لقاء حواري مع الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتور ميشال عبس في مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي - لبنان
د. عبس: القضية الفلسطينية هي قضية حق وعدالة قبل كل شيء، لذلك تجد دعمها في صلب المعتقد المسيحي
نظّم مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي لقاءً حواريًّا مع الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الدكتور ميشال عبس تحت عنوان "دور الكنيسة المشرقيّة في الدفاع عن القضيّة الفلسطينيّة: الحرب على غزّة نموذجًا"، بحضور جمع من الفعاليّات الدينيّة والإعلاميّة والثقافيّة والأكاديميّة والإجتماعيّة. وذلك يوم الخميس 25 كانون الثاني/ يناير 2024، في مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي في لبنان.
إستُهلّ اللّقاء بكلمة وجّهها مسؤول الإعلام في مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي الإعلامي قاسم قصير الّذي أكّد فيها أنّ "طوفان الأقصى هو حدث تاريخي زلزل العالم كلّه على مستويات عدّة وأنّه رغم الألم والدمار هناك مقاومون يقدّمون بطولات وبفضل تضحياتهم سيبزغ فجر جديد". وأضاف قصير "نستضيف اليوم الدكتور ميشال عبس لنسأل أين الكنائس من هذا المشهد وما دور الفاتيكان سيّما وأنّ أوّل من كتب عن الصهيونيّة المسيحيّة كان مجلس كنائس الشرق الأوسط".
بعدها ألقى الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتور ميشال عبس محاضرته حول الكنيسة والقضيّة الفلسطينيّة. خلالها، قدّم د. عبس تعريفًا عن مجلس كنائس الشرق الأوسط ورسالته إضافةً إلى عمله في شأن القضيّة الفسطينيّة. كما تحدّث عن الحرب الدائرة في غزّة والبيان الصادر عن مجلس كنائس الشرق الأوسط على إثر اندلاع الأحداث الأخيرة في غزّة وكذلك البيان الصادر عن الإجتماع الأخير للّجنة التنفيذيّة للمجلس، مضيئًا على رسالة الميلاد 2023 الّتي وجّهها حيث تطرّق فيها إلى الوضع الأليم في غزّة. كما عرض د. عبس مواقف وبيانات قيادات الكنائس في الشرق الأوسط في ما يخصّ الأحداث المؤلمة في غزّة.
وفي محاضرته، خلص د. عبس إلى التأكيد إلى أنّ "القضية الفلسطينية هي قضية حق وعدالة قبل كل شيء، لذلك تجد دعمها في صلب المعتقد المسيحي"، مضيئًا على البُعد القومي لهذه القضيّة حيث أنّ "أبناء وقيادات الكنائس هم أبناء هذه الامة لذلك هم معنيون قوميا بالقضية الفلسطينية". وتابع "خلال حرب فلسطين، وقبلها بعقود، كان أبناء الكنائس السباقون الى التحذير من الخطر الصهيوني. هناك قيادات كنسية قد ساهمت بالنضال من اجل الحق الفلسطيني حتى اليوم. كما أنّ كنائس الغرب والرأي العام الغربي الموالي لها يتخذون مواقف هي وليدة تفاعلنا معهم".
وأضاف د. عبس أنّ "المطران كبوجي سجن، والبابا شنوده حرم على الاقباط زيارة فلسطين طالما هي تحت الاحتلال رغم توقيع معاهدة السلام بين مصر وكيان الاحتلال. مقاومة الاحتلال في جنوب لبنان، ساهم بها رجال دين كما ساهم مجلسنا بذلك عبر المشاريع التنموية. مقاومة الاحتلالات هي قدر لا مفر منه في بلادنا بحكم تاريخها وجغرافيتها".
أمّا عن وسائل دعم الكنائس للقضيّة الفسطينيّة فقال د. عبس أنّها تتجلّى في "أولا: الموقف والكلمة – الصمود العقائدي، ثانيا: التواصل والمناصرة والتشبيك الصمود السياسي، ثالثا: توعية الناس وحثهم وتوجيههم الى الموقف والتصرف الصائبين – الصمود الشعبي، رابعا: الدعم المادي عبر التبرعات – الصمود الاقتصادي، وخامسا: عبر المشاريع التنموية - الصمود الاجتماعي".
من ثمّ، أجاب الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتور ميشال عبس على أسئلة المشاركين واستفساراتهم، ودار نقاش حول دور الكنيسة في مساندة الفلسطينيين.
وفي الختام، ألقت الإعلاميّة نادين خزعل قصيدة بعنوان "فلسطين يا عرس الياسمين".