توزيع 900 كيلو من العلف و720 كيلو من التبن لمربّي الأبقار في بلدة النعيمة
قبل بداية الحرب في سورية، اعتاد مربّو المواشي أن يحصلوا على احتياجاتهم من الأعلاف ذات الجودة العالية وبأسعار مناسبة. لكن وكغيره من القطاعات الّتي تضرّرت جرّاء الحرب وتداعياتها، أصبح قطاع الثروة الحيوانيّة يواجه الكثير من التحدّيات، أهمّها ارتفاع ثمن الأعلاف واللّقاحات الدوريّة.
وهذا ما أثّر بدوره سلبًا على قدرة العديد من مربّي الماشية في القرى الفقيرة الّذين يلجأون إلى تربية المواشي بهدف بيع الحليب ومشتقّاته للحصول على المال لإعالة أسرهم، وكثر منهم لم يعودوا قادرين على الإستمرار بسبب تعرّضهم للخسارة نتيجة غلاء أسعار الأعلاف.
مجلس كنائس الشرق الأوسط، مكتب سوريا، اهتمّ بدعم قطاع الثروة الحيوانيّة، بهدف تمكين الأسر الفقيرة والمتضرّرة وتعزيز قدرتها على العمل والمشاركة في الحياة الإقتصاديّة. لذا عمل من خلال دائرة الخدمة والإغاثة – دياكونيا، على توزيع 900 كيلو من العلف المدعّم بالأملاح المعدنيّة و720 كيلو من التبن على 72 من مربّي الأبقار الأكثر حاجة في بلدة النعيمة بريف درعا، إلى جانب تأمين الخدمات البيطريّة للماشية والأدوية والّلقاحات.
قال أحد مربّي الماشية في بلدة النعيمة، وهو المعيل الوحيد لأسرته المؤلّفة من ثمانية أفراد، ويعتمد على تربية الماشية لبيع الحليب وإعالة أسرته: "في السابق كانت أسعار العلف مناسبة، أمّا اليوم فقد أصبح سعرها مرتفعًا جدًّا، لذا اضطررت إلى استدانة المال وشرائه وتسديد الدين بعد بيع الحليب، وهذا بالطبع أثّر سلبًا على الدخل المادي للأسرة".
أضاف "مجلس كنائس الشرق الأوسط لم يقدّم لي العلف فقط، بل حصلت منه أيضًا على الأدوية اللّازمة للماشية، واستفدت من زيارة الطبيب البيطري الّذي شرح لي كيفيّة استخدام بعض الأدوية، بينما تولّى من جهّته مهمّة إعطاء الماشية أنواع الأدوية الأخرى الّتي تحتاج إليها. تشجّع هذه المساعدة الناس على الإستمرار في تربية الماشية، خصوصًا أنّها المجال الوحيد للحصول على المال والحليب ومشتقّاته لمعظم سكّان بلدة النعيمة".
بدوره يقول مربّ آخر: "كنت عاجزًا عن شراء كميّات كبيرة من العلف بسبب ارتفاع ثمنه، وهذا ما سببًا في تضاؤل إنتاج الحليب، فمن المعروف أنّه عندما تحصل البقرة على كميّة كافية من العلف تعطي كميّة وفيرة من الحليب تصل لنحو 25 كيلو. العلف الّذي قدّمتموه لي بكميّات كبيرة سيوفّر عليّ استدانة المال بحيث سأتمكّن من الإحتفاظ بالربح الّذي سأجنيه من بيع الحليب والإستفادة منه في تأمين حاجة أسرتي من الطعام وشراء الحطب للتدفئة وسداد الدين لدى متجر البقالة الّذي أشتري منه الطعام عادةً بالدين".