تذكار القِدّيس أبيفانيوس أسقف قبرص

الثاني عشر من شهر أيّار

وُلد القِدّيس أبيفانيوس في عائلة يهودية، في قرية اسمها بيزندوخ في فلسطين، وكان ذلك حوالي العام 308 أو ربما 315م. نشأ على دراسة الكتاب المقدس على يد معلِّمه المدعو تريفون. أتقن لُغات عديدة منها اللاتينية والسريانية والقبطية إضافةً إلى اليونانية والعِبرية.

إقتبل القِدّيس أبيفانيوس الحياة الرهبانية وصار تلميذاً للقديس هيلاريون الغزّاوي، بعد أن أعتمد على يد أسقف المدنية وإسمه لقيانوس. بعد أن وزَّع ثروته على الفقراء.

سافر أبيفانيوس إلى مصر، حيث تَعرَّف على حياة الرهبان هناك، ثُمَّ عاد إلى فلسطين بعد أربع سنوات قضاها في معرفة طُرُق العَيش الرهباني (سنة 333م)، أسَّسَ ديراً في "عاد العتيقة" (بيت صدوق) في جوار بيت جبرين الفلسطينية، دَبَّر نظامه والحَياة فيه بكلِّ حكمةٍ على مدى ثلاثين سنة.

أخَذَ أبيفانيوس على عاتقه، مُهِمَّة الدِفاع عن الإيمان القَويم ورصد الهرطقات وفضحها وتبيان فسادها والطعن بها، لماَ تبيَّن له أنَّ فيها من خطرٍ على التعليم المسيحي الصحيح.

حارب الهرطقات المُعاصِرة له وخاصة المانوية، بعد أن جمع المعلومات بشأنها وبشأن هرطقات أخرى، تحرّاها فشَكَّلَت استقصاءاته مادَّة لمؤلَّف وضَعَهُ في آخر أيّامه ضدّ الهرطقات بعامة. كذلك حارب الفلسفات اليونانية المُحارِبة للمسيحيّة.

ترك أبيفانيوس مُتجهاً الى قبرص حيث التقى هناك معلمه القِدّيس هيلاريون الذي أصرَّ على أبيفانيوس أن يصير أسقفاً على (سلامينا) القبرصية خلال العام 367م، وكان كذلك. وقد دامت خدمته في الأسقُفيَّة ستة وثلاثين عاماً.

خلال هذه الفترة، عمل على تأكيد استقامة الرأي، ومُساعَدَة المعوزّين. أيضاً عَمَلَ أن يتزيّن الكهنة التابعون له بالفضيلة التي أعتبرها الزينة اللائقة بالكنيسة عَروس المسيح.

حَياة أبيفانيوس وسعيه نحو الملكوت لم تذهب عبثاً، بل تَكَلَّلت بالنِعمَة والبركة الإلهيّة. فقد مَنَّ الله عليه بنِعمَة صنع العجائب ومُعاينة الرّوح القدس خلال تقديس القرابين خلال خِدمَة الذبيحة الإلهيّة.

مِن أهَم ما كتب قِدّيس الله أبيفانيوس مؤلّفه المعروف "الأنكوراتوس" أو "الإنسان ذو المرساة الثابتة". هذا يحوي تعاليم الكنيسة عن الثالوث القُدّوس، وعن التَجَسُّد الإلهي. كذلك كتب كتاب "البناريون" أو "ضدّ الهرطقات" الذي ضَحَدَ فيه ثمانين هرطقة. هذا وقد كتب ضد التفسير الرمزي للكتاب المُقَدّس لأن في الرمزية تَكمُن أساس الهرطقة.

رَقَدَ القِدّيس في 12 أيار 403م. مملوءاً من الرّوح القُدُس، بعد أن أمضىَ حياتهُ نوراً يُضيء للناس كي يعرفوا أباهم السماوي. خاصَّةً وأنّ الرَّب قال: "هكذا فليُضئ نوركم قدّام الناس فَيَروا أعمالكم الصالحة ويُمَجِّدوا أباكم الذي في السموات" (مت16:5).

المسيح قام...حقاً قام

Previous
Previous

فيديو - المجتمع معرفة، سلسلة جديدة من حلقات التوعية

Next
Next

دعوة لحضورالمؤتمر الصحفي لإطلاق برنامج تدشين كنيسة سيدة الفرح غير المنتظر ومتحف المتروبوليت نيفن (صيقلي) في زحلة