قداسة الكاثوليكوس آرام الأوّل، كاثوليكوس الكنيسة الأرمنيّة الرسوليّة لبيت كيليكيا، يوجّه نداء إلى العالم إبان الحصار على ممرّ لاتشين
مجلس كنائس الشرق الأوسط يطالب مع قداسته بفكّ الحصار وتقديم الدعم اللّازم
على إثر الحصار الّذي فُرض على "ممرّ لاتشين"، الطريق الوحيد الّذي يربط أرتساخ بأرمينيا، أصدر قداسة الكاثوليكوس آرام الأوّل، كاثوليكوس الكنيسة الأرمنيّة الرسوليّة لبيت كيليكيا، نداء إلى العالم يدقّ فيه جرس الإنذار إزاء الخطر الّذي يتهدّد الأرمنيّين في أرتساخ. بدوره، يضّم مجلس كنائس الشرق الأوسط صوته إلى صوت الحقّ صوت قداسته ويطلق النداء بدوره مطالبًا بفكّ الحصار كي لا يشهد العالم كارثة إنسانيّة جديدة لا بل مجزرة أخرى في حق الشعب الأرمني، داعيًا أصحاب التأثير والقرار إلى مساندة هذا الشّعب ودعمه في محنته.
إليكم نصّ النداء كاملًا.
تدين الكنيسة الأرمنيّة، الكرسيّ الرسوليّ لبيت كيليكيا، أشدّ الإدانة الحصار الّذي فرضته أذربيجان على ممرّ لاتشين، وهو الطريق الوحيد الّذي يربط أرتساخ بأرمينيا. في الواقع، يُعتبر ممرّ لاتشين شريان حياة أساس للشّعب الأرمني في أرتساخ، حيث تمّ إنشاؤه في إطار البيان الثلاثي الصّادر في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، من أجل ضمان الإنتقال من وإلى أرمينيا بطريقة غير مقيّدة.
وفي انتهاك لالتزاماتها الدوليّة، أغلقت أذربيجان الطريق وعزلت بخطوتها هذه أرتساخ عن أرمينيا الأمّ. من هنا، تنذر هذه الأحداث المستجدّة بأزمة إنسانيّة خطيرة لها أبعاد تاريخيّة عدّة. علمًا أنّه بات سكّان أرتساخ الّذي يبلغ عددهم 120 ألفًا محاصرين بشكل تامّ لليوم الثالث على التوالي. كما لا يزال 1100 أرمني من أرتساخ، من بينهم مسنّين و 270 طفلاً، محاصرين على الطريق المسدود وعاجزين عن العودة إلى منازلهم وعائلاتهم. وما يزيد الطين بلّة ويثير وتيرة القلق هو أنّ أذربيجان قطعت إمدادات الغاز من أرمينيا إلى أرتساخ، وتركت هؤلاء السكّان المعزولين والمحاصرين من دون إمدادات كافية، حيث باتوا يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة – من دون تدفئة – خلال شتاء قارس ودرجات حرارة تحت الصّفر. كما أنّ المستشفيات والمدارس والخدمات الإجتماعيّة أصبحت عاجزة عن العمل بشكل صحيح. البلاد تدقّ ناقوس الخطر خصوصًا وأنّ الظّروف تزداد سوءًا وتشنّجًا. كارثة إنسانيّة رهيبة في الأفق بعد أن تمّ التخطيط لها في سبيل القضاء على الأرمنيّين في أرتساخ.
إنّنا نشهد خطوات مدروسة وملموسة تهدف إلى الاتّجاه نحو التطهير العرقي والإبادة الجماعيّة للأرمنيّين في أرتساخ. إنّها سياسة قد اتّبعتها أذربيجان بقوة وعنف منذ بداية الصّراع، حيث باتت المذابح الأذربيجانيّة ومذابح الأرمن في باكو، سومغايت، كيروف آباد ومدن أخرى أكبر مثالًا على ذلك. وما هو صادم يكمن في أنّ تلك الأحداث تذكّرنا بـ"عمليّة الطوق" الّتي وقعت في ربيع عام 1991، عندما حاولت أذربيجان تطويق، ثمّ خنق، السكّان الأرمن في أرتساخ من أجل إبادتهم. لذا بات التهديد بإبادة جماعيّة جديدة يلوح في الأفق ويضع الأرمنيّين المعزولين والمحاصرين في دائرة الخطر. وفي هذا الوقت العصيب أصبحت الحاجة ماسّة إلى دعم إنسانيّ وهي حاجة طارئة مهمّة جدًّا، لا سيّما وأنّها حقّ قانونيّ وهي أيضًا واجب أخلاقيّ.
من هنا، أناشد الحكومات حول العالم والمنظّمات المختصة والقادة الدينيّين والشخصيّات السياسيّة والنشطاء في مجال حقوق الإنسان والأرمنيّين في الشتات إلى إجراء تقييم فوريّ للظّروف الّتي تتدهور سريعًا في أرتساخ، والإهتمام بمصير الشّعب الأرمنيّ المهدّد مرّة أخرى بإبادة جماعيّة جديدة. كما أدعو الجميع إلى العمل بحزم لحثّ الحكومات على الإسراع في إدانة الإعتداءات الأذربيجيانيّة والمطالبة بفرض عقوبات على أذربيجان، وكذلك اتّخاذ كلّ الإجراءات الضرورية بقناعة وتصميم بغية إنقاذ شعب أرتساخ من الإبادة الوشيكة.