شباب اليوم، قادة الغد
شبان وشابات من مختلف أنحاء العالم يشاركون في الجمعيّة العامة لمنظّمة آكت الليانس
منبر مسكوني عالمي لآرائهم وتطلّعاتهم!
مجلس كنائس الشرق الأوسط - إندونيسيا
وسط عالم غارق بالظلم والعنف وخطاب الكراهية واللّاعدالة… غادر شبّان وشابات من مختلف دول العالم مناطقهم منطلقين في رحلة وئام وأخوّة إلى يوغيّاكارتا في إندونيسيا، ليؤكّدوا بصوت واحد وقلوب متّحدة على الحاجة الماسّة إلى العمل معًا متكاتفين ومتعاضدين من أجل تعزيز قيم المحبّة والسلام والعدالة… القيم الإنسانيّة الّتي يحتاج إليها عالمنا اليوم بشكل طارئ!
مهمّتهم في يوغيّاكارتا تتجسّد عبر مشاركتهم في الجمعيّة العامة التمهيديّة الخاصّة بالشباب لمنظّمة "آكت الليانس"، وبالتّالي في أعمال الجمعيّة العامة الرابعة لهذه المنظّمة العالميّة الّتي تنعقد تحت شعار "الرجاء في العمل، معًا من أجل العدالة"، وذلك بين 28 تشرين الأوّل/ أكتوبر و1 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.
في الحقيقة، يتمسّك هؤلاء الشباب بأملهم وعزيمتهم على بناء مستقبل أفضل وأكثر إشراقًا. لذا، خُصّصت جلسات الجمعيّة العامة التمهيديّة الخاصّة بالشباب إلى بناء قيادات شابة حاضرة في عمل "آكت الليانس" وفعّالة في مجتمعاتها قولًا وفعلًا.
لذا تضمّنت الجلسات فقرات متنوّعة تمحورت حول أهمّ القضايا الحياتيّة والإجتماعيّة والإقتصاديّة والبيئيّة الّتي تكبّل نشاطهم المعتاد، مثل الهجرة القسريّة، عدم المساواة بين الجنسين، مشاكل الصحّة النفسيّة، تقلّص المساحة المدنيّة، التغيّر المناخي، وغيرها من المسائل.
هذا إضافةً إلى ورش عمل بحث فيها المشاركون الّذين يمثّلون منظّمات ومؤسّسات مختلفة، في تحدّياتهم وهواجسهم وتطلّعاتهم المستقبليّة من أجل تعزيز دورهم في "آكت الليانس". كما شدّدوا على الحاجة لتطوير قدراتهم وتنمية مهاراتهم في سبيل تمكينهم وتدريبهم بغية المشاركة في صناعة القرار.
مجلس كنائس الشرق الأوسط كان حاضرًا ومشاركًا معهم، ففي مقابلات خاصّة لموقع المجلس، أعرب الشباب عن فرحهم باللّقاء معًا وتبادل الخبرات متطلّعين إلى اجتماعات مماثلة في المستقبل.
بيرلا شحفة، من دائرة العلاقات المسكونيّة والتنمية في سوريا والتابعة لبطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس، عبّرت عن سعادتها بالمشاركة في هذا الحدث مشيرة إلى أنّه "تمكّنا كشباب من إيصال صوتنا إلى العالم أجمع. تناقشنا في التحدّيات الّتي نواجهها في مختلف المناطق واستطعنا أيضًا أن نشرح الظروف الّتي يمرّ بها الشرق الأوسط. من هنا، بحثنا معًا في الحلول الّتي تسهم بالتخفيف من المشاكل الّتي نشهدها إضافةً إلى أنّنا عملنا على إعداد بيان يحمل كلّ توصياتنا إلى الجمعيّة العامة".
من جهّته، قال جايك كامرمان من منظّمة World Renew في كندا، أنّه "تمكّنا خلال الجلسات من التعرّف على شباب آخرين والتحدّث معهم عن المسائل الّتي نواجهها مثل تغيّر المناخ والهجرة القسريّة ومشاكل الصحّة النفسيّة وتقلّص المساحات المدنيّة. لقد أمضيت وقتًا مثمرًا حيث تعلّمت الكثير من المفاهيم وتمكّنت مع سائر المشاركين من إيصال صوت الشباب والتأكيد على ضرورة منحهم الفرصة للمشاركة في عمليّة صنع القرار في منظّماتنا".
بدورها، لفتت ماريز أوساما، من أسقفيّة الخدمات العامة والإجتماعيّة والمسكونيّة في مصر إلى أنّها "كانت فرصة سعيدة في أن نشارك في الجمعيّة العامة التمهيديّة الخاصّة بالشباب، وبالتّالي في فعاليّاتها حيث التقينا مع شباب من كلّ بلدان العالم ومن بينهم شباب من منطقة الشرق الأوسط. تعرّفنا على ثقافات مختلفة وتداركنا أنّنا نواجه التحدّيات نفسها مثل التغيّر المناخي وغيرها من القضايا. كما حاولنا إيصال صوتنا عبر منصّات عديدة وشدّدنا على أهميّة مشاركتنا في العمل التنموي بشكل أكثر فعاليّة".
أمّا روبين سولكو من منظّمة The Primate World’s Relief and Development Fund in Canada (PWRDF) في كندا،
فأعربت عن استمتاعها بهذه التجربة وقالت "تحدّثنا عن القضايا الّتي تؤثّر سلبًا علينا معترفين بأنّ مسألة تغيّر المناخ وقضيّة النوع الإجتماعي وغيرها من المشاكل تؤثّر على الشباب بشكل غير متناسب. كما تحدّثنا عن الحاجة إلى دمج أصوات الشباب بشكل هادف في طاولات صنع القرار في آكت الليانس، وكذلك الحاجة إلى تأمين الموارد وتمكين الشباب بشكل كافٍ".
وبكثير من الرجاء، ناقش الشباب توصياتهم كي تُرفع بالتّالي إلى الجمعيّة العامة الّتي يشاركون فيها بشكل فاعل مع عائلة "آكت الليانس"، وممثّلين عن أعضاء الآكت من منظّمات ومؤسّسات من حول العالم.
في هذا الإطار، يطالب الشباب القادة السياسيّين والحكومات ومختلف المؤسّسات بالاعتراف بدورهم ودعمهم لا سيّما وأنّهم عناصر مهمّة في تطوير المجتمعات، وذلك من خلال خلق فرص جديدة تسمح لهم العمل من أجل التغيير. هذا إضافةً إلى تشجيع المبادرات التعاونيّة بين الشباب وأصحاب المصالح، مثل الحكومات والشركات والمجتمع المدني، والسعي لإيجاد حلول للتحدّيات العالميّة.
كما تمنّى الشباب من القادة الدينيّين والكنائس ومختلف المؤسّسات المساهمة في إنهاء الظلم وتوفير فرص مستدامة لهم، وكذلك بناء قدراتهم والإعتراف بأهميّة المبادرات والقرارات الّتي يقودها الشباب.
إذًا، لا بدّ من تجديد التأكيد على أنّ الشباب هم عماد المجتمعات وركيزة أساسيّة للعمل من أجل العدالة عبر طاقاتهم وإبداعاتهم الّتي يفيدون بها جمعاتهم ومجتمعاتهم، فمعًا نسعى إلى دعمهم ومساندتهم وتمكينهم!