إدارة التنوّع واحترام الحقوق في دولة المواطنة: الدستور، المناهج المدرسيّة والإعلام
ملتقى حواري في إربيل - العراق
والأفق مفتوح على مستقبل مُشرِق!
أوغيت سلامة - إربيل، العراق
بين التعايش والتسامح وإدارة التنوّع والحقوق والمواطنة وحرية التعبير... وبين القيم الدينيّة والإجتماعيّة والحوار وتنقية الذاكرة والتصالح مع التاريخ، بين كل هذه المصطلحات وواقع العراق الموجع رياح تغيير ومصطلحات باتت تحتل الخطاب السائد اليوم لتشكيل هوية وطنية علمانية وبناء مستقبل مُشرق للعراقيين، كلّ العراقيين في كلّ العراق!.
هي مصطلحات توافقية تصالحيّة سلاميّة تُطرَح منذ سنوات، تحديدًا بعد العام 2018 برعاية مجلس الكنائس العالمي وبالتعاون مع مجلس كنائس الشرق الأوسط، حيث انطلق ملتقى حواري من بيروت في دورتين عام 2019 و2021 تحت عنوان "إدارة التنوّع واحترام الحقوق الفرديّة والجمعيّة في دولة المواطنة: الدستور، المناهج المدرسيّة والإعلام".
قيادات دينية واجتماعيّة ورسميّة وقانونيّة وإعلاميّة تشكّل نموذجًا مصغرًا للنسيج الإجتماعي العراقي اجتمعت، تفاعلت وتحاورت في ورش عمل خاصة على مدى هذه السنوات حول آليات المواطنة من خلال المناهج التعليمية والتشريعات والإعلام، وتوصلت إلى مخرجات وتوصيات بدأ تطبيق العديد منها على مستوى المناهج والتشريعات والعمل حثيث لتأسيس لوبي إعلامي يعمل على نشر آليات حماية التنوع وتعزيز التضامن الإجتماعي والعيش المشترك لمكوّنات التنوّع الإثنو - ديني في العراق.
ولم يكن لهذا العمل أن يؤتي ثمارًا لولا التعاون على مستوى التنظيم المحلي مع منظمة كابني للمساعدات الإنسانية في العراق، ومنظمة أفق للتنمية، وقد تجلى نجاح هذا التعاون في اللقاء الأخير للملتقى الذي عقد بين 4 و6 كانون الأول/ ديسمبر 2022 في إقليم أربيل وجمع نخبة من القيادات الدينية والأقليّات. خلال هذا اللقاء عرض الدكتور علي بخت التميمي رئيس منظمة أفق أبرز الإنجازات التي تحققت في موضوعي المناهج الدراسية والتشريعات والقوانين المحليّة التي تلغي المصطلحات المتطرّفة وتحمي التنّوع بحيث تمّ إدخال تعديلات على المناهج وإعداد دليل ومنهج المعلّم العراقي للمواطنة وحقوق الإنسان وتدريب الكوادر التدريسية عليه، وهو جزء من البرنامج الذي أوصى به الملتقى وعمل عليه القيمون على المشروع طيلة سنوات.
في ختام الملتقى الذي استضاف في اليوم الأول سيدات رائدات، ناشطات وأكاديميات واختصاصيات في مجال التربية والتعليم من مختلف النسيج الإثنو- ديني العراقي، وفي اليوم الثاني والثالث ممثلون عن مختلف الطيف الديني والمذهبي العراقي، كان للمشاركين توصيات تلخِّص هواجسهم وتطلعاتهم ومقترحاتهم في سبيل تحقيق التماسك المجتمعي والعيش المشترك في دولة المواطنة والوطن الأم، العراق. وكان لرعاة المشروع والمنظّمين وعد بالعمل قُدمًا لتحقيق هذه الإنتظارات والمساهمة في محو صفحات مؤلمة من تاريخ العراق.