فريق "آكت اللّاينس" يزور المشاريع المنفّذة بالتعاون مع مجلس كنائس الشرق الأوسط في حلب واللاذقية
زار فريق من منظمة "آكت اللّاينس" ACT Alliance محافظة حلب في 18 أيلول/ سبتمبر 2024، برفقة فريق من مجلس كنائس الشرق الأوسط، للاطلاع على المشاريع التي ينفّذها المجلس هناك، والتي تهدف إلى التخفيف من الآثار الاقتصادية الصعبة الناجمة عن سنوات الصراع وعدم الاستقرار.
اجتمع الفريقان في مكتب مجلس كنائس الشرق الأوسط في حلب، حيث استمعا إلى شرح حول المشاريع التي نفّذها المجلس لدعم المتضررين من الزلزال خلال العام الماضي، بالإضافة إلى البرامج الحالية التي تشمل ترميم المستوصفات والمدارس، وترميم المنشآت الكنسية والاجتماعية المتضرّرة من جراء الأزمة في سورية، إلى جانب تقديم المساعدات النقدية لكبار السن، وغيرها من البرامج.
وناقش المجتمعون تدهور الوضع الاقتصادي في سورية وفي مدينة حلب بشكل خاص والتحديات التي تواجه المجتمع في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة ونسبة البطالة، وأهمية الدور الذي تلعبه المنظمات الإنسانية بشكل عام ومجلس كنائس الشرق الأوسط بشكل خاص في تلبية احتياجات المجتمع، والدور المهم لشراكة ACT Alliance والمجلس في مساعدة الفئات الأكثر ضعفًا وتلبية احتياجاتها الأساسية.
وقام فريقا ACT Alliance ومجلس كنائس الشرق الأوسط بجولة ميدانية حيث زارا خلالها مركز أبولونيا السني التابع لمطرانية الروم الأرثوذكس، ومدرسة بني تغلب الثانية التابعة لمطرانية السريان الأرثوذكس، اللذان يعمل المجلس على إعادة ترميمهما. ثمّ توجه الفريقان لزيارة أحد المستفيدين من برنامج المساعدة النقدية التي قدّمها المجلس دعمًا للمسنين في حلب.
كما قام فريق منظمة ACT Alliance بزيارة مستفيدين من برنامج سبل العيش- دعم المشاريع الصغيرة في محافظة اللاذقية، في العشرين من أيلول/ سبتمبر، برفقة فريق من مجلس كنائس الشرق الأوسط دائرة الدياكونيا والخدمة الإجتماعية.
تمّ تنفيذ هذه المشاريع ضمن مبادرة مجلس كنائس الشرق الأوسط لتعزيز سبل العيش للمتضررين من الزلزال في محافظة اللاذقية، بالتعاون مع منظمة ACT Alliance.
بدايةً، زار الفريقان مشروع ورشة خياطة تملكها إحدى المستفيدات من برنامج سبل العيش، وهي المعيل الوحيد لأسرتها بعد مرض زوجها وتهجير أسرتها من محافظة إدلب بسبب الحرب، وقد قدّم لها مجلس كنائس الشرق الأوسط المعدات والإمدادات الأساسية اللازمة لإنشاء هذا المشروع الصغير.
وقام الفريقان بالإطلاع على سير العمل في ورشة الخياطة حيث تفقّدوا الآلات والأدوات المقدّمة، وناقشا مع المستفيدة آلية العمل في هذه الورشة والأفكار والخطط لتطوير مشروعها الصغير.
من جهتها، أعربت المستفيدة، التي تبلغ من العمر 48 عامًا، عن امتنانها لهذه المساعدة، مشيرة إلى أن الورشة قد حسّنت من مستوى معيشة أسرتها بشكل ملحوظ، موضحة أن ورشة الخياطة هذه لم تضمن لها الاستقرار المادي فحسب، بل منحتها أيضًا الشعور بالاستقلالية من جديد.
ثمّ اتجه الفريقان إلى زيارة مشروع آخر لسيدة تبلغ من العمر 43 عامًا، استفادت أيضًا من مساعدة المجلس في تأسيس مشروع صالون للعناية بالأظافر، وقد أُعجب فريق ACT بمستوى الاحترافية وجودة العمل في الصالون.
وشرحت المستفيدة كيف ساهمت مساعدة مجلس كنائس الشرق الأوسط لها، المتمثّلة في دورة إدارة المشاريع الصغيرة والحقيبة المهنية، من تمكينها بمتابعة شغفها في تقديم خدمات التجميل، وضمان دخل ثابت لأسرتها خاصةً أن زوجها مريض وغير قادرٍ على العمل.
بعد الجولة على المشاريع، قدّم فريق المجلس شرحًا حول آلية تنفيذ برنامج دعم المشاريع الصغيرة، بدءًا من المقابلات الأولية للمرشحين، مرورًا بخضوعهم لمرحلتين من التدريب على ريادة الأعمال وتعليمهم كيفية إنشاء مشروع ناجح بجميع عناصره، وختامًا بالمقابلات النهائية لتقييم المشروع المقترح من كلّ مستفيد والمعايير المتبعة لاختيار المشاريع التي سيتم تمويلها، وآلية تقييم المشاريع ومتابعتها لضمان جدواها الاقتصادي واستدامتها وتحقيق الأثر المطلوب على الأسرة المستفيدة.
كما قدّم فريق المجلس شرحًا حول آليات وقنوات التواصل مع المستفيدين بشكل شفاف من خلال عمل قسم الشكاوى وآليات الاستجابة (CARM) وآليات المراقبة والتقييم (E&M) التي تواكب جميع مراحل البرنامج. كما استعرض المشاريع التي نفّذها المجلس في محافظة اللاذقية كاستجابة لكارثة الزلزال الذي ضرب المحافظة في السادس من شهر شباط/ فبراير من العام الماضي، إلى جانب البرامج الجديدة التي يعمل المجلس حاليًا على تنفيذها في اللاذقية.
في نهاية زيارته، أشاد فريق ACT Alliance بالجهد الذي يبذله مجلس كنائس الشرق الأوسط لدعم المجتمعات المتضرّرة في سورية، وأكد استمرارية الشراكة بينهما لتلبية الاحتياجات الأساسية للمتضرّرين من خلال مشاريع تُحدث تأثيرات مستدامة، تعيد الأمل للعائلات الفقيرة وتسهم في إعادة بناء الحياة في سورية.