الكنيسة الى اين؟ يجب أن نحدد خيارنا، مع من نقف؟
بقلم غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو
تجدون في التالي مقالًا بقلم غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم، والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط، بعنوان "الكنيسة الى اين؟ يجب أن نحدد خيارنا، مع من نقف؟".
غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو/ روما
على ضوء مشاركتي لاسبوعين في الجلسات العامة للسينودالية بروما اكتب هذه الخاطرة. وأوَد التنويه عن أنني أتكلم عن الكنيسة بشكل عام وليس عن حالات معينة. أتكلم عن الكنيسة السينودالية كتحوّل نموذجي لتكون رسالتها نبوية مؤثرة في مجتمع اختلف كثيراً.
أسّس المسيح الكنيسة لخدمة جميع الناس. قال للرسل بوضوح: “اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا” (مرقس 16/ 15). هذه الرسالة حركة نحو الله ونحو الناس.
يجب ان يدرك الشرقيون الكاثوليك انهم في الكنيسة الجامعة وليسوا كنائس مستقلة. إنهم في الشركة في جسد المسيح والوحدة والمسيرة. عليهم الالتزام بقوانينها وتعليماتها. اذكر وثائق المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني الاصلاحية قبل خمسين عاماً، والسينودس من أجل الشرق، وسينودس العائلة والشباب وحالياً السينودالية. من المؤسف ان كنائسنا الشرقية قلّما ترجمت هذه التعليمات الغنية الى الواقع. أتمنى من الكرسي الرسولي ان يطالب الكنائس الشرقية بقوة، تطبيق قرارات المجامع والسينودسات العامة لكي تتقدم وتواكب العصر! للكنيسة صوت نبوي لا ينبغي ان يَبُحّ !
حيوية الكنيسة هي في رسالتها وطريقة قيامها بنقلها عملياً “الشركة والمشاركة” أي السينودالية: “السير معاً، والعمل معاً” كما يؤكد السينودس في سبيل السينودالية (روما 2-27 تشرين الأول / اكتوبر 2024)، وكما يتعين على الكنائس الشرقية ان تعتمد الطريقة نفسها في سينودسها. السينودالية الصحيحة هي في طبيعة الكنيسة ورسالتها. السينودالية – المجمعية والسلطة يعملان معاً للتمييز واتخاذ القرار المناسب. انها قاعدة نجاحها في حمل رسالتها وحمل الرجاء للناس خصوصاً في الآمهم وفي ظروف الحرب التي تعيشها منطقتنا حالياً. هذا الاهتمام نابع من الإنجيل. نأمل ان يترجم حجّ السنة المقدسة 2025 الذي أعلنه قداسة البابا فرنسيس الى التوبة والأمل في تحقيق السلام للعالم، وليس تحويلها الى ظاهرة سياحية!…
هذا المقال نُشر على موقع البطريركيّة الكلدانيّة في بغداد، لقراءة المزيد إضغط هنا.