عقب إنفجار 4 آب/ أغسطس، لبنان في مأزق مأساويّ لا أفق لنهايته
مصدر الصورة: https://www.alquds.co.uk/.
يعيش لبنان اليوم أخطر ظروف مرّ بها عبر التاريخ وعلى الصّعد كافّة، حيث تشهد البلاد حاليًّا إحدى أسوأ الإقتصادات في العالم. وذلك مع الأخذ بعين الإعتبار الحرب الأهليّة الّتي استمرّت 15 عامًا والّتي أدّت إلى عدد هائل من الضحايا وتسبّبت بأضرار إقتصاديّة وماديّة جسيمة.
جاء إنفجار بيروت الّذي يُعتبر من أكثر الإنفجارات الكارثيّة على كوكب الأرض ليوضح أنّ ثمّة أخطاءً قد تطيح بالبلاد وتؤدّي إلى إنهياره. بالتّالي، أصبح مصطلح "الفساد المتعمّد" يُستخدم اليوم لوصف الوضع اللّبنانيّ حيث بات مؤكّدًا أنّ الأزمات والظّروف الّتي يشهدها لبنان أبصرت النّور عن قصد وبعد تخطيط ممنهج.
أمّا منذ إنفجار 4 آب/ أغسطس الفائت فقد تمّ طرح الكثير من نظريّات المؤامرة، ولكن من دون أي جدوى حيث لم يتمّ إثبات صحّة أيّ منها. مع ذلك، ما زال اللّبنانيّون ينتظرون نتائج التحقيق الرسميّة الّتي سيتمّ الإعلان عنها قريبًا كـ"إكتشاف صادم"، لكنّهم يدركون جيّدًا أنّ التحقيق الّذي تقوده الحكومة اللّبنانيّة لا يشفي غليلهم وبالتّالي لم تعد آمالهم متعلّقة به. لذا يطالب العديد من المواطنين إلى جانب قائمة من المنظّمات الدوليّة بأن تجري الأمم المتّحدة تحقيقًا محايدًا وشفّافًا.
حتّى الآن، لم تتحقّق أي نتيجة مرجوّة والتحقيق المحلّي يبقى في الوقت الحالي الفرصة الوحيدة لمعرفة ولو ما نسبته 1% من الحقيقة. آملين أن يحصل اللّبنانيّون في الشّهرين المقبلين على الإجابات الّتي يتوقون لمعرفتها. لكن إن لم يتلقّوا أيّ نتيجة ملموسة ستشتدّ التشنّجات تجاه السّلطة وكلّ المسؤولين عن الإنفجار، ما يؤدّي إلى تزعزع أمنيّ وعدم إستقرار إجتماعيّ وإقتصاديّ.
من أب مكسور إلى أمل في التغيير: الجزء الثاني
قُبيل بدء تصويت نقابة المهندسين، دعا بول نجّار المنتخبين إلى دعم لائحته قائلًا "صوّتوا لزملائي في تحالف "النقابة تنتفض"، اللّائحة الحقيقيّة الوحيدة لمرشّحي الثّورة ضدّ الطبقة الحاكمة المجرمة وغير الكفؤة". 28 حزيران/ يونيو 2021، الصورة: https://www.thenationalnews.com/.
حقّق بول نجّار، والد ألكسندرا ضحيّة إنفجار بيروت الهائل والبالغة من العمر 3 أعوام، فوزًا ساحقًا على تحالف الأحزاب السياسيّة التقليديّة في لبنان في الجولة الأولى من إنتخابات نقابة المهندسين؛ بحيث تمكّنت لائحة "النقابة تنتفض" من الحصول على 221 صوتًا من أصل 283 مقعدًا بإقبال قياسيّ بلغ 8000 ناخب.
من خلال الفوز هذا يسترجع اللّبنانيّون أملهم في أنّ النّاس قد بدأوا بتجريد أنفسهم من الإنتماءات السياسيّة والتمسّك بعقلية جديدة لها أهميّة كبرى لإعادة بناء لبنان جديد. ومن المنتظر أن تجري في 18 تمّوز/يوليو الجولة الثانية لإنتخاب رئيس وأعضاء مجلس النقابة. أمّا الإنتصار المرتقب للتحالف الجديد فقد يبرهن على أنّ طريق التغيير في البلاد قد بدأ يلوح في الأفق، بحيث تشكّل الإنتخابات النيابيّة المحطّة التالية لتحقيق هذه الأهداف المرجوّة.
هل فشل الإغتيال الأخير؟
عاش الهاشم وإبناه لحظة وقوع الإنفجار في مكتبه حيث وصفه بأنّه "ضخم للغاية". علمًا أنّه لم ترِد أي معلومات عن وقوع إصابات ولكن لحقت بالمكتب أضرارًا ماديّة جسيمة. 29 حزيران/ يونيو 2021 ، الصورة: https://www.the961.com/.
دوّى انفجار قويّ في مكتب المحامي صخر الهاشم في بيروت حيث إقتصرت الأضرار على الماديّات فقط، فلحسن الحظّ لم يكن الهاشم وإبناه موجودون في الغرفة الّتي انفجرت فيها العبوة النّاسفة. لكن أثار الحادث دهشة كبيرة محليًّا لأنّ المحامي الهاشم على صلة بتحقيقات إنفجار بيروت ممثّلًا المتّهمين رئيس اللّجنة الموقّتة لإدارة واستثمار مرفأ بيروت حسن قريطم ورئيس مصلحة الأمن والسّلامة في المرفأ محمّد زياد العوف.
وتجدر الإشارة أنّ الهاشم معروف بتولّيه عادةً القضايا الصّعبة والمستحيلة الفوز، ما جعله هدفًا محتملًا لهذه الجريمة الّتي تعمل قوى الأمن في الوقت الحالي على كشف حقيقتها، وبالتّالي على محاولة تحديد سبب الإنفجار إن كان مجرّد حادث أو رسالة.
في بلد قد نُفذّت فيه إغتيالات عدّة خصوصًا عقب إنفجار بيروت، لا تفيد التحقيقات في غالبية الأوقات بكشف الحقائق لأنّ النتائج والتداعيات قد تكون واضحة. في هذا الإطار، توضح الحادثة الأخيرة هذه مدى خطورة العصابة المجرمة الّتي تمسك بمصير البلاد والّتي قد تعيق مسار أي تحقيق.
دائرة التواصل والعلاقات العامة