غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو ينشر تعليمات حول صوم 2025
نقلاً عن موقع البطريركيّة الكلدانيّة في بغداد
تجدون فيما يلي التعليمات الصادرة عن غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم، والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق، بمناسبة حلول زمن الصوم المقدس لعام 2025.
البطريركيّة الكلدانيّة في بغداد
هدف الصوم التغيير: الصوم زمنُ يسلط الضوء على أهمية تعميق وعي المؤمن المسيحي بايمانه، وإزالة كل شيء يعيق تجسيده في تفاصيل حياته اليومية. زمن يدعو الخاطيء والمعاند والعاصي الى التوبة، أي ليوظف فيه كلّ شيء لاصلاح ذاته، والامتناع عن ارتكاب الخطيئة بكل اشكالها، ليغدو أكثر قربا من الله ومن الاخرين. زمن للاصغاء الى كلمة الله والتأمل فيها والى ضميره ليحول الخطأ الى الندامة والانكسار والعزم على نبذها. زمن يطلب المغفرة ممن اساء اليهم، ومغفرة من أساءوا اليه ليعود الى الله نقيّاً والى اخوته وكنيسته الأم بعلاقات صادقة للعيش بالسلام الداخلي، لاسيما ونحن في سنة يوبيل الرجاء.
باختصار الصوم زمن إصلاح الذات، وترويض الغرائز، والتخلي عن الكبرياء و العصيان والتحلي بالفضيلة خاصة فضيلة التواضع والطاعة. يقول النبي يوئيل “مَزِّقوا قُلوَبَكم لا ثِيابَكم، وأرجِعوا إِلى الرَّبِّ إِلهكم، فإِنَّه حَنونٌ رَحيم، طَويلُ الأَناة، كَثيرُ الرَّحمَة ” (يوئيل2/13). لا يقوم الصوم على الجانب المادي فحسب، بل على صوم (صمت) اللسان، وصوم الجسد، و الحواس، و العقل.. صوم اللسان هو في عدم التلفظ بكلام شرير او قاس، ولايجعلك تلفظ كلمة غضب، وكلاماً مثيراً للجدل، ولاتمل الى النميمه والافتراء . صوم الحواس هو عندما لاتُثير افكاراً ضيقه تهدم كلَّ خير” ( إبراهيم النثفري، ساكو اباؤنا السريان، دار المشرق 2012 ص 258). .
ممارسة الصيام:
الإمساك عن الطعام من نصف الليل وحتى الظهر، وبالانقطاع عن تناول اللحوم ومشتقات الحليب والبيض. يُعفى منه الأطفال و الأشخاص كبار السن والمرضى.
نظرًا لتعقيدات الحياة ومتطلبات العمل، حصرت الكنيسة الصوم الإلزامي في الأسبوع الأول والأسبوع الأخير الى مساء سبت النور، اما في الأيام الأخرى يمكن إيجاد طريقة أخرى للصيام مثلا عن التدخين وتناول الكحول واللحوم. لكن يبقى الصيام طوال الزمن امراً ممدوحاّ.
لا يُصام يوم الاحد لانه احتفال بيوم الرب.
روحانية الصوم
الصوم زمن نخصص فيه وقتا أكبر للصلاة الشخصية، والليتورجية مع الكنيسة. صلاة حقيقية تغير السلوك، وليست مجرد ترديد كلمات لا تغير الواقع. من المؤسف ليس كل صائم يصوم ولا كل مصلٍ يُصلي!
الصوم زمن الصدقة-الرحمة، أي التفكير بالاخ المحتاج: الفقير والمهاجر والعاطل عن العمل زالمريض والوحدتني والمهمش الخ، والتضامن معه، ومد يد العون له مباشرة او عن طريق الكنيسة. يقول اشعيا النبي: “ أَلَيسَ الصَّومُ الَّذي فَضَّلتُه هو: حَلُّ قُيودِ الشَّرِّ، وفَكُّ رُبُطِ النِّير، وإِطْلاقُ المَسْحوقينَ أَحْراراً، وتَحْطيمُ كُلِّ نير؟ أَلَيسَ هو أَن تَكسِرَ للجائِعِ خُبزَكَ، وأَن تُدخِلَ البائسينَ المَطْرودينَ بَيتَكَ، وإذا رَأَيتَ العُرْيانَ أن تَكسُوَه”؟ (اشعيا 58/6-7).
يقول البابا فرنسيس في رسالته المقتضبة لزمن الصوم” أنه من الضروري أن “نسير معًا في الرجاء، لأنه قد أعطي لنا الوعد”، لأن “الرجاء لا يخيب” (رومية 5: 5).هذه هي الدعوة إلى التوبة، وهي الرسالة المركزية لليوبيل، “دعوة إلى الرجاء.. محور مسيرتنا في الصوم نحو انتصار الفصح”. (رسالة البابا فرنسيس لصوم 2025).
يا رب ارحمنا، يا رب تقبل صومنا و صلاتنا، يارب إرضَ عنّا.
هذا الخبر نُشر على موقع البطريركيّة الكلدانيّة في بغداد.