لماذا تُعتبر حرّيتنا الدينيّة مهمّة؟
الجواب من حرم الجامعة اليسوعية في بيروت
سيادة المطران فيليب مونستيفين يحاضر عن الحريّة الدينيّة والمسيحيّين المضطهدين
بدعوة وتنظيم مشتركين بين مجلس كنائس الشرق الأوسط، جمعيّة الكتاب المقدّس، وكليّة العلوم الدينيّة في جامعة القدّيس يوسف (USJ) في بيروت، ألقى سيادة المطران فيليب مونستيفين، أسقف ترورو، ومؤلّف إصدار FCDO حول المسيحيّين المضطهدين محاضرة بعنوان "لماذا تُعتبر حرّيتنا الدينيّة مهمّة؟". وذلك يوم الخميس 13 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2022، في قاعة فرنسوا باسيل، حرم الإبتكار والرياضة في جامعة القدّيس يوسف، بحضور ممثّلين عن منظّمات وهيئات معنيّة وجمع من الآباء الكهنة والقساوسة والمهتمّين بالموضوع .
في محاضرته، قدّم سيادة المطران مونتستيفين لمحة حول مختلف الأسباب الّتي دفعته إلى زيارة لبنان لا سيّما ما يتعلّق منها بحريّة الدين أو المعتقد... كما تطرّق إلى أبرز الأعمال الّتي قام بها في ما يخصّ قضيّة حريّة الدين أو المعتقد، عسى أن تساعد لبنان في تعزيز هذه المسألة وسط تعدّد الديانات والثقافات فيه. كما أضاء وبشكل مفصّل على الإصدار الّذي قام بإعداده عام 2018 حول المسيحيّين المضطهدين ونتائجه، والذي ضمّ أيضًا دراسة حول عمل وزارة الخارجيّة البريطانيّة في معالجة هذه القضيّة. وذلك بدعوة من سيادة رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي وطلب من وزير الخارجية آنذاك جيريمي هانت.
يمكنكم الضغط هنا لقراءة نصّ المحاضرة كاملًا باللّغة الإنكليزيّة.
قدّم المحاضرين مدير دائرة الشؤون اللّاهوتيّة والعلاقات المسكونيّة في مجلس كنائس الشرق الأوسط الأب د. أنطوان الأحمر، واستُهلّت بدايةً بكلمة ترحيبيّة لرئيس جامعة القدّيس يوسف الأب البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ الّذي أشار إلى أنّ الحريّة الدينيّة ليست موضوعًا عابرًا بل هي قضيّة يجدر البحث فيها في منابر الجامعة والفضاء الأكاديمي فلا تبقى حكرًا على بعض الشّعبويّين والإنتهازيّين. كما شكر جمعيّة الكتاب المقدّس مثنيًا على الشّراكة بينها وبين الجامعة وعلى انفتاحها على مختلف القضايا الّتي تهمّ بلادنا لا سيّما الحوار المسيحيّ الإسلاميّ...
ووجّه دكّاش كلمة تقدير إلى مجلس كنائس الشرق الأوسط بشخص أمينه العام د. ميشال عبس لما يبذله من جهد متواصل لتبقى خدمة الشّراكة المسكونيّة قائمة، وبالتّالي كي تبقى شهادة المسيحيّين في هذا الشرق إنعكاسًا لنور المسيح المخلّص خصوصًا في هذه الأيّام الظالمة والمظلمة. وشدّد على أهميّة الحديث عن قضيّة الحريّة الدينيّة مندّدًا بظواهر التضييق والضغط وقمع الحقوق الّتي يتعرّض لها البعض. وأضاف "نسعى ونجهد إلى تثبيت التعدّديّة عبر العيش معًا وتحقيق الخلاص عبر بناء المواطنيّة الحقّ الّتي وحدها تؤكّد الحريّات والحقوق والواجبات بين الناس في مختلف الميادين".
بدوره، ألقى الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس كلمة تحدّث فيها عن حريّة المعتقد وكرامة الإنسان وإنسانيّته، وقال أنّنا نشهد في القرن الـ21 تمييزًا دينيًّا وطائفيًّا إضافةً إلى مختلف أشكال التمييز وهذا ما يؤشّر إلى أنّ البشريّة ما زالت مأزومة. وأشار إلى أنّ المجتمع الحديث هو تركيبة شديدة التنوّع ويتشكّل من موزاييك إثنيّ وعرقيّ، حيث نرى من هنا غزارة الإنتاج الفكري حول إدارة التنوّع. كما أضاف أنّه خلال العقود العشرة المنصرمة تأسّست مئات الهيئات الحكوميّة وغير الحكوميّة الدوليّة والمحليّة وأُنتجت عشرات الشُرَع والوثائق التاريخيّة الّتي تحثّ على احترام معتقد الآخر وقبوله... الّا أنّه يتبيّن أنّ كلّ هذه الجهود لم تأت بالنتائج المرجوّة.
كما قال أنّ البشريّة في سباق محموم بين الخير والشرّ وبين المحبّة والبغضاء إذ نجد أنّه مقابل تصاعد نشاط المؤسّسات الّتي تعمل على تطوير التفاعل والحوار بين الناس هناك تصاعد لنشاط من يعمل على هدم هذه الإنجازات الثقافيّة القياميّة... إنّ محاربة التمييز بشكل عام هو جزء من بناء المواطن ذو المواطنة الكاملة والحاضنة للتنوّع حيث يحتاج إلى منظومة متكاملة تشمل التشريع والإعلام والتربية...
وأضاف د. عبس "نحن اليوم في مجلس كنائس الشرق الأوسط نستعدّ لتأسيس دائرة الحوار والتماسك الإجتماعي الّتي تهدف إلى إطلاق مشاريع تتوخّى إعادة بناء رأس المال الإجتماعيّ المدمّر في مجتمعاتنا بحكم النزاعات والإفقار والتهجير، وسوف تكون باكورة مشاريع هذه الدائرة في لبنان والعراق ومصر. ونحن كمؤسّسة مسكونيّة ننطلق من أن نعرف الحقّ والحقّ يحرّرنا، لذلك نتطلّع إلى مجتمعات يحيا فيها المواطن حياة كريمة...". الكلمة كاملة.
بعدها، قدّم الأمين العام لجمعيّة الكتاب المقدّس د. مايك بسوس تعريفًا مفصّلًا عن سيادة المطران فيليب مونتستيفين، مسلّطًا الضوء على مسيرته الكنسيّة والروحيّة وأبرز الأعمال الّتي أنجزها.
إنتهت المحاضرة بنقاش واسئلة من الحضور، ونخب المناسبة.