رابطة الكليّات والمعاهد اللّاهوتيّة في الشرق الأوسط
تعقد لقاء لطلّاب كليّات اللّاهوت في لبنان باستضافة جامعة الحكمة
"وديعة الإيمان: لنعرف ما تسلمناه وكيف نسلّمه"
في إطار بناء الجسور وتقريب المسافات بين طلّاب اللّاهوت من مختلف الكليّات، نظّمت رابطة الكليّات والمعاهد اللّاهوتيّة في الشرق الأوسط ATIME)) اللّقاء السنويّ لطلّاب كليّات اللّاهوت السبعة في لبنان تحت عنوان "وديعة الإيمان: لنعرف ما تسلمناه وكيف نسلّمه". وذلك يوم الثلاثاء 20 شباط/ فبراير 2024، باستضافة جامعة الحكمة – فرن الشبّاك، بيروت، وحضور البروفيسور جورج نعمة، رئيس الجامعة.
شارك في اللقاء الأرشمندريت د. يعقوب خليل، عميد معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ في جامعة البلمند ورئيس رابطة كليّات ومعاهد اللّاهوت في الشرق الأوسط، الخوري د. ميشال قنبر الأمين التنفيذي لرابطة الكليّات والمعاهد اللّاهوتيّة في الشرق الأوسط، الأب د. بسام ناصيف، أستاذ في معهد القدّيس يوحنّا الدمشقي في جامعة البلمند وأمين تنفيذي مشارك في الرابطة، الأب د. إلياس حنا، عميد كليّة اللّاهوت الحبريّة في جامعة الروح القدس – الكسليك، الأب طانيوس خليل، عميد كليّة اللّاهوت في جامعة الحكمة، الأخت د. يارا متى، مسؤولة المعهد العالي للعلوم الدينيّة في جامعة القدّيس يوسف في بيروت، ود. جورج صبرا، رئيس كليّة اللّاهوت للشرق الأدنى في بيروت. كما شارك في اللّقاء أساتذة وآباء من مختلف الكليّات اللّاهوتيّة، بالإضافة إلى ٢٧٠ طالب من الكليّات السبع العاملة في لبنان.
بعد صلاة افتتاحيّة وجّهها الخوري د. ميشال قنبر، رحّب البروفسور جورج نعمة بالمشاركين بكلمة ألقاها بالنيابة عنه الأب طانيوس خليل، أعرب فيها عن فرحة اللّقاء معًا ككليّات لاهوت وكطلّاب وأيضًا فرحة جامعة الحكمة بهذا النشاط. وقال "أن نلتقي سويّة هي شهادة مسكونيّة مهمّة جدًّا، نصلّي مع بعضنا، نتحاور مع بعضنا، نفكّر مع بعضنا، وهذا ما يشكّل شهادة مهمّة جدًّا... هذه اللّقاءات التي توقفت منذ ٢٩ سنة تساعدنا على نسج صداقات مسكونيّة كنسيّة".
وأضاف "تأسّست جامعة الحكمة بعد مذابح الجبل عام 1875. أسّسها سيادة المطران الدبس وكانت لديه رؤية حتّى تكون مكان لقاء بين المسيحيّين وبين المسيحيّين والمسلمين... نهج التقارب ما زال مستمرًّا في شرعة الجامعة وفي رسالتها ببركة سيادة المطران بولس عبد الساتر ولي الجامعة...".
ثمّ كانت كلمة ترحيبيّة لرئيس الرابطة الأرشمندريت د. يعقوب خليل، قال فيها: "يؤكّد الرسول بولس في وصيّته لتلميذه تيموثاوس أنّ دعوتهما لخدمة الإنجيل هي بحسب القصد الأزليّ، مع ظهور المسيح ظهرت، وهذا ينطبق أيضًا كلّ من سيحمل الوديعة من بعدهم... وسيحفظ الله الوديعة إلى الأبد، فطوبى لمن يحملها غير منثلمة إلى الجيل الّذي بعده. طوبى لمن يتمسّك بصورة الكلام الصحيح، لا بحكمة هذا الدهر. على خلاف كتب كثيرة أخرى، ليس الإنجيل موجّهًا إلى مكانٍ وزمانٍ معيّنين، ولم ينهل الإنجيل تعاليمًا من حكمٍ دهريّة خبرتها البشريّة، بل إنّه حكمة الله المتجسّد، وفحوى إعلان إلهيّ ‘دُقع مرّة واحدة وتامّة إلى القديسين’". وتابع "أتمنّى أن يعرف كلّ منّا أنّ الله يدعونا اليوم أيضًا لنحمل الوديعة بقوّة روح الله ونسلّمها كما استلمناها. بحسب الرسول بولس، ليست دعوتنا أن نخضع الإنجيل لحكمة هذا الدهر، بل أن نتلمذ ونعمّد جميع الأمم، فتستنير الخليقة كلّها بنور المسيح... كونوا صوت المسيح الصادح، صوت الحقّ، لا صوت الفاترين بالرّوح الّذين أحبّوا الظلمة أكثر من النور. فهدف التقارب المسكونيّ في عصرنا هو الوحدة في المسيح، في الحقّ، والسير معًا في الطريق الّتي تقود إلى الحياة".
وبعد لعبة تعارف ديناميكيّة بين المشاركين، تضمّن اللّقاء ورشتي عمل هدفتا إلى تعزيز الوعي الروحي والمعرفة اللّاهوتيّة لدى المشاركين. تمحورت ورشة العمل الأولى حول "وديعة الإيمان من خلال أصالة نصّ العهد الجديد"، حاضر فيها الأرشمندريت د. يعقوب خليل والأب د. ميشال صقر، وهو أستاذ في الكتاب المقدّس. أمّا ورشة العمل الثانية فحملت عنوان "وديعة الإيمان من خلال لاهوت السيّد المسيح"، تحدّث فيها نيافة المطران الربّان روجيه أخرس، النائب البطريركي للدراسات السريانيّة، والبروفسور مارتن عقاد، وهو أستاذ مشارك في الدراسات الإسلاميّة والعلاقات المسيحيّة الإسلاميّة.
الفقرة الأخيرة كانت موسيقيّة، قدّم فيها طلّاب معهد القدّيس يوحنّا الدمشقي في جامعة البلمند مجموعة من التراتيل الأرثوذكسيّة، وكذلك رتّل طلّاب إكليريكيّة الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا في بكفيا مجموعة من الترانيم بحسب الطقس الأرمني الأرثوذكسي. ثمّ تمّ عرض فيديو تعريفي عن كليّة اللّاهوت للشرق الأدنى في بيروت من إعداد طلّاب الكليّة. أخيرًا، قدّم طلّاب كليّة اللّاهوت في جامعة الروح القدس – الكسليك وقفة زجل مسكونيّة. وفي الختام قاد الصلاة الأب طانيوس خليـل، ورفع مع المشاركين جميعًا صلاة التكريس للقدّيس افرام السرياني، سائلين الله أن يجمع الكلّ مجدّدًا في لقاء مماثل.