مجلس كنائس الشرق الأوسط يطلق برنامج سُبل العيش والتعافي المبكر للمؤسّسات الصغيرة والمتوسّطة في منطقة عكّار اللّبنانيّة
نكاتف ونتواصل من أجل حياة كريمة ومستقبل أفضل
أرخت الأزمة الإقتصاديّة المتفاقمة في لبنان بظلالها على معظم المناطق لا سيّما المناطق الأكثر فقرًا في لبنان مثل عكّار، حيث أطلق مجلس كنائس الشرق الأوسط في الفترة الأخيرة برنامج سُبل العيش والتعافي المبكر للمؤسّسات الصغيرة والمتوسّطة. من هنا، تجدر الإشارة إلى أنّ السكّان المقيمين في هذه المنطقة يواجهون مستويات مرتفعة من الفقر وانعدام الأمن الغذائي خصوصًا مع مواجهة سُبل عيش محدودة جرّاء غياب سياسات حكوميّة تهدف إلى تطوير المناطق الريفيّة في البلاد.
في هذا الإطار، قرّر مجلس كنائس الشرق الأوسط، بدعم من منظّمة Kerk In Actie ، التدخّل في هذا المجال من خلال دعم المنشآت الصغيرة والمتوسّطة (Small and Medium-sized Enterprises - SMEs)، في محاولة للمساهمة في تعزيز النموّ الإقتصادي وخلق فرص عمل إضافيّة. ومن خلال مشروع تطوير الأعمال، الّذي يُعتبر أولويّة استراتيجيّة لدائرة الدياكونيا والخدمة الإجتماعيّة في مجلس كنائس الشرق الأوسط، يهدف المجلس إلى تقديم أنواع مختلفة من الدعم بحيث يشمل التدريب الضروريّ وبناء القدرات والتوجيه والوصول إلى الموارد، ممّا يمكّن المنشآت الصغيرة والمتوسّطة من تطوير آليّات عملها التجاري وكفاءتها العمليّة وجودة المنتج/ الخدمة.
أمّا المؤسّسات الّتي استهدفها مجلس كنائس الشرق الأوسط، فلم يكن لديها أي نقص في المعرفة أو الخبرة، إلا أنّ أصحاب هذه المؤسّسات واجهوا صعوبات ماليّة عدّة لشراء المعدّات والأدوات اللّازمة لبدء أعمالهم. وبعد دراسة جدوى المشاريع بدقّة، لم يتمّ تقييمها وفقًا للإحتياجات فحسب، بل أيضًا وفقًا للاستدامة والعائد على الإستثمار (Return On investment - ROI).
في هذا السّياق، تمّ اختيار خمسة أبعاد للعمل إستنادًا إلى معايير يجب تأمينها وهي:
- نموّ الأعمال وخلق فرص عمل
- تطوير الإبتكار وريادة الأعمال
- تعزيز المرونة والإستدامة
- الإحتضان الإجتماعي/ المستقبل المشترك
من بين المؤسّسات الّتي قام مجلس كنائس الشرق الأوسط بدعمها هي مطبخ إحدى المدارس الثانويّة وذلك من خلال تأمين معدّات معيّنة تسهم بزيادة إنتاجه. علمًا أنّ مطبخ المدرسة يلبّي احتياجات الطلّاب والأشخاص المقيمين بالقرب منه، وأيضًا الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصّة الّذين يتمّ تعيينهم للعمل في المطبخ أو حتّى في مهام خارج المدرسة. كما ساهم مجلس كنائس الشرق الأوسط بدعم إحدى المزارع عبر تأمين ثلاث أبقار ممّا سيؤدّي إلى زيادة إنتاج الحليب بشكل كبير خلال أقلّ من سنة. هذا إضافةً إلى دعم متجر للحلويات من خلال تقديم فرن مناسب لتلبية احتياجاته الإنتاجيّة. كما سيتمّ دعم أحد الخيم الزراعيّة المتخصّصة بزراعة نبات الهليون، وكذلك مصنع نبيذ مع مصنع جعة وخزانات نبيذ، وذلك عبر تأمين المعدّات اللّازمة لكلّ من هذه الأعمال.
ومن خلال دعم المنشآت الصغيرة والمتوسّطة، وخصوصًا تلك الموجودة في المناطق المحرومة مثل عكّار، تسهم هذه المبادرات في تعزيز النموّ الإقتصادي، والحدّ من ظاهرة التفاوت بين المناطق، وتعزيز التنمية الشاملة. علاوة على ذلك، يشكّل هذا المشروع الّذي ينفّذه مجلس كنائس الشرق الأوسط، انطلاقة لسلسة مشاريع مماثلة مستقبليّة وجديدة.