القِدّيس البار إسحق السوري المُعترِف (+406م)

تُعَيِّد له الكنيسة في 30 أيّار

كان إسحق ناسِكاً سورياً، عاش في البرّية السورية زَمَن الإضطِهاد الذي لحق بالمُستَقيمي الرأي أيّام الإمبراطور الآريوسي فالنز (364-379م).

في العام 378م فيما كان الإمبراطور يستَعِد للخُروج في حملة عسكرية ضد الغوط، خرج إسحق من صحرائه إلى القسطنطينية، بناءً لأمر الله، وقفَ أمام الإمبراطور وقال له: "مر أن يُعاد فَتح الكنائس الأحد الكبير فتعود مُظَفَّراً". لكن لما رفض الإمبراطور، وبعد عدة مُحاولات أخبره رجل الله أنه سوف يلقى مصرعه بنار الأعداء، وهذا ما حدث.

بعد وفاة الإمبراطور فالنز أعتلى ثيودوسيوس سدّة العرش، فلمّا علم بما جرى وبالدور الذي لعبه الراهب القِدّيس أطلق سراحه بعد أن كان قد أحتجزه رجال الإمبراطور فالنز إلى حين عودتهم من الحرب. كما إنّه أصدر أمراً أعاد فيه للمُستَقيمي الرأي إستعمال كنائسهم بعد ٤٠ سنة من الإنقطاع.

بعد أن أتمَّ إسحق مُهِمّته أراد العودة إلى صحرائه السورية. لكن ساتورنينوس وفيكتور وهما من شيوخ الرهبان رجياه بدموع أن يمكث في المدينة ليُعيد إليها الحَياة الرهبانيّة التي تَعَرَّضَت للإهمال خِلال الإضطهاد الآريوسي.

وافقَ قِدّيس الله على طلبهما ووَقَعَ نظره على مُلكيَّة صغيرة قَدَّمها ساتورنيتوس، تقع خارج السور في حي ساماتيا بقرب بوابة كسيرولوفوس. هناك أقام في قلّاية متواضعة وعاش كناسك. وكان الشيخان ساتورنيتوس وفيكتور يأتيانه كل صباح ويأخذان بركته ثمَّ ينصرفا إلى شؤنهما.

وأخذَتَ أعداد الناس التي تأتي إلى قِدّيس الله تزداد يوماً فيوماً إلتماساً للبركة وطلباً للمَعرِفَة وأجتمع إلى إسحق تلاميذ عديدون حتّى ابتنى لهم رجل الله ديراً في القسطنطينية وهو الأول، وذلك في حدود العام 382م.

بعد أن أمضى القُدّيس إسحق أيّامه الأخيرة بسلام في ديره. وإذ أخبره الرّب الإله بِقُرب مُغادرته إليه جمع تلاميذه وأوصاهم بالثَبات في الإيمان القَويم وعَيّنَ دلماتيوس خلفاً له ثم لفظ أنفاسه. كان رُقاده في العام 406م ودُفِنَ في المدفن تحت كنيسة سبق أن بُنِيَت إكراماً للقِدّيس إستفانوس.

بركة قداسَتَهُ تحلّ عليكم، آمبن

Previous
Previous

دائرة الشؤون اللّاهوتيّة والعلاقات المسكونيّة في مجلس كنائس الشرق الأوسط

Next
Next

الشهر المريمي، مساحة دينية مشتركة