مجلس كنائس الشرق الأوسط يسهم بدعم أكثر من 10 آلاف نازح من الجنوب اللّبناني
أدى تدهور الظّروف الأمنيّة في الجنوب اللّبناني، إلى نزوح عدد كبير من المواطنين إلى مناطق مختلفة في لبنان. في الحقيقة، لقد اضطّر سكّان الجنوب إلى ترك منازلهم وممتلكاتهم ومصادر رزقهم في وقت لا تزال فيه الأزمة الإقتصادية متفاقمة. علمًا أنّ الحكومة اللّبنانيّة لم تتمكّن من تأمين ظروف مناسبة للمواطنين للحفاظ على سُبل عيشهم الكريمة ومصادر دخلهم حيث بات العديد من السكّان اللّبنانيين يعيشون تحت خط الفقر.
وبحسب الإحصاءات الأخيرة، يعيش 80% من اللّبنانيّين في حالة فقر و36% تحت خط الفقر المدقع. من هنا، أصبح كُثر من المواطنين غير قادرين على الحصول على المستلزمات الضروريّة والأساسيّة للحياة والّتي تشمل الغذاء والدواء ومعدّات التدفئة وأدوات النظافة والكرامة وغيرها. في هذا الإطار، تشير التوقعات أنّه في الفترة ما بين نيسان/ أبريل و أيلول/ سبتمبر 2024، سوف يواجه نحو 1.14 مليون شخص مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي ومن المرجّح أن يشهدوا مرحلة أزمة أو طوارئ وفقًا للمعايير الّتي حدّدها التصنيف المتكامل للأمن الغذائي. وتجدر الإشارة إلى أنّ قضيّة النازحين داخليًّا من الجنوب جاءت في وقت دقيق حيث أصبحت فيه الإحتياجات الإنسانيّة ماسّة وطارئة.
في هذا السّياق، تتضافر الجهود من أجل الإستجابة لحالات الطوارئ عبر تنفيذ برامج دعم مختلفة بحيث تعطي الأولويّة لتوزيع المساعدات الأساسيّة للنازحين، بما فيها البطانيّات، المواد الغذائيّة، مستلزمات النظافة، وحفاضات الأطفال وكبار السنّ، أدوات التنظيف، المازوت لانارة وتدفئة اللملاجئ، ومستلزمات الكرامة للسيّدات، إضافةً إلى المساعدات النقديّة متعددة الأغراض.
وإيمانًا منه بأهميّة هذه المساعدات في التأثير إيجابًا على نمط حياة الفئات السكانيّة الضعيفة، أطلق مجلس كنائس الشرق الأوسط، دائرة الدياكونيا والخدمة الإجتماعيّة، مكتب لبنان، مشروعًا يهدف إلى تقديم المساعدات الضروريّة للحياة منذ بداية الأزمة في تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023، وذلك من أجل تمكين الفئات الأكثر تضرّرًا وضعفًا من الصمود أمام الظروف المعيشيّة الصعبة. لذا قام مجلس كنائس الشرق الأوسط بالتواصل مع أكثر من 10,000 شخص وتزويدهم بالمساعدات العينيّة والماديّة الطارئة في مختلف المناطق المضيفة للنازحين.
مع العلم أنّ كُثر من النازحين يعيشون إمّا في ملاجئ جماعيّة أو عند أصدقائهم أو أفراد عائلاتهم، ممّا يزيد العبء الإقتصادي على الأسر المضيفة. كما بقي العديد من السكّان في مناطقهم خوفًا من ترك سُبل عيشهم وممتلكاتهم حيث يعانون من الإنكماش الإقتصادي. من هنا، تساهم هذه التدخّلات وغيرها من وسائل الدعم المعنويّة والنفسيّة إلى تلبية الإحتياجات الفوريّة، صون الكرامة، تعزيز السلامة الصحيّة والنفسيّة، والقدرة على الصمود والتعافي لدى المجتمعات النازحة.
إذًا، بات ضروريًّا إستمرار عمل المنظّمات الإنسانيّة والحكومات وأصحاب المصالح في تحديد الأولويّات والإستثمار في جهود الإستجابة لحالات الطوارئ الّتي توفّر مساعدات شاملة للنازحين داخليًّا، وتضمن تلبية احتياجاتهم الأساسيّة وتسهيل رحلتهم نحو التعافي والإستقرار.