الكرامة الإنسانيّة واللّاجئون الفلسطينيّون
طاولة مستديرة من تنظيم مجلس كنائس الشرق الأوسط
الأمين العام د. ميشال عبس: في المجلس تعاملنا خلال هذه الحروب مع المشرد الفلسطيني، الذي تكرموا عليه بلقب لاجئ، في شتى مخيمات اللجوء وكانت مؤسستنا السباقة في خدمة هؤلاء المشردين
في إطار سلسلة ندواته الشّهريّة، نظّم مجلس كنائس الشرق الأوسك طاولة مستديرة بعنوان "الكرامة الإنسانيّة واللّاجئون الفلسطينيّون"، يوم الخميس 27 تمّوز/ يوليو 2023، في مقرّ الأمانة العامة للمجلس في بيروت، بمشاركة متحدّثين من لبنان وفلسطين حضوريًّا وعن بُعد. شاركت في الندوة مجموعة من الأساتذة الجامعيّين والمتخصّصين وعدد من الطلّاب في مكاتب مجلس كنائس الشرق الأوسط أو تابعوا إلكترونيًّا عن بُعد.
تضمّنت الندوة الّتي بُثّت مباشرة على صفحة مجلس كنائس الشرق الأوسط على موقع فيسبوك، جلستين من الساعة التاسعة والنصف صباحًا وحتّى حوالي الثانية من بعد الظهر. تمحورت الجلسة الأولى حول "الواقع القانوني والإجتماعي للّاجئين الفلسطينيّين، أمّا الجلسة الثانية فكات بعنوان "سياسات الحدّ من معاناة اللّاجئ الفلسطيني".
استُهلّت الطاولة المستديرة بكلمة الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس الّذي تحدّث فيها عن قضيّة اللّجوء الفلسطيني والتهميش الّذي يتعرّض له اللّاجئون الفلسطينيّون، مشيرًا إلى أنّه "في مجلس كنائس الشرق الاوسط تعاملنا خلال هذه الحروب مع المشرد الفلسطيني، الذي تكرموا عليه بلقب لاجئ، في شتى مخيمات اللجوء وكانت مؤسستنا السباقة في خدمة هؤلاء المشردين، حتى ان تأسيس الدوائر التي تعنى بشؤونهم جاء قبل تأسيس المجلس بسنوات، وقد ابلت فرقنا العاملة في بيروت وعمان والناصرة والقدس وغزة البلاء الحسن، وهي ما زالت ناشطة حتى اليوم، تسعى الى التعامل مع الحاجات المتجددة لشعبنا الفلسطيني بأفضل ما يمكن".
وأضاف "ان تحول المخيمات الى بؤر بؤس فهذا يعني إنك تحولها الى قنابل موقوتة سوف تستقطب كل المهمشين في البلاد، وما اكثرهم في نظام قائم على الاقطاع المالي والسياسي، ولا يفقه من العدالة الاجتماعية-الاقتصادية شيئا...".
من ثمّ بدأت الجلسة الأولى حيث كانت بإدارة د. لور أبي خليل الّتي قدّمت كلمة ندّدت فيها الإنتهاكات الّتي يتعرّض لها الشّعب الفلسطيني متحدّثة عن نشأة مأساة اللّاجئين الفسطينيّين وتطوّرها. خلال الجلسة كانت مداخلة بعنوان "النصوص الدوليّة لحماية حقوق اللّاجئين وآليّات تطبيقها" مع د. حسان الأشمر، أمين عام الجمعيّة العربيّة للعلوم السياسيّة ، حيث تحدّث عن البُعد القانوني لمسألة اللّاجئين، محدّدًا مفهوم اللّاجئ من وجهة نظر القانون ومستعرضًا بعض النصوص الرسميّة لحقوق اللّاجئين إضافةً إلى بعض الآليّات لحماية هذه الحقوق.
بعدها كانت مداخلة ثانية حول "حقّ اللّاجئ الفلسطيني والمعوقات الإجتماعيّة"، مع د. برنارد سابيلا، مدير دائرة خدمة اللّاجئين الفلسطينيّين في مجلس كنائس الشرق الأوسط بين عامي 1997 و2023، حيث أضاء على هدف نشأة الدائرة وأطر خدمتها وعملها. كما تطرّق إلى تحدّيات اللّاجئين الفلسطينيّين في ظلّ الواقع الّذين يعيشونه والهواجس الّتي يواجهونها.
أمّا المداخلة الثّالثة فكانت بعنوان "تحدّيات اللّاجئ الفلسطيني في لبنان" مع د. سناء حمودي، باحثة في مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة، حيث تحدّثت عن واقع اللّاجئين الفلسطينيّين في لبنان لا سيّما في المخيّمات، مشيرةً إلى إشكاليّة العدد الّتي يواجهها اللّاجئون في لبنان. هذا إضافةً إلى التحدّيات الصحيّة والتربويّة الّتي تحيط بالمخيّمات وكذلك عمل وكالة الأمم المتّحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا).
تمحورت المداخلة الرابعة حول "حقوق اللّاجئين في ميزان العدالة الدوليّة" مع د. نايف جراد، نائب رئيس جامعة الإستقلال للشّؤون الأكاديميّة والبحث العلمي، حيث سلّط الضوء على معاناة اللّاجئين الفلسطينيّين خلال فترة تهجيرهم، مشدّدًا على ضرورة ضمان حمايتهم وأيضًا العمل على تأمين حقوقهم والحفاظ عليها.
بعد الإستراحة، كانت جلسة ثانية بإدارة د. شوقي عطيه الّذي قدّم في كلمته تعريفًا عن اللّاجئ الفلسطيني مدينًا كلّ حرمان لحقوقهم. من ثمّ كانت مداخلة بعنوان "السياسات الّتي تعتمدها الدولة الفلسطينيّة حول حقّ العودة"، مع د. يوسف حرب، وكيل وزارة الداخليّة الفلسطينيّة، وناشط في حقّ العودة، الّذي تطرّق إلى المعوقات الّتي يواجهها اللّاجئون الفلسطينيّون ومضيئًا على عمل منظّمة التحرير الفلسطينيّة والإنجازات الّتي تمكّنت من تحقيقها بهدف حمايتهم.
تمحورت المداخلة التالية حول "التركيز على التحدّيات الّتي يواجهها اللّاجئون (الماليّة، والإجتماعيّة، والقانونيّة، وحقوق الإنسان)" مع د. فريال صبري كيوان، مديرة خدمات المخيّم والمجتمع المحلّي مار الياس/ شاتيلا في منظّمة الأمم المتّحدة لإغاثة وتشغيل اللّاجئين الفلسطينيّين في الشرق الأدنى UNRWA، الّتي قدّمت تعريفًا عن الأونروا وإطار عملها في مخيّمات اللّاجئين الفلسطينيّين. كما أشارت إلى مكافحة اللّاجئون الفسطينيّون من أجل الحفاظ على كرامتهم، متحدّثة أيضًا عن قضايا حماية اللّاجئين الفلسطينيّين.
أمّا المداخلة الأخيرة فكانت مع معالي وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال اللّبنانيّة الأستاذ مصطفى بيرم، حيث حملت عنوان "في الطريق نحو الحقّ الكامل". خلال المداخلة، عرض معالي الوزير المبادرات الّتي تمكّن من تحقيقها من أجل ضمان حمياة اللّاجئين الفسطينيّين، متحدّثًا عن الدورة الإقتصاديّة للوجود الفلسطيني في لبنان، ومشدّدًا على أهميّة الحوار واتّخاذ القرارات اللّازمة.
كما تخلّلت الطاولة المستديرة أسئلة ونقاش بين المشاركين، حيث اختُتمت بكلمة أخيرة للأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس حيث جدّد فيها دعوته لضرورة حماية حقوق اللّاجئين الفلسطينيّين وصون كرامتهم، مذكّرًا بسلسلة الندوات الشهريّة الّتي ينظّمها المجلس ضمن "مشروع الكرامة الإنسانيّة" - "الحوار والتماسك الإجتماعيّ - إعادة تأهيل رأس المال الإجتماعيّ".