مجلس كنائس الشرق الأوسط يساهم في إعادة الحياة إلى مدرسة الشرق في حلب

وسط مدينة حلب، سورية، تَقف مدرسة الشرق شاهدًا على عمل إنساني رائع يُسجّل للتاريخ بأحرف ٍمن نور، العمل الدؤوب الّذي يقوم به مجلس كنائس الشرق الأوسط مع شركائه لخدمة الإنسانيّة، وبناء الإنسان. 

ومع إعادة ترميم مدرسة الشرق وافتتاحها مجدّدًا لاستقبال الطلّاب، يكون قد كُتب مستقبلًا جديدًا لأطفال كادت الحرب أن تمزّق مستقبلهم وتحرمهم من التعليم.

عمل مجلس كنائس الشرق الأوسط على إعادة ترميم هذه المدرسة من خلال برنامج "صندوق ترميم وتأهيل المنشآت الكنسيّة والإجتماعيّة المتضرّرة جرّاء الأزمة في سورية"، الّذي ينفّذه بالتعاون مع هيئة "الكنيسة بالعمل" في هولندا منذ ثلاث أعوام وحتّى اليوم، بهدف إعادة إعمار ما هدمته الحرب والنهوض بالإنسان.

حضر افتتاح مدرسة الشرق سيادة المطران ماكار اشكاريان، مطران الأرمن الأرثوذكس لأبرشيّة حلب وتوابعها، ممثّل هيئة "الكنيسة بالعمل" السيّد ديك لويندرسلوت، ووفد من مجلس كنائس الشرق الأوسط، مديرة المدرسة والمدرّسين والإداريّين وأعضاء من لجنة المدارس التابعة لمطرانيّة الأرمن الأرثوذكس.

وفي كلمته لمناسبة الإفتتاح، قال سيادة المطران اشكاريان: "أتوجّه نيابةً عن الكنيسة الأرمنيّة الأرثوذكسيّة وطلّاب مدرسة الشرق بالشكر إلى هيئة الكنيسة بالعمل في هولندا ومجلس كنائس الشرق الأوسط إذ أنّه لولا مساعدتكم لما تمكّنا من إعادة ترميم هذه المدرسة الّتي تضرّرت بسبب الحرب والزلزال، وإعادة فتح أبوابها مجدّدًا لاستقبال الطلّاب. لقد قمتم بمساعدتنا في السّابق ولا زلتم تساعدوننا اليوم على مواجهة التحدّيات الكبيرة التي فرضتها علينا الحرب. ليعطيكم الله المزيد من بركاته لتتمكّنوا من متابعة عملكم ومن الإستمرار في مساعدة المحتاجين في سورية وخصوصًا في حلب".

كما جال الحضور على المدرسة مطّلعين على أقسام المدرسة وأعمال الترميم الّتي تم تنفيذها، حيث تمّ بعدها إزاحة الستارة عن اللّحوة التذكاريّة للمدرسة.

ممثّل هيئة "الكنيسة بالعمل" السيّد ديك لويندرسلوت، قال: "اطلعنا اليوم من خلال زيارتنا على العمل الجميل والرائع الّذي أعاد الرونق إلى بناء مدرسة الشرق، هذا البناء المُفعم بالحياة والأمل بوجود الأطفال والمعلّمات والمعلّمين اّلذين سيعملون معًا لمستقبل جديد لهذه المدينة".

وأضاف، "لقد مرّت هذه البلاد بالكثير من التحدّيات بفعل الحرب وتبعياتها من تدهور اقتصادي ونزوح، لذا نرى أنّ العمل على إعادة ترميم الأبنية الّتي تضرّرت في الحرب من شأنه أن يعيد الأمل والحياة مجدّدًا إلى الناس".  

من جهّتها، قالت مديرة مدرسة الشرق السيّدة نايري كوشكريان أنّ: "أعمال الترميم في المدرسة، الّتي تمّت بجهود مجلس كنائس الشرق الأوسط وهيئة الكنيسة بالعمل في هولندا، أعادت الأمل والفرح إلى الطلّاب، كما أعادت شعور الأمان والإستقرار إلى أهالي مدينة حلب"، لافتة إلى أنّ أعمال الترميم تمّت خلال مدّة قصيرة ولم تؤثّر على العمليّة التعليميّة، وأنّها ألبست المدرسة حلّة جميلة وجديدة أدخلت الراحة إلى نفسيّة الطلّاب".

وأوضحت السيّدة كوشكريان أنّ "مدرسة الشرق هي المدرسة الأرمنيّة الوحيدة التابعة لمطرانيّة الأرمن الأرثوذكس وهي تضم نحو 400 طالب"، مؤكّدة أنّ "مساعدة الكنيسة الهولنديّة للمسيحيّين في سورية تأتي انطلاقًا من كوننا عائلة واحدة كما أنّ هذه المساعدة من شأنها أن تدعم استمرار تواجد المسيحيّين في سورية".  

وتجدر الإشارة إلى أنّ مجلس كنائس الشرق الأوسط عمل على إعادة ترميم وتأهيل العديد من المدارس في حلب ومختلف المحافظات السوريّة، إيمانًا منه بأنّ التعليم هو ركيزة أساسيّة لكلّ من أراد السلام والأمن في العالم.  

Previous
Previous

دورة جديدة من برنامج "الشّفاء من الصّدمات والمشورة الروحيّة"

Next
Next

البَنونَ ميراثٌ مِنَ الرّبِّ، وثَمَرةُ البَطنِ ثوابٌ مِنهُ