إعادة تأهيل أربع مدارس في السهوة واليادودة بريف درعا
تتابع دائرة الدياكونيا والخدمة الإجتماعيّة، في مجلس كنائس الشرق الأوسط، عملها على توفير بيئة صحيّة آمنة للطلّاب من خلال إعادة ترميم وتأهيل المدراس الّتي تضرّرت جرّاء الحرب في مختلف المحافظات السورية.
في درعا، عمل فريق دائرة الدياكونيا والخدمة الإجتماعيّة في المجلس على ترميم أربع مدارس في قريتيّ السهوة واليادودة، وشملت أعمال الترميم إعادة تأهيل البنى التحتيّة لشبكة الصرف الصحي وتجهيزاته، وصيانة شبكة مياه الشرب وتركيب الصنابير والمراحيض والأبواب والنوافذ والبلاط والسيراميك والكابلات الكهربائيّة، بالإضافة إلى تركيب مضخّات للمياه وخزانات، وتنفيذ أعمال الدهان، وصيانة الكراسي المدرسيّة الخشبيّة، وبناء سور في كلّ مدرسة، وتركيب مظلّة في الباحات لحماية الطلّاب من أشعّة الشمس والأمطار.
وبلغ عدد المستفيدين من أعمال الترميم في هذه المدارس 987 طالبًا وطالبة الّذين تلقّوا أيضًا حصصًا صحيّة فرديّة.
من هنا، قالت مديرة إحدى هذه المدارس أنّ: "أغلب الحمّامات كانت خارجة عن الخدمة، ممّا كان يُجبر الطلّاب على الذهاب إلى البيت عند حاجتهم لاستخدام الحمّامات، وهذا يشكّل مسؤوليّة كبيرة علينا، ويؤدّي إلى تغيّب كبير بين الطلّاب. كنّا نخشى على الفتيات من أن يصبن بالتهابات بسبب اضطرارهنّ لاستخدام الحمّامات، خصوصًا الفتيات اللّواتي يبعد بيتهنّ كثيرًا عن المدرسة".
وأضافت، "الحمّامات ليست القسم الوحيد الّذي تضرّر في المدرسة بسبب الحرب، وإنّما بناء المدرسة كان مليئًا بالحفر وقد عملنا على سدّ الفجوات في بعض الصفوف الدراسيّة من خلال قطع من البلوك الّتي لا تحمي الطلّاب من البرد في فصل الشتاء، خصوصًا مع غياب وسائل التدفئة. كلّ هذه الأمور كانت تدفع بالطلّاب للإحجام عن القدوم إلى المدرسة ويفضلون البقاء في المنزل".
وأكّدت أنّه "بفضل مساعدتكم أصبحت المدرسة في حالٍ أفضل بكثير؛ لقد بدت لنا وكأنّها مدرسة جديدة لا تشبه ما كانت عليه في العام الدراسي الماضي، الطلّاب والأهالي والكادر التدرسي سعداء بهذا التغيير. من جهّة المرافق الصحيّة أصبحت جديدة ونظيفة ولم نعد نخشى على الطالبات من استخدامها. لم تكن عدد المقاعد تكفي الطلّاب، أمّا الآن أصبحت كلّها جديدة ومريحة وتكفي لجميع الطلّاب وتساعدهم في التركيز في الحصّة الدراسيّة. بفضل أعمال الدهان أصبحت المدرسة جميلة وبات الطلّاب يحبّون القدوم إليها".
من بين الطلّاب، قالت طالبة في الصفّ الخامس من إحدى المدارس المستهدفة: "كنت أخشى الدخول إلى حمّامات المدرسة لأنّها كانت مليئة بالأوساخ والأبواب مكسورة ولا تغلق جيّدًا ورائحتها كريهة، لكن عندما أكون مضطرة جدًّا لاستخدامها أطلب من صديقتي مرافقتي وانتظاري في الخارج، وكنت أشعر أنّه سيغمى عليّ من شدّة القذارة المنتشرة في المكان. كما لم يكن بإمكاني غسل يدي لأن الحنفيّات كانت مكسورة وخارجة عن الخدمة".
وأضافت "أصبح وضع الحمّامات أفضل بكثير، أصبحت نظيفة وآمنة وقد انفصلت حمّامات الفتيات عن حمّامات الشبّان، وأصبحت أذهب إلى الحمّام دون الشعور بالخوف. وأصبح بإمكاني غسل يدي وشرب الماء مع وجود حنفيّات جديدة. المدرسة كلّها أصبحت جميلة، المقاعد مريحة وتكفي للجميع فقد كان أربعة طلّاب يجلسون في مقعدٍ واحدٍ ولم نكن قادرين على كتابة الدروس جيّدًا".