شركاء مجلس كنائس الشرق الأوسط في اجتماع في لبنان “نحو سياسات في سبيل كرامة الإنسان”
إنطلقت أعمال اجتماع شركاء مجلس كنائس الشرق الأوسط يوم الثلثاء 7 أيار/مايو 2019، في المركز الإنجيلي للمؤتمرات في ضهور الشوير في لبنان. شارك في الجلسة الافتتاحيّة ممثّلون عن العائلات الكنسية الأربعة وأعضاء من اللجنة التنفيذيّة، ودبلوماسيون وشركاء للمجلس من حول العالم وناشطون في منظّمات إنسانية محلّيّة وعالميّة.
افتُتح اللقاء بصلوات قياميّة وطلب البركة والسلام، ثمّ تلا سيادة المطران روبير سعيد جرجس رسالة من صاحب الغبطة مار لويس روفائيل ساكو، بطريرك بابل للكلدان ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الكاثوليكيّة، بارك فيها المجلس والمجتمعين وأكّد أن ” كنائس الشرق تحتاج إلى توحيد رؤاها ومقارباتها اليوم أكثر من أيّ وقت مضى، لا سيّما في ما يختصّ بالحضور المسيحي في الشرق الأوسط”. وأضاف” سيقوم الشركاء بدور الوسيط ما بين المسيحيين والكنائس في المنطقة وإخوتهم في المسيح في كلّ مكان”.
القسّ بدر
بعدها عُقِدت ندوة تحمل عنوان اللقاء ” نحو سياسات في سبيل كرامة الإنسان”، حاضر فيها رئيس العائلة الإنجيلية في المجلس القس الدكتور حبيب بدر ومستشار السياسات والتواصل في مجلس كنائس الشرق الاوسط الأستاذ زياد الصائغ وبإدارة المدير الوطني للأعمال الرسولية البابويّة في لبنان الأب روفائيل زغيب. استهلّ القسّ بدر الكلام، لافتًا الى أن”ّمهمّتنا تكمن في اقتحام الجحيم، فالمسيح فعل ذلك وقدّم لنا مثالاً نحتذي به”، وشدّد على أنّ “الجحيم لا يعني الموت فقط، فالجحيم في كل مكان: في الفقر والحروب والمعاناة والمرض”.
الأستاذ زياد الصائغ
بدوره شدّد الصائغ على أنّ “جغرافيا الإرهاب المتلبّسة خلايا عنقوديّة بتمظهراتٍ دينيّة تؤشّر الى أن أحداً لم يعُد في مأمن”. واعتبر أنّ” ما نعيشه مشهديّة مواجهات عبثيّة لا تمّت بصِلة الى كرامة الإنسان، وسلام المجتمعات، ودبلوماسية حلِّ النزاعات”.
وإذ رأى أنّ إنسان الشرق الأوسط ينزف، سلّط الصائغ الضوء على أنّ العالم بتشكّلاته منكبٌ على معالجة عوارِض هذا النزف. وأضاف “لم نتمكّن معاً حتى الساعة من مقاربةٍ جذرية لمسبّبات هذا النزف”.
مجلس الكنائس العالمي
ثمّ تلت السيّدة كارلا خيجوان مديرة دائرة الشرق الأوسط في مجلس الكنائس العالمي رسالة من الأمين العام للمجلس أولاف تفايت، حيّى فيها المجلس والشركاء “باسم مئات ملايين المسيحيّين في العالم الذين يلتفتون إلى هذه المنطقة اليوم، ويثنون على جهود إرساء السلام العادل”.
وأثنى تفايت على إبراز مجلس كنائس الشرق الأوسط لموضوع كرامة الإنسان هذه السنة، معتبرًا أنّ كرامة الإنسان “هي الجسر الفكريّ بين لغة المؤسسات الإعلاميّة الدنيويّة، واللغة اللاهوتيّة في الكنائس”.
د. ثريا بشعلاني
من جهتها، قالت الأمينة العامّة لمجلس كنائس الشرق الأوسط ثريا بشعلاني في كلمتها إنّ عام 2018 “إنتهى بعلامة أمل على الرغم من الاختبارات التي نمرّ بها”. وأشارت إلى أنّ هذا الاجتماع سيسلّط الضوء على أماكن الإيمان والأمل وسيكون بمثابة شاهد على ما تمّ تحقيقه معًا منذ أيار/مايو 2018 إلى نيسان/ أبريل 2019 في خدمة الحياة”.
وحدّدت بشعلاني أربعة محاور لاستراتيجيّة وخطة عمل المجلس هي:
1-تطوير العلاقات بين المسيحيين من خلال تعزيز المبادرات المسكونيّة والشهادة المشتركة في خدمة المجموعات المهمّشة.
2-إرساء الحوار بين الكنائس والمساهمة في إتخاذ مواقف نبويّة مشتركة إزاء المستجدات في المنطقة.
3-بناء العلاقات وتنمية التواصل بين المسيحيين وشركائهم في المجتمعات الشرق أوسطيّة.تطوير الحوار والتعاون بين المسيحيين والمسلمين في خدمة المواطنة والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.
4-إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي لتعزيز الروح المسكونيّة، التعليم والتواصل لإحداث تغيير في الرأي العام المحلي والإقليمي والعالمي.
وتحدّثت الأمينة العامّة عن الأنشطة المختلفة لدوائر المجلس كمقدّمة للتقارير التي عُرضت فيما بعد.
بعد التقاط الصورة الرسميّة التذكارية واستراحة الغداء، عاد المجتمعون للتباحث في أنشطة دوائر المجلس، حيث عرضت كل دائرة تقريراً عن إنجازاتها ومشاريعها المستقبليّة، وكانت مناقشة بين رؤساء الدوائر والشركاء حول المشاريع المستقبلية وكيفية دعمها.