عظة غبطة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي في أحد تقديس البيعة
تجدون في التالي عظة غبطة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، في أحد تقديس البيعة، يوم الأحد 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، في الصرح البطريركيّ في بكركي، لبنان.
"أنت هو المسيح إبن الله الحيّ" (متى 16: 16).
1.على سؤال يسوع لتلاميذه مباشرةً: "وأنتم من تقولون أنّي هو" (الآية 15)، كان جواب سمعان بطرس من دون تردّد: "أنت المسيح إبن الله الحي"(الآية 16). فامتدحه يسوع على جوابه بالصواب، لأنّه جواب الإيمان. فالإيمان عطيّة من الله، نعمة منه، إلهام من الروح القدس الذي ينير عقل الإنسان، ويحرّك قلبه نحو الله، فيرى الحقيقة ويقبلها في عقله مقتنعًا بها، وفي قلبه محبًّا لها، ويُخضع إرادته لها عاملًا بموجبها. هذا هو الإيمان، إيمان سمعان بطرس.
2. يسعدني أن أرحّب بكم جميعًا، وأن نحتفل معًا بهذه الليتورجيا الإلهيّة التي نبدأ بها السنة الطقسيّة الجديدة، مع تحيّة خاصّة للسيّدة باترسيا زوجة الدكتور إيلي صفير، فيما نقدّم هذه الذبيحة الإلهيّة لراحة نفوس والديها وهبة وأنطوانيت وهبة، وشقيقها فيليكس، وإبن شقيقها ريان.
3. السنة الطقسيّة التي تبدأ في هذا الأحد وتنتهي في آخر أحد من شهر تشرين الأوّل، نحتفل مع الكنيسة وفيها، بكلّ الأحداث الخلاصيّة المرتبطة بحياة يسوع، وبخاصّة بتجسّده وظهوره، وصومه، وموته، وقيامته، وإعطائه الروح القدس، وانتظار مجيئه الثاني بالمجد.
تتميّز السنة الطقسيّة بطابعها التربويّ، إذ تختصر في سنة واحدة، الأحداث الخلاصيّة في حياة يسوع وتعليمه، جامعةً بين الكتاب المقدّس والليتورجيا، فتعكس كنيستنا المارونيّة ارتباطها بالكتاب المقدّس الذي يشكّل روحانيّتها الراسخة وقلبها النابض، إذ لا تقرأه فقط، بل تتأمّل مضامينه، وتشرحه، وتنشده وتصلّيه.
4. "أنت المسيح إبن الله الحيّ"(متى 16: 16). هذه هي الحقيقة التي ولّدها الإيمان عند سمعان بطرس. وهي أنّ يسوع هو المسيح المنتظر الذي تكلّم عنه الأنبياء؛ وهو إبن الله الذي صار إنسانًا ليكلّمنا عن الله، ويكشف لنا وجهه؛ وهو المسيح المرسل من الآب ليفدي البشر؛ وهو إبن الله الحيّ أي أنّه إله إبن إله، وإنّه حيّ لا كآلهة الأصنام ولا كالقياصرة الذين عبروا وماتوا، وأنّه قريب منّا متعامل معنا بمحبّته وكلمته ومشاعره الإنسانيّة.…
هذه العظة نُشرت على صفحة البطريركيّة الأنطاكيّة السريانيّة المارونيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.