أمل رغم الألم: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الجمعيّة العامة لهيئة آكت الليانس
إضاءة على خصائص المنطقة وتحدّيتها عبر التلاقي والحوار والفنّ
مجلس كنائس الشرق الأوسط - إندونيسيا
من مهد المسيحيّة، المنطقة الّتي ولد فيها المسيح وترعرع وقام من بيت الأموات، توجّهوا إلى منطقة يوغيّاكارتا في إندونيسيا وفي قلوبهم الكثير من الرجاء.
إنّهم ممثّلو منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيئة "آكت الليانس" العالميّة الّذين حملوا عادات وتقاليد بلادهم إلى الجمعيّة العامة الرابعة ل"آكت" المنعقدة تحت عنوان "الرجاء في العمل، معًا من أجل العدالة"، وذلك بين 28 تشرين الأوّل/ أكتوبر و1 تشرين الثاني/ نوفمبر في يوغيّاكارتا.
بحضور مُفعم بالإيمان والأمل والعزيمة على التمسّك بالأرض، شاركوا في أعمال الجمعيّة العامة بشكل فعّال حيث ناقشوا قضايا إنسانيّة واجتماعيّة طارئة، قدّموا أبرز تحدّياتهم وبحثوا في حلول لها مع شركاء وأصدقاء يمثّلون هيئات إنسانيّة من مختلف قارات العالم.
علاوةً على ذلك، أضاء المشاركون من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على أنشطة المنظّمات والجهات الّتي يمثّلونها في معرض خاصّ أُقيم لمنتديات "آكت الليانس" الإقليميّة حيث تبادلوا الآراء والخبرات والتجارب مع متخصّصين من مجالات وخلفيّات متنوّتة.
وضمن فعاليّات الجمعيّة العامة أيضًا، خُصّصت، يوم الأربعاء 30 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2024، سهرة ثقافيّة لتسليط الضوء على غنى هذه المنطقة الّتي تتمسّك برجائها وإصرارها على النهوض من تحت الرماد لأنّه "يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ" (2 كو 4: 6). علمًا أنّ برنامج الجمعيّة العامة تضمّن سهرات ثقافيّة لمختلف منتديات ال"آكت الليانس".
في الواقع، شكّل هذا الحفل تحيّة سلام ومحبّة من الشرق الأوسط إلى العالم أجمع حيث أكّد خلاله ممثّلو المنطقة على أنّ الحفاظ على الحضور المسيحي في الشرق الأوسط يسهم بتعزيز عزيمة الإخوة في المسيح أينما كانوا، لأنّنا جميعنا ننتمي إلى جسد المسيح الواحد، فإن عان أي جزء من الجسد سيعاني الجسد كلّه.
في السياق نفسه، أشار هؤلاء الممثّلون إلى ضرورة الصلاة والسير معًا في سبيل الدفاع عن العالم أجمع بغية تحقيق العدالة والسلام. هذه العدالة الّتي تتجسّد في العمل على إنهاء الحروب في المنطقة والتخفيف من معاناة الناس الّذين يشهدون الموت والنزوح كلّ يوم.
كما رفع المشاركون في الجمعيّة العامة الصلاة على نيّة العدالة والسلام في الشرق الأوسط ووقفوا دقيقة صمت على أرواح شهداء الحروب والصراعات. هذا وشاهدوا فيلمًا وثائقيًّا بعنوان "من جروحات جنب الأوطان، إلى قيامة المتألمين من الحروب والكوارث"، وهو من إنتاج مجلس كنائس الشرق الأوسط، حيث أُعدّ بشكل خاصّ للمناسبة مسلّطًا الضوء على مختلف حضارات المنطقة وكذلك تحدّياتها وحاجيّات أبنائها. إلى ذلك، تعرّفوا على رقصة "الدبكة" الّتي تتميّز بها المنطقة والّتي تعكس بخطواتها معاني الوحدة والتضامن والإصرار على الوقوف جنبًا إلى جنب مهما اشتدّت العواصف.
خلال السهرة الثقافيّة لاقليم الشرق الأوسط، قام مجلس كنائس الشرق الأوسط ودائرة خدمة اللاجئين الفلسطينيين التابعة للمجلس بتقديم هدايا تذكارية من القدس لكلّ من رئيس مجلس إدارة الآكت الحالي السيّد ايريك لايسن والأمين العام لهيئة "آكت الليانس" السيّد رودلمار بوينو دي فاريا.
من هنا، يجسّد هذا الحفل إلى جانب كلّ فقرات الجمعيّة العامة وجلساتها شعارًا يحمله مجلس كنائس الشرق الأوسط منذ تأسيسه "نتكاتف ونتواصل ونبني الجسور!".