من وإلى قمة التغير المناخي COP27 في شرم الشيخ
الشّبيبة تدقّ ناقوس الخطر وتستعدّ مع تحالف آكت اللّاينس
البيئة في خطر والبشرية تفقد سلامتها وأمنها على وقع تداعيات التغيّر المناخيّ! حقيقة مرّة لا يمكننا إخفاؤها طالما أصبحت واقعًا معاشًا يتهدّد مستقبل أجيالنا الّتي قد ترث عالمًا غير صالح للسكن. إلّا أنّ الأعوام الفائتة اتّسمت ببعض الآمال حيث ارتفعت الأصوات عاليًا لا سيّما مع الفئات الشّابة الّتي تطالب الحكومات والجهات المعنيّة الدوليّة بالعمل الجادّ والسّريع لإنقاذ حياة الناس وتحقيق التغيير المطلوب والملّح. لكن هل من آذان صاغية إلى كلّ هذه الأصوات الشّابة؟
في الحقيقة، يجتمع رؤساء الدول والدبلوماسيّون والخبراء والناشطون البيئيّون كلّ سنة في محطّة بيئيّة منتظرة عالميًّا تتجلّى في قمّة التغيّر المناخيّ COP الّتي تهدف إلى البحث في القضايا المناخيّة الطارئة واتّخاذ الإجراءات المجدية لتأمين مستقبل أكثر أمانًا واستدامة. أمّا هذه السنة، فتنتطلق أعمال COP27 في مدينة شرم الشيخ المصريّة يوم الأحد 6 تشرين الثاني/ نوفمبر لتنتهي يوم الجمعة 18 من الشّهر الجاري، حاملة في أنشطتها أصوات شعوب تتوق إلى العيش في بيئة سليمة، وذلك خلال جلسات متنوّعة تطال مختلف قطاعات الحياة.
هذا على صعيد الجهات الرسميّة، لكن أين الشّباب وسط كلّ هذه الحشود والفعاليّات العالميّة؟ هل من حضور لهم في أنشطة COP27 وهم الأجدر في نقل هواجسهم؟ كيف يمكنهم العمل على الحفاظ على البيئة والتوعية البيئيّة؟ كلّها أسئلة بحثنا عن إجابات عليها مع اللّجنة الخاصّة للعدالة المناخيّة في تحالف آكت اللّاينس العالميّ الذي يشكل مجلس كنائس الشرق الأوسط جزءًا أساس منه لا سيما في شؤون الشرق الأوسط.
إيمّا برغلند من ضمن الفريق الشاب في آكت تشرح لموقع مجلس كنائس الشرق لأوسط أنّ فعاليّات COP27 تتضمّن إجتماعات تمهيديّة خاصّة بالشّباب والعديد من الأنشطة تتحضّر لجنة من الشّبيبة للمشاركة بها إلكترونيًّا وحضوريًّا في شرم الشيخ.
COY27: إجتماعات تمهيديّة تعزّز دور الشّباب
بدايةً تشدّد إيمّا أنّه لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الشّباب لهم دور أساس في قمة COP27 لا سيّما وأنّهم سيتأثّرون بشكل مباشر بنتائج القمّة وكذلك بالسّياسات والقرارات الّتي ستصدر عن اجتماعاتها. صحيح أنّ الشّباب اليوم لا يملكون الخبرات التقنيّة والفنيّة الكبيرة في المسائل البيئيّة الّا أنّهم يدركون تمامًا عبر الثقافة البيئية والخبرات التي يكتسبونها خطورة التغيّر المناخيّ وتداعياته على حياة الإنسان في كلّ أنحاء العالم. كما أنّ الشّباب يسعون غالبًا إلى العمل على إيجاد حلول بعيدًا عن القيود السّياسيّة والإقتصاديّة.
أمّا اللّقاء التمهيديّ الخاصّ بالشّباب COY27 فستنظّمه الدائرة الشّبابيّة الرسميّة لاتّفاقيّة الأمم المتّحدة الإطاريّة بشأن تغيّر المناخ UNFCCC – YOUNGO، حيث ستُعقد في مصر بين 2 و4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 أي قبل أيّام عدّة من انطلاق مؤتمر الأطراف COP27.
إذا بحسب برغلند ستشكّل اجتماعات COY فرصة لبناء القدرات وتطوير المهارات إضافةً إلى تبادل الخبرات والآراء بين الشّباب المشاركين. كما ستتضّمن نقاشات تهدف إلى إعداد ورقة تمثّل "صوت الشّباب" حيث سيرفعون عبرها توصياتهم إلى المفاوضات الّتي ستُجرى لاحقًا.
من جهّتها، تسعى اللّجنة الخاصّة بالعدالة المناخيّة في آكت اللّاينس إلى إنشاء شبكة شبابيّة مسكونيّة من خلال المشاركين في فعاليّات COY، حتّى تتمكّن بدورها من الإستفادة من الدروس المكتسبة والنقاشات الّتي ستدور بين الشّباب وذلك استعدادًا للأسبوع الأوّل من COP27. لذا ستضيء اللّجنة على بعض نتائج هذه الإجتماعات في جلسة عن بُعد ستعقدها يوم الإثنين 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، وذلك ضمن سلسلة اللّقاءات الإلكترونيّة الّتي ستنفّذها توازيًا مع أنشطة قمّة التغيّر المناخيّ.
نحو COP27: أنشطة شبابيّة مختلفة مع آكت اللّاينس
تضيف إيمّا، يعمل تحالف آكت اللّاينس عبر طرق مختلفة لتعزيز دور الشّباب وحضورهم في فعاليّات COP27 لا سيّما من خلال منحهم الفرصة للمشاركة في الإستعدادات الجارية نحو مؤتمر الأطراف هذا وفي اجتماعات التخطيط والتنسيق الّتي ستُعقد قبل قمّة التغيّر المناخيّ وخلالها... وفي خطوة لافتة من آكت اللّاينس، سينفّذ التحالف سلسلة أنشطة خاصّة بالشّباب ضمن محطّة مناخيّة ستنظّمها تحت عنوان ACT Youth Climate Caravan، فما هي أهدافها؟ وما هي النشاطات الّتي ستتخلّلها؟
في الحقيقة، تهدف هذه المحطّة إلى رفع الوعي حول التداعيات والتحدّيات الناجمة عن الأزمات المناخيّة في مختلف دول العالم، من بينها المسائل المتعلّقة بنوع الجنس والهجرة والصّراعات والشّباب... إضافةً إلى تعزيز صوت الشّباب المسكونيّ في المنابر الّتي تسعى إلى إيجاد حلول مناخيّة مجدية. وأيضًا ترسيخ التضامن الشّبابيّ الدوليّ ضمن الشّبكة المسكونيّة في ما يخصّ أزمة المناخ.
أمّا فعاليّات ACT Youth Climate Caravan فستتضمّن متابعة لاجتماعات COP27، مشاركة القصص والأفكار المتعلّقة بالحدث المناخيّ لا سيّما عبر مواقع التواصل الإجتماعيّ الخاصّة بتحالف آكت اللّاينس. هذا إضافةً إلى مشاركة قصص وخبرات الشّباب المسكونيّ الّذين قدّموا موادهم وصورهم وفيديوهاتهم المتعلّقة بالعدالة المناخيّة وتداعيات التغيّر المناخيّ في مجتمعاتهم، وسُبل عملهم لتحقيق التغيير... كما سيعقد آكت اللّاينس أربع جلسات إلكترونيّة على حسابه على موقع تويتر حيث سيشارك فيها مجموعة من الشّباب من داخل وخارج قمّة COP27 للحديث عن مواضيع ومسائل مختلفة تتمحور حول الشّباب والمناخ.
مع الشّباب نحو مستقبل أفضل
أخيرًا وفي أحيان كثيرة، يشعر الشّباب بحسب إيما برغلند أنّ دورهم ليس مهمًّا وأنّهم غير قادرين على تحقيق أي تأثير أو تغيير خصوصًا وأنّ الحكومات والجهات الكبرى ما زالت تتّخذ معظم القرارات الحيويّة المتعلّقة بالقضايا المناخيّة وحماية البيئة. لكن لا يمكن تحقيق أي تطوّر إن لم تتشارك الحكومات والمنظّمات والجهات المعنيّة مسؤوليّاتها في تغيير السّياسات مستندة على الإتّفاقيّات الدوليّة مثل اتّفاقيّة باريس. كذلك يستطيع الناس والشّباب تحقيق تقدّم جديد من خلال اتّخاذ إجراءات ومبادرات بيئيّة مختلفة تطال حياتهم اليوميّة. علمًا أنّ التوعية البيئيّة والمناصرة والتثقيف في مجال التغيّر المناخيّ بين الأطفال والشّباب تُعتبر خطوات مهمّة جدًّا.
من جهّة أخرى، وفي وقت يشعر الشّباب بالعجز تجاه القرارات الكبيرة الّتي يتمّ اتّخاذها عالميًّا أو وطنيًّا، لا بدّ من العمل على تغيير خيارات المستهلكين خصوصًا من خلال الحدّ من شراء واستخدام الموادّ البلاستيكيّة مثلًا... وبالتّالي تجديد العادات الّتي قد تهدّد البيئة إضافةً إلى تعزيز الوعي الكافي في مجال إعادة الإستخدام والتدوير.
مسيحيًّا، علينا الّا ننسى أنّنا كشباب ومؤمنين مدعوّين إلى تخفيز بعضنا بعضًا والعمل معًا على رعاية خليقة الله وحمايتها كمسؤولين حقيقيّين عنها بعيدًا عن أي استغلال أو إساءة.
دائرة التواصل والعلاقات العامة