نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
مستقبلًا وفدًا من مجلس كنائس الشرق الأوسط:
"كلّ عمل يفرّق بين الناس ينافي الدين، والإنتماء الديني لا يعطي تمايزًا في الحقوق والواجبات وينبغي أن يكون المعيار في الكفاءة وتحمّل المسؤوليّة الوطنيّة في خدمة الوطن وشعبه"
استقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتور ميشال عبس على رأس وفد من مجلس كنائس الشرق الأوسط، يوم الثلاثاء 23 تمّوز/ يوليو 2024، في مقرّ المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في بيروت. وذلك بحضور الدكتور محمّد رزق، مدير عام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وأمين السرّ الخاصّ بالمجلس، والدكتور غازي قنصو، مستشار سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب، وعميد كليّة الدراسات الإسلاميّة في الجامعة الإسلاميّة في لبنان.
خلال اللّقاء، تطرّق المجتمعون إلى قضايا الحوار الإسلامي المسيحي، والشؤون الوطنيّة والدينيّة وتطوّرات الأوضاع في لبنان والمنطقة. كما تمّ التشديد على أهميّة تعزيز الحوار الإسلامي المسيحي وترسيخ القيم الإنسانيّة حيث أكّدوا على ضرورة العمل على نشر روح السلام والأخوّة والمحبّة بين جميع مكونات المجتمع. هذا وندّد الحاضرون بالظروف الأمنيّة والإجتماعيّة الصعبة الّتي تشهدها المنطقة لا سيّما الحرب الدائرة في غزّة.
بدايةً، شكر الدكتور ميشال عبس سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب على الإستقبال مشيدًا بأهميّة الدور الّذي يقوم به المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وقدّم لسماحته عرضًا مفصّلًا عن رسالة مجلس كنائس الشرق الأوسط، تأسيسه، وأهمّ المحطّات التاريخيّة الّتي مرّ بها، إضافةً إلى أبرز برامجه المسكونيّة والإنسانيّة والإجتماعيّة، وكذلك المشاريع المستقبليّة المنوي تنفيذها.
كما أضاء الدكتور عبس على برنامج الكرامة الإنسانيّة الّتي يعمل مجلس كنائس الشرق الأوسط على تحقيقه لا سيّما عبر سلسة الندوات الّتي يعقدها شهريًّا، مشدّدًا على ضرورة صون الكرامة الإنسانيّة والحفاظ على حقوق الإنسان دون أي تمييز. إلى ذلك، أشار إلى أنّ إظهار المساحات المشتركة بين الأديان وبناء الجسور في ما بينها هي من أهمّ أهداف مجلس كنائس الشرق الأوسط الّتي يسعى إلى تنفيذها تباعًا. هذا وقال الدكتور عبس أنّ شعوب المنطفة هي واحد وتحيا مع بعضها البعض بوئام ومحبّة رغم كلّ التحدّيات الّتي تحيط بها.
بدوره، رحّب سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب بالوفد الزائر مشيرًا إلى أنّ الحوار هو حياة، والأديان تشترك في القيم الإنسانيّة والإيمانيّة وتعمل على تعميقها وترسيخها، مؤكّدًا أنّ المجتمع اللّبناني موحّد ولكنّه متنوّع في مذاهبه وطوائفه و"نحن حريصون على المكونات اللّبنانيّة حرصنا على أنفسنا، وعلى اللّبنانيّين أن ينفتحوا أكثر على بعضهم البعض فهم شعب واحد وقضاياهم واحدة في مواجهة العدوان الصهيوني".
وأكّد سماحته أنّ الطوائف والمذاهب حالة إيمانيّة بين الإنسان وربّه، وفي الإجتماع السياسي لا يوجد طوائف ومذاهب، إنّما عمل مشترك يحفظ حقوق الإنسان وكرامته وحريّته بمنأى عن الظلم والغبن والتسلّط. واعتبر أنّ كلّ عمل يفرّق بين الناس ينافي الدين، والإنتماء الديني لا يعطي تمايزًا في الحقوق والواجبات وينبغي أن يكون المعيار في الكفاءة وتحمّل المسؤوليّة الوطنيّة في خدمة الوطن وشعبه.
ورأى سماحته أنّ الدولة القائمة على أساس المواطنة تحفظ المواطن والطوائف، فيما النظام الطائفي يحقّق مصالح طبقة سياسيّة على حساب قهر المواطنين والطوائف، لذلك "ندعو إلى استكمال تطبيق اتّفاق الطائف بدءًا من إلغاء الطائفيّة السياسيّة وإقرار قانون انتخابي خارج القيد الطائفي تمهيدًا لإقامة دولة المواطنة الّتي تحقّق تطلّعات كلّ اللّبنانيّين وتلغي التمايز الطائفي".
ونوّه سماحته بموقف الفاتيكان الّذي يؤكّد الحقّ الفلسطيني في فلسطين ويدحض إدّعاء اليهود بأرض الميعاد، مشدّدًا على ضرورة تفعيل التعاون الإسلامي المسيحي في مواجهة حرب الإبادة الّتي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني الأبي الّذي يتحدى بشجاعة آلة الحرب الصهيونيّة".
في ختام اللّقاء، أدلى د. عبس بتصريح قال فيه "كانت زيارة مودّة ومحبّة للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ولقاء مع نائب الرئيس العلامة الشيخ علي الخطيب...، شدّدنا خلاله على ضرورة التلاحم الإسلامي المسيحي وضرورة الحفاظ على السلم الأهلي وعلى اللّحمة الوطنيّة وكلّ ما يؤول إلى التماسك الإجتماعي درءًا للفتنة لكي لا يتدخّل المصطادون في الماء العكر في هذه البلاد...، وأكّدنا أنّ وطننا لبنان هو جزء من العالم العربي وهو جدير أن يدافع عنه وعن مستقبله وكيانه واقتصاده وعن أرضه وشعبه حتّى أبد الأبدين. وتوافقنا أيضًا على لقاءات متتالية سوف تجري مع النخب المنتمية إلى هذه الطائفة الكريمة وهذا المجموع اللّبناني العظيم والكريم الّذي يسمّى أهل الشيعة، ونحن مسرورون جدًّا بصداقتنا مع الكثيرين منهم ولنا الشرف بذلك".