فيديو – نيافة الأنبا توماس يقدّم تأمّلًا رجائيًّا لمناسبة موسم الخليقة
"موهبة الخلق على صورة الله تحمل أيضًا في طياتها مسؤولية رعاية كل الخليقة"
مجلس كنائس الشرق الأوسط
"فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، وَإِذْ كَانَتِ الأَرْضُ مُشَوَّشَةً وَمُقْفِرَةً وَتَكْتَنِفُ الظُّلْمَةُ وَجْهَ الْمِيَاهِ، وَإِذْ كَانَ رُوحُ اللّهِ يُرَفْرِفُ عَلَى سَطْحِ الْمِيَاهِ" (اَلتَّكْوِينُ ١: ١-٢). هكذا خلق اللّه الأرض وكلّ ما فيها وجمعها كلّها في بيت بيئيّ واحد، ليخلق بالتّالي الإنسان على صورته ومثاله ويجعله مؤتمنًا على الأرض "يَتَسَلَّطَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ، وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ، وَعَلَى الأَرْضِ، وَعَلَى كُلِّ زَاحِفٍ يَزْحَفُ عَلَيْهَا" (اَلتَّكْوِينُ ١: ٢٦).
لمناسبة "موسم الخليقة" 2024 الّذي يحمل هذه السنة موضوع "الرجاء والعمل مع الخليقة"، قدّم نيافة الأنبا توماس، أسقف القوصيّة ومير للكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة، ومؤسّس مركز "أنافورا" في مصر، تأمّلًا روحيًّا مُفعمًا بالرجاء والإيمان والتأكيد على ضرورة مواصلة العمل في سبيل الحفاظ على الأرض وكلّ ما فيها إنطلاقًا من المسؤوليّة الّتي أوكل الله بها الإنسان.
جاء هذا التأمّل ضمن الإحتفال المسكوني العالمي الّذي أُقيم عن بُعد في الأوّل من أيلول/ سبتمبر 2024، بدعوة من قداسة البابا فرنسيس، غبطة البطريرك المسكونيّ برثلماوس الأوّل، رئيس الأساقفة جاستن ويلبي، غبطة رئيس أساقفة كانتربوري ورئيس الكنيسة الأنغليكانيّة، والعديد من رؤساء الكنائس والقادة المسكونيّين من حول العالم، وكذلك مجلس الكنائس العالمي، مجلس كنائس الشرق الأوسط، ومجموعة من المنظّمات والمؤسّسات المعنيّة.
في هذا السياق، يمكنكم مشاهدة التأمّل والإستماع إليه عبر الفيديو. كما يمكنكم قراءة نصّه كاملًا في ما يلي.
"باسم الاب و الابن و الروح القدس اله واحد امين.
حينما قال السيد المسيح لتلاميذه إن الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون، فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعله لحصاده. في الحقيقة أن الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون ليه؟ لأن الفعلة هم فقط الذين أدركوا القصد الإلهي، وبالتالي هم قليلون لان الخليقه تأن وتتمخض معاه تتوقع بصبر إستعلان أولاد الله.
وإستعلان أولاد الله قليل جدا في هذه الأيام، حيث إننا نرى أن الخليقة تحتاج إلى هذا الاستعلان الذي للإنسان الذي هو مخلوق على صورة الله، الذي أعطي أن يكون مثاله، الذي كلل أيضًا بكل السلطان على أن يسود على الخليقة، ولكن لكي يرعاها.
فعلة قليلون، لكن الحصاد كثير. الحصاد كثير، لأن العالم يحتاج إلى استعلان أولاد الله.
استعلان القصد الإلهي فينا، أي أن ندرك أن هذا القصد الإلهي هو ليس فقط استعلان الأبديه الآتيه ولكن القصد الإلهي في عالمنا الحاضر، هذا العالم الحاضر الذي لنا، نحتاج أن نكون بحسب قصد الله.
وما هو قصد الله الحقيقي في حياتنا؟ أن نكون مشابهين لصورة ابنه. عشان كده هم فعلة قليلون. فعلة قليلون أن يعملوا من أجل كرم الرب، أن يعملوا من أجل استعلان أولاد الله، إن نحقق القصد الإلهي فينا، بمعنى أن نكون نحن أيضًا في هذه الخليقة منظومه تتفق مع إرادة الله في رعاية كاملة، شاملة، مفرحة لكل الخليقة.
عشان كده لنا دور أساسي في هذه المنظومة، الإنسان له دور أساسي في هذه المنظومة، وكم وكم أولاد الله الذين تمثلوا بالمسيح إلهنا الإله الذي صار إنسانا مثلنا لكي نصير نحن مثله. وبالتالي هنا رعاية روحية، رعاية كونيه، رعايه لكل إنسان. نحن نحتاج أن نتمثل بالمسيح إليها لكي نكون لنا هذه الرعاية. و بالتالي الحصاد الكثير الذي لنا هو في الحقيقة مسوؤليتنا. وبالتالي كل موهبة حقيقية ربنا اعطاهلنا اعطانا امامها أيضًا مسؤولية فموهبة الخلق على صورة الله تحمل أيضًا في طياتها مسؤولية رعاية كل الخليقة.
ربنا يعطيكم كل نعمة وبركة ونتفق جميعا ان نحقق قصد الله لكي نكون بالحقيقة ابناء الله.
ربنا يديكوا نعمة و بركة الهنا كل المجد و الكرامة للابد امين".
دليل "موسم الخليقة" 2024 باللّغة العربيّة
دليل "موسم الخليقة" 2024 باللّغة الإنغليزيّة
يمكنكم مشاركة أفكاركم وإقتراحاتكم وتجاربكم عبر روابط الهاشتاغ التالية:
SeasonOfCreationME #SeasonOfCreation2024 #MECC#
#موسم_الخليقة #مجلس_كنائس_الشرق_الأوسط