مخيّم مسكوني لبناء القيادات الشابة في لبنان
تطوير المهارات الشبابيّة في سبيل مجتمعات سليمة
هم عماد المجتمعات، وركيزة أساسيّة لبناء مستقبل أكثر إشراقًا، وهم أيضًا مصدر حيويّة وصحّة وعافية... إنّهم الشباب، حاملو طاقات كثيرة وإبداعات عديدة قد يفيدون بها جماعاتهم ومجتمعاتهم. لكن يتعرّض الشباب اليوم وفي ظلّ كلّ التطوّر الّذي يشهده العالم وسط موجة من الصراعات، إلى تحدّيات جمّة وصعوبات قد تعيق نشاطهم المعتاد. لذا بات من الضروري رعايتهم وتوعيتهم وتطوير قدراتهم وكذلك حمايتهم من كلّ الضغوط الّتي تحيط بهم.
من هنا وفي إطار دعم الشباب ومساندتهم، أُطلق برنامج جديد بعنوان "بناء القيادات الشابة في لبنان"، وهو مشروع مشترك من تنظيم مجلس كنائس الشرق الأوسط بالشراكة مع منظّمة Kerk in Actie (KIA)، جمعيّة الكتاب المقدّس، Youth for Christ (YFC)، ومركز إثراء في لبنان. يهدف البرنامج إلى تنمية مهارات الشباب، تحفيزهم على الخدمة، وتدريبهم على أسس القيادة، وبالتّالي المساهمة في تكوين شبكات شابة قادرة على إحداث التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم.
نُفّذت المرحلة الأولى من البرنامج الّذي يتكوّن من أربع مراحل، عبر مخيّم مسكوني شبابي بين 2 و7 أيلول/ سبتمبر 2024، في دير سيّدة التعزية للآباء اليسوعيّين، تعنايل – لبنان. ضمّ المخيّم 35 شابًا وشابًة و12 قائدًا من مختلف العائلات الكنسيّة، أعربوا جميعًا عن فرحهم باللّقاء معًا وعن مدى استفادتهم من البرنامج المُعدّ لهم، متطلّعين إلى المشاركة في المخيّمات اللّاحقة.
تضمّن هذا المخيّم صلوات صباحيّة متنوّعة خصوصًا صلاة "موسم الخليقة"، ترافق خلالها المشاركون في تسبيح الله الخالق وتمجيده وشكره على كلّ نعمه. كما شاركوا في جلسات ديناميكيّة حول القيادة حيث هدفت إلى تعزيز المعرفة حول المهارات القياديّة في التعامل مع الأزمات. هذا إضافة إلى ورش عمل روحيّة تمحورت حول الخدمة وارتكزت على شخصيّة يسوع المسيح كقائد خادم وأيضًا على شخصيّات من الكتاب المقدّس مثل إبراهيم وموسى وأستير وبطرس.
كما كان المخيّم فرصة لتبادل الآراء والخبرات حيث استمع المشاركون الشباب عبر جلسات بعنوان "قصّتي"، إلى شهادات شخصيّة قدّمها بعض القادة حول رحلاتهم القياديّة، ما ألهم المستمعين وحفّزهم على العمل والخدمة. هذا وتخلّل المخيّم أيضًا مجموعة ألعاب تفاعليّة وأنشطة ترفيهيّة قرّبت المسافات بين المشاركين.
طغى على المخيّم جوّ من الألفة والأخوّة حيث تشارك الشباب تجاربهم وتطلّعاتهم بروح مسكونيّة مُفعمة بالفرح والرجاء والإصرار على التعاضد والتعاون من أجل نقل المعرفة الّتي اكتسبوها إلى أصدقائهم وبالتّالي العمل معًا في سبيل بناء عالم أفضل.