الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس يلقي كلمة
ضمن سلسلة "حلقات التفكير" في فصليّة "علم المبدأ"
"قِيم الغرب في تهافتها المعرفي والأخلاقي" (شواهد راهنة)
ضمن سلسلة "حلقات التفكير" الّتي تنظّمها المجلّة الفصليّة "علم المبدأ"، عُقدت الندوة الأولى بالتعاون مع "منتدى تحوّلات" و"مركز دلتا للأبحاث المعمّقة"، تحت عنوان "قِيم الغرب في تهافتها المعرفي والأخلاقي" (شواهد راهنة)، يوم الجمعة 23 شباط/ فبراير 2024، في قاعة المحاضرات في المجلّة في بيروت، بحضور شخصيّات فكريّة وثقافيّة ومهتمّين بالموضوع المطروح.
أدار الندوة وقدّمها الأستاذ سركيس أبو زيد، حيث تضمّنت مداخلتين لكلّ من الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس، والباحث وأستاذ علم الإجتماع البروفسور طلال عتريسي.
استُهلّت الندوة بكلمة رئيس تحرير فصليّة "علم المبدأ" الدكتور محمود حيدر الّذي شرح فيها هدف سلسلة المحاضرات، موضحًا أنّ مصطلح علم المبدأ لا يعني الله بذاته، إنّما المخلوق الأوّل الّذي بدأ به الله هذا العالم. كما تحدّث عن عنوان المحاضرة مشيرًا إلى أنّ "الغرب وهو يستلّب الآخر يستلّب نفسه، وأنّ تهافت الحضارة الغربيّة جاء من الداخل وليس من الخارج، لذا لا بد من تظهير هويّتنا الخاصّة لمواجهته من خلال التحرّر".
بعدها، ألقى الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس كلمة أكّد فيها على "أنّنا محكومون شئنًا أم أبينا بتكنولوجيا الغرب الّتي تتحكّم بالكون والناس"، قائلًا أنّ "مجتمع الحداثة أسير ثقافة مادية جامحة، تترافق مع صعود المجتمع الإستهلاكي وتدنّي أنظمة الحماية الإجتماعيّة". كما اعتبر أنّ "الحرب الهمجيّة على غزّة هي النموذج الصارخ لتهافت قيم الغرب، حيث تجنّد مفكّرون ومثقّفون وإعلاميّون ونافذون في السياسة والمال في حرب ضدّ شعب أعزل، فجاءت كالقشّة الّتي قصّمت ظهر بعير قيم الحداثة الغربيّة".
من ثمّ، وجّه الباحث وأستاذ علم الإجتماع البروفسور طلال عتريسي كلمة أشار فيها إلى أنّ "الغرب دخل منذ عصر النهضة في سياسة اللّا ثبات، بمعنى أنّه ليس من الضرورة أن يكون هناك ثبات في العلاقات الإجتماعيّة والإنسانيّة". وأضاف إلى أنّ "التحوّلات فيه استبعدت أي تأثير للدين في حياة البشر ممّا انعكس على العلوم الإنسانيّة ونظريّات علم النفس وعلم الإجتماع، حيث اعتبر الغربيّون أنّ المعرفة هي المعرفة العقليّة والتجربة والإختبارات الحسيّة فحسب، بمعنى أنّهم استبعدوا الآلهة أو استبدلوها بآلهة أخرى، فأصبح العقل بالنسبة إليهم إلهًا، والعلم إلهًا، والفرد إلهًا، وحتّى الرغبات إلهًا".
إلى ذلك، انتهت الندوة بجلسة حوار ونقاش بين المحاضرين والحضور.