة
- 90,755 حالة شفاء
- 461 حال وفاة
مع وضع الإقتصاد "الدائري" موضع التنفيذ، إحتلّ العمل عن بُعد والتحوّل الرقميّ والإستدامة العناوين الرئيسة المطروحة. أشادت العديد من الشركات الكبيرة في آب/ أغسطس بالفكرة وأعربت عن إستعدادها لخوض المغامرة، كما قالوا أيضًا أنّ ذلك سيحسّن استدامة الإقتصاد. أتت هذه الآراء المتفائلة خلال فترة لا يزال وباء كورونا حرًّا طليقًا والإقتصاد العالمي لا يزال ينكمش. بشكل عام، يعمل الإتحاد الأوروبي حاليًّا على إستعادة إقتصاده وقد أثبتت قبرص أنّها هي المحرّك الذي يدفع الآلة الأوروبيّة إلى الأمام. لكنّ ذلك كلّه مهدّد بانتشار متحوّر دلتا وآثاره على الإقتصاد. ومع ذلك، يضرب المثل بقبرص في ما يتعلّق بالعمل في ظروف صعبة.
دائرة التواصل والعلاقات العامة