مجلس كنائس الشرق الأوسط في المؤتمر الثّاني لمبادرة المجوس: الشرق ⇆ الغرب
معًا نشهد لكلمة اللّه ونبني الجسور شرقًا وغربًا
بالتعاون مع مجلس كنائس الشرق الأوسط، St. Mellitus College ومركز كامبريدج للمسيحيّة حول العالم، عقدت جمعيّة الكتاب المقدّس البريطانيّة والأجنبيّة (BFBS) وجمعيّة الكتاب المقدّس في لبنان وسوريا والعراق، المؤتمر الثّاني في إطار "مبادرة المجوس: الشرق ⇆ الغرب"، تحت عنوان "بناء الجسور بين المسيحيّين عبر نشر كلمة اللّه، بهدف دعم مجتمعاتهم خلال الأوقات الحرجة"، بين 12 و14 أيّار/ مايو 2022 في كامبريدج في إنجلترا. وذلك بعد مرور أكثر من عامين على المؤتمر الأوّل الّذي انعقد شرقًا في بيروت بين 10 و12 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2019، وما تخلّلهما من تداعيات خطرة ناجمة عن تفشّي جائحة كورونا.
هدف المؤتمر الّذي شارك فيه مدير دائرة الشّؤون اللّاهوتيّة والعلاقات المسكونيّة في مجلس كنائس الشرق الأوسط الأب أنطوان الأحمر إلى جانب قيادات روحيّة من مختلف العائلات الكنسيّة في الشرق والغرب وممثّلين عن جمعيّة الكتاب المقدّس، إلى تقريب المسافات وتعزيز الحوار في ما بينهم، البحث في سُبل التعاون معًا من أجل دعم الآخر لا سيّما المجتمعات الأكثر ضعفًا، وفهم وترسيخ تعاليم الكتاب المقدّس والرّوحانيّة الشّرقيّة المرتكزة على المنح الدراسيّة الغربيّة.
أُقيم حفل الإفتتاح في Westminster College Hall مساء الخميس 12 أيّار/ مايو 2022 بحضور حوالي 50 مشاركًا من مختلف الكنائس ودول العالم، حيث تخلّله كلمات ترحيبيّة عدّة من أولدي مورافا، مدير البعثة الدوليّة في BFBS، د. موثوراج سوامي، مدير مركز كامبريدج للمسيحيّة حول العالم الّذي استضاف حفل الإفتتاح، د. مايك باسوس، الأمين العام والرئيس التنفيذيّ لجمعيّة الكتاب المقدّس في لبنان، حيث سلّط الضوء على الدروس المستفادة الّتي يمكن أن تسخلصها الكنيسة والمنظّمات التابعة لها من مختلف الأزمات الّتي واجهتها والخلاصات الثلاث الّتي توصّل إليها المؤتمر الأوّل من مبادرة المجوس.
هذا إضافةً إلى كلمة وجّهها حضرة القسّ د. غراهام توملين، أسقف كينسينغتون، مدير St. Mellitus College وعضو في المجموعة التوجيهيّة، تمحورت حول موضوع المؤتمر، نعمة المنفى، مشدّدًا على أهميّة هذه اللّقاءات الحواريّة والثّقافيّة.
من جهّته، ألقى الأب أنطوان الأحمر كلمةً تحدّث فيها عن قصّة المجوس الّذين جاؤا إلى الأراضي المقدّسة من أجل لقاء ملك الملوك السيّد يسوع المسيح، حيث ألهمت فريق مجلس كنائس الشرق الأوسط في اختيارهم لموضوع "أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين" الفائت في كانون الثّاني/ يناير 2022 وفي تحضيراتهم لهذه المحطّة المسيحيّة السّنويّة. وفي هذا السّياق، ركّز الأب أحمر أيضًا على أهميّة تغيير اتّجاهاتنا في سبيل إعادة اكتشاف دعوتنا الحقيقيّة في خضمّ الأزمنة العصيبة.
بدوره، أشاد سيادة الأنبا أنجيلوس، أسقف لندن في الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة، ورئيس جمعيّة الكتاب المقدّس البريطانيّة والأجنبيّة (BFBS) بمبادرة المجوس الحواريّة في البعدين الشّرقيّ والغربيّ خصوصًا وأنّه رئيس لكنيسة شرقيّة في الغرب وبالتّالي بإمكانه أن يفهم الواقع الّذي يعشيه الشّرق والغرب وأبرز تحدّياتهما.
كما دعا سيادة المطران جورج بقعوني، رئيس أساقفة بيروت للرّوم الملكيّين الكاثوليك ونائب رئيس جمعيّة الكتاب المقدّس في لبنان، المشاركين للتفكير برسالة الكتاب المقدّس لا سيّما في الظّروف الصّعبة واستخلاص العبر من رواية نفي شعب اللّه.
بعدها عُرضت مداخلتين عبر الفيديو لكلا من السيّدة كارلا خيجويان، المديرة التنفيذيّة لبرنامج الشرق الأوسط في مجلس الكنائس العالميّ، والسيّدة فيونا بروس، عضو البرلمان البريطانيّ والمبعوثة الخاصّة لحريّة الدين والمعتقد. وختامًا قدّم القسّ د. جوشفا رجا جون، رئيس BFBS’ International Bible Advocacy Center، خلاصة حيث تلا بعدها الصّلاة الختاميّة.
أمّا يومي الجمعة 13 والسّبت 14 أيّار/ مايو فقدّم المشاركون أوراق عمل وملفّات تمّ مناقشتها حول المواضيع الفرعيّة الّتي اختيرت للمؤتمر وهي نعمة المنفى: تأمّل من الكتاب المقدّس حول سُبل بناء الشّخصيّة في المشقّات، الظّروف الرّاهنة الّتي يشهدها المسيحيّون وسط ضغوط عدّة، وأمثلة عمليّة لعيش الكتاب المقدّس والشّهادة في ثقافاتنا.
في ختام المؤتمر أصدر المشاركون بيانًا تضامنوا فيه مع المسيحيّين في العالم لا سيّما وأنّ كُثر منهم يتألّمون جرّاء الضغوط والأزمات والصّراعات الّتي يمرّون بها، فيتمسّكون بالإيمان والشّهادة والخدمة. كما أكّدوا على ضرورة العمل معًا والتكاتف والتضامن من أجل الإستجابة لكلّ الحاجات الطارئة ودعم الآخر. هذا وشدّد مؤتمر المجوس أيضًا على أهميّة تجسيد رجائنا المشترك في المسيح بالإيمان والشّهادة.
إلى ذلك، اتّفق المشاركون على الحقائق العلمانيّة والحفاظ على الوجود المسيحيّ، مدركين أهميّة التجذّر بالأرض. وفي نهاية المؤتمر تعهّدوا جميعًا بتعزيز الصّداقات الّتي تجمعهم والرّوابط بين المسيحيّين شرقًا وغربًا كتعبير عن الإيمان والرّجاء بالمسيح المتجذّر في الكتاب المقدّس وعن الشّهادة المسيحيّة المشتركة.