تأمّل غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا: الأحد السابع والعشرون من الزمن العادي ب
تجدون في التالي تأمّل غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للّاتين، في الأحد السابع والعشرون من الزمن العادي ب، الأحد 6 تشرين الأول/ أكتوبر 2024.
مرقس 10: 2-1
في مقطع الإنجيل اليوم (مرقس 10: 2-16)، نرى أن يسوع، بعد وصوله إلى اليهودية (مرقس 10: 1)، يتعرض لعدة أسئلة من بعض الفريسيين حول إمكانية أن يطلّق الرجل زوجته.
نجد مفتاحًا لفهم هذه الكلمة في بداية الحوار، عندما يسأل الفريسيون ما إذا كان الطلاق جائزًا (مرقس 10: 2). بعد قليل، يؤكد الفريسيون أنفسهم أن موسى سمح بكتابة صك الطلاق للانفصال عن الزوجة (مرقس 10: 4).
ما يهم هؤلاء الفريسيين هو معرفة ما يمكن فعله وما لا يمكن فعله، وما تسمح به الشريعة وما ليس كذلك. هم لا يفكرون في اتخاذ القرار بأنفسهم، بضميرهم أمام اللّه. ولا يفكرون أيضًا في أن القلب هو المكان الذي تُعرَف فيه الشريعة الوحيدة التي أعطاها اللّه للإنسان، وهي شريعة المحبة.
وراء هذه الأسئلة نجد طريقة مختلفة لفهم الحياة الدينية، والعلاقة مع اللّه ومع الآخرين، وحتى الحياة نفسها. بالنسبة لهؤلاء الفريسيين، تتمثل الحياة الدينية في الامتثال لبعض القواعد والالتزام ببعض الحدود. بمجرد فعل ذلك، يشعرون بأنهم في سلام مع اللّه ومع الجميع.
لا يجب أن نخدع أنفسنا بأن هذا التفكير مرتبط ببعض الناس المتشددين في الشريعة: فخلف سؤال بطرس حول كم مرة أغفر لأخي، نجد في الحقيقة نفس المنطق (متى 18: 21). وهذه أيضًا طريقة مريحة للعيش، لأن الشريعة ضرورية، ويسوع لا يناقض الشريعة. الشريعة موجودة لتضمن الحد الأدنى المطلوب. إنها تضع حدودًا لواجباتنا، ولا تطلب منا مساحة للعطاء المجاني، ولا تأخذنا إلى ما هو أبعد من العدل. في النهاية، تبرر الشريعة أنانيتنا وقسوة قلوبنا "لصلابة قلوبكم كتب لكم هذه الوصية" (مرقس 10: 5).
ينقل يسوع المحور بالكامل: فالمعيار لحياتنا الإيمانية ولتصرفاتنا الأخلاقية ليس الشريعة فقط، بل ما خُلقت حياتنا من أجله، والدعوة التي دُعي إليها كل واحد منا، والكرامة العظيمة المتأصلة في خلق اللّه للإنسان. الشريعة ليست معيار التمييز، بل دعوة كل فرد. ليست بشيء خارجي يقودونا إلى ما يجب فعله، بل دافعاً داخليًا يحدد هويتنا.
لنعرف ما يجب علينا فعله، يجب أن ننظر إلى ما يمكننا فعله: يمكننا أن نشفق، أن نستقبل، أن نولي الانتباه، أن
نغفر...؛ يمكننا أن نعيش على صورة ومثال اللّه…
هذا التأمّل نُشر على موقع بطريركيّة القدس للّاتين، لقراءة المزيد إضغط هنا.