المشرق وفيروس كورونا من المواجهة إلى التعافي

ندوة إلكترونيّة لمجلسي الكنائس العالمي والشرق الأوسط

الأمين العام د. ميشال عبس: فيروس كورونا ليس مرسلًا من الله إلى البشريّة كي يكبّلها بل هي الّتي أساءت للطبيعة

نظّم مجلس الكنائس العالمي بالتّعاون مع مجلس كنائس الشرق الأوسط في 14 حزيران/ يونيو ندوة إلكترونيّة دوليّة ضمن إطار برنامج Pilgrimage of Justice and Peace، حملت عنوان "فيروس كورونا في زمن الإضطرابات، الأزمات الإقتصاديّة والصّراعات الإجتماعيّة والسياسيّة" الّتي يشهدها الشرق الأوسط.

شارك فيها الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس متكلّمًا إلى جانب عدد من المتخصّصين والمسؤولين من مختلف دول المنطقة من لبنان والأردن والعراق وفلسطين... وتمحورت حول الوضع الإقتصاديّ، الإجتماعيّ والسياسيّ في المشرق، الواقع الصحّي والطبيّ، الوصول إلى الفحوص واللّقاحات، اللّاجئين، الشّباب، ودور المؤسّسات الدينيّة في مواجهة فيروس كورونا.

WCC MECC Webinar .PNG

أدار النّقاشات عضو اللّجنة التنفيذيّة في مجلس كنائس الشرق الأوسط سيادة المطران إبراهيم عازار من الكنيسة الإنجيليّة اللّوثريّة في الأردنّ والأراضي المقدّسة حيث استهلّ اللّقاء بصلاة إفتتاحيّة على نيّة ترسيخ محبّة الله لنا في أفكارنا وأعمالنا. ووصف بعدها حملات التلقيح في الأردنّ قائلًا "يحظى التطعيم في منطقتنا اليوم بقبول ملحوظ من قبل بعض السكّان ولكن يبحث قسم آخر منهم عن أجوبة لأسئلة ومخاوف تراودهم"، مضيفًا "لا يزال كُثر منهم قلقون من إمكانيّة حدوث بعض العوارض الجانبيّة بعد 5 أو 7 سنوات".

WCC MECC Webinar 1.PNG

بدورها ألقت نائبة الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي د. إيزابيل أباو فيري كلمةً شدّدت فيها على أنّ جميع البشر جزء من جسد واحد في المسيح، في إطار رحلة حجّ مشتركة من أجل العدالة والسّلام، "نحن مرتبطون معًا كإنسانيّة واحدة على كوكبنا الواحد". وأشارت إلى أنّ "المعاناة الّتي يشعر بها كلّ شخص في منطقة واحدة أو عائلة واحدة تؤثّر بالتّالي على سائر الأفراد"، داعيةً إلى أن "نبني معرفتنا وحكمتنا على أساس الرّحمة والتّعاطف كجسد واحد في المسيح وذلك للتغلّب على الأزمات الّتي تحيط بنا".

من جهّته، تطرّق الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس في الجلسة الحواريّة الأولى إلى نظرة النّاس تجاه فيروس كورونا معتبرًا "أنّ كوفيد-19 ليس مرسلًا من الله إلى البشر كي يكبّلهم"، بل رأى أنّ البشر "يقومون بخطوات ضدّ إرادة الله، تعاليم الإنجيل والقيم الإنسانيّة. لقد عمدوا إلى تحقيق أهداف أساءت بالطبيعة وجعلتها تتحمّل أكثر ما يمكنها تحمّله". كما قدّم د. عبس لمحة موجزة وتحليلات حول الوضع الإقتصاديّ، الإجتماعيّ والسياسيّ في الشرق الأوسط، عارضًا تداعيات فيروس كورونا الكارثيّة على مختلف الصّعد في لبنان وإقليميًّا.

في الجلسة التالية عرض إختصاصي الأمراض المعديّة د. جاك مخباط واقع فيروس كورونا وتطوّره في لبنان منذ اكتشاف الإصابة الأولى في شباط/ فبراير 2020، وأبرز المحطّات السلبيّة والإيجابيّة الّتي مرّت بها البلاد جرّاء تفشّيه، إضافةً إلى حملات التلقيح والعمل من أجل الوصول إلى مرحلة التعافي.

بعدها قدّم عضو مجلس الأعيان الأردنيّ وعضو اللّجنة التنفيذيّة في مجلس كنائس الشرق الأوسط د. عوده قوّاس تقريرًا موجزًا عن وضع الوباء في الأردن، الحصول على اللّقاحات وخطط التطعيم فيه. وكذلك شرح د. عادل إسحاق من العراق تداعيات فيروس كورونا على مختلف الصّعد في البلاد، كما انتشاره في مخيّمات اللّاجئين، والخطوات المنوي تحقيقها من أجل التغلّب على العدوى.

في جلسات أخرى، أجرت السكرتيرة الإقليميّة للإتّحاد العالمي المسيحي للطلبة في الشرق الأوسط الآنسة ميرا نعيمة حديثًا حول حال الشّباب في لبنان والمنطقة إزاء تفشّي فيروس كورونا، إضافةً إلى مخاوفهم وهواجسهم جرّاء انتشاره وكيفيّة مساعدتهم في مواجهته. كما تناول القاضي في المحكمة الروحيّة في صيدا، لبنان، والأستاذ الجامعيّ سماحة الشيخ محمّد أبو زيد ما قامت به دور العبادة والمؤسّسات الإسلاميّة من أجل التأقلم مع الوباء ووقوفها جانب المؤمنين. أمّا رئيس رابطة الكليّات والمعاهد اللّاهوتيّة في الشرق الأوسط والتابع لمجلس كنائس الشرق الأوسط الأب الدكتور طانيوس خليل فعرض بدوره دور الكنائس في ظلّ هذه الأزمة الصحيّة وانتقالها إلى العالم الرقميّ كي يتمكّن المؤمنون من الحفاظ على حياتهم الروحيّة.

في سياق اللّقاء قدّم المتكلّمون إحصاءات حول الإصابات بفيروس كورونا وحالات الوفاة والشفاء في الشرق الأوسط، كما وتمكّن الحاضرون من طرح أسئلتهم على المتكلّمين. واختُتمت الندوة بخلاصة حول أبرز ما تمّت مناقشته من محاور في الجلسات.  

Previous
Previous

في عيد العنصرة تجديد للإيمان وانتقال إلى النّور الحقيقيّ

Next
Next

مستجدّات فيروس كورونا كوفيد-19 في الشرق الأوسط