الشباب والأسرة وحفظ الكرامة الإنسانيّة
ندوة عن بُعد من تنظيم مجلس كنائس الشرق الأوسط
الأمين العام د. ميشال عبس: نحلم ان يأتي يوم نشعر فيه بالكرامة الإنسانية بكل ما نفعل، وليس بالأعباء ترافق حياتنا، وتلازم يومياتنا. لقد طال الانتظار!
يتابع مجلس كنائس الشرق الأوسط سلسلة ندواته الشّهريّة حيث عقد ندوة جديدة عن بُعد بعنوان "الشباب والأسرة وحفظ الكرامة الإنسانيّة"، يوم الخميس 27 حزيران/ يونيو 2024، بمشاركة باحثين ومتخصّصين من مختلف المجالات ودول الشرق الأوسط، وحضور أساتذة وطلّاب جامعات، ومهتمّين بالموضوع المطروح. علمًا أنّ هذه الندوة تأتي ضمن "مشروع الكرامة الإنسانيّة" - "الحوار والتماسك الإجتماعيّ - إعادة تأهيل رأس المال الإجتماعيّ"، الّذي يعمل مجلس كنائس الشرق الأوسط على تنفيذه تباعًا.
تخلّل اللّقاء الّذي بُثّ مباشرةً على صفحة مجلس كنائس الشرق الأوسط على موقع فيسبوك ثلاث مداخلات، بإدارة د. لور أبي خليل الّتي قدّمت في كلمتها الإفتتاحيّة تعريفًا عن الأسرة، شارحةً التحدّيات الّتي تواجهها، ومشدّدة على ضرورة الحفاظ على العوامل الّتي تسهم بإنجاح الأسرة وبالتّالي بناء مجتمعات أفضل.
استُهلّت الندوة بكلمة الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس بعنوان "تكوين اسرة في بلادي، "مغامرة" غير محسوبة النتائج"، أشار فيها إلى أنّ "ازمة بناء اسرة في بلادي والهجرة التي ترافقها هي رأس جبل الجليد لنظام سياسي-اقتصادي-اجتماعي مأزوم، لمجتمع ضاق بأبنائه وطفق يرميهم في كل اصقاع المعمورة. بناء اسرة هو حق أساسي وبديهي من حقوق الانسان، وقد قال السيد "اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ." (يو 10: 10)".
وأضاف "ان من يمنع عن جيل الشباب في بلادي تكوين اسرة، هو الذي اتى ليسرق ويذبح ويهلك، وهو الذي يمنع ان تكون لهم حياة أفضل، ماديا وروحيا على حد سواء. لا يضاهي فخري بإنسان من بلادي اجترح إنجازا عظيما في الخارج الا فخري بإنسان من بلادي قام بهذا الإنجاز على ارضه وبين اهله وبني امه. نحلم ان يأتي يوم نشعر فيه بالكرامة الإنسانية بكل ما نفعل، وليس بالأعباء ترافق حياتنا، وتلازم يومياتنا. لقد طال الانتظار!".
بعدها، بدأت المداخلة الأولى بعنوان "الشباب والأسرة أمام تحدّيات العالم المعاصر"، مع د. تريز سيف، أستاذة سوسيو انتروبولوجيا في الجامعة اللّبنانيّة ومديرة الفرع الثاني لمعهد العلوم الإجتماعيّة (لبنان). في مداخلتها، تحدّثت د. سيف عن الظروف الّتي يمرّ بها الشباب في لبنان وعلاقاتهم بأسرهم وسط التحدّيات اليوميّة، بمقاربة سوسيو أنتروبولوجيّة، شارحة كلّ من مفاهيم الأسرة والشباب، العالم المعاصر، والتغيّر الإجتماعي.
أمّا المداخلة الثّانية فحملت عنوان "المشاكل الأسريّة: أهم أنواعها وأسرع طرق لحلّها"، مع أ. د. مجدي إسحق، استاذ بكليّة الطبّ في جامعة القاهرة، استشاري الأمراض الباطنة والأعصاب، استشاري الإلرشاد النفسي وطبّ الأسرة (مصر). في مداخلته، أشار أ. د. إسحق إلى الحلول الّتي قد تسهم بتجنّب المشاكل الأسريّة، إضافةً إلى التصرّفات السليمة الّتي يجب أن يتّبعها الزوجين من أجل بناء علاقة جيّدة.
من ثمّ، كانت المداخلة الثالثة بعنوان "التحدّيات النفسيّة والروحيّة الّتي تواجه الشباب في تكوين الأسرة"، مع الشمّاس المتوحّد خريسانثوس صنوبر، مطرانيّة الأردن للرّوم الأرثوذكس (الأردن). في مداخلته، أضاء الشمّاس صنوبر على مفهوم الشباب إنطلاقًا من الكتاب المقدّس وكذلك تحدّياتهم الروحيّة، متطرّقًا إلى العلاقة بين الزوجين من الناحية الروحيّة، وشارحًا أبعاد تفكّك الأسرة في سبيل تجنّب هذه المشكلة.
إنتهت الندوة بجلسة أسئلة ونقاش بين المشاركين حيث تبادلوا الآراء والخبرات كلّ بحسب اختصاصه ومجال عمله.