ختام أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين 2024
خدمة صلاة مسكونيّة بحضور رؤساء كنائس الشرق الأوسط
في كنيسة جميع القدّيسين الإنجيليّة الأسقفيّة الأنجليكانيّة في بيروت
تجدون مجموعة صور في آخر النصّ.
بكثير من الرجاء، اختُتم "أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين"، في خدمة صلاة أُقيمت يوم الأحد 28 كانون الثاني/ يناير 2024، بضيافة كنيسة جميع القدّيسين الإنجيليّة الأسقفيّة الأنجليكانيّة في وسط بيروت. وذلك ضمن الإحتفالات الّتي نظّمتها في لبنان اللّجنة الأسقفيّة للعلاقات المسكونيّة في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بالشّراكة مع مجلس كنائس الشرق الأوسط.
شارك في الصلاة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، غبطة البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الكاثوليكيّة، حضرة القسّ د. بول هايدوستيان، رئيس إتّحاد الكنائس الإنجيليّة الأرمنيّة في الشرق الأدنى، رئيس جامعة هايكازيان في لبنان، ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الإنجيليّة، غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط، غبطة البطريرك يوسف العبسي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الملكيّين الكاثوليك والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط، ممثّلاً بسيادة المتروبوليت جورج بقعوني، متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيّين الكاثوليك، سعادة السّفير البابويّ في لبنان المونسنيور باولو بورجيا، والقمص اندراوس الأنطوني، راعي الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة في لبنان وممثل الكنيسة في لبنان وسورية، حضرة القسّ د. حبيب بدر، رئيس الاتّحاد الإنجيلي الوطني في لبنان، والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط، حضرة القسّ جوزيف قصّاب، رئيس الكنيسة الإنجيليّة الوطنيّة المشيخيّة، رئيس المجمع الأعلى للطائفة الإنجيليّة في سورية ولبنان وأمين عام السينودس الإنجيلي الوطني،.
ترأس الصلاة الأرشديكن عماد زعرب، راعي الكنيسة الإنجيليّة الأسقفيّة الأنجليكانيّة في لبنان، المسؤول عن كنيسة جميع القدّيسين في الرعيّتين العربيّة والأجنبيّة في لبنان، وكنيسة جميع القدّيسين في سوريا، وشارك فيها لفيف من السادة المطارنة وجمع من الآباء الكهنة والقساوسة من مختلف العائلات الكنسيّة، ود. ميشال عبس، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، يرافقه فريق من الأمانة العام للمجلس، د. مايك بسوس، الأمين العام لجمعيّة الكتاب المقدّس، وشخصيّات رسميّة، وأبناء الرعيّة ومؤمنين من كلّ الكنائس.
بعد كلمة افتتاحيّة وجّهها الأب طانيوس خليل، عميد كليّة اللّاهوت في جامعة الحكمة في لبنان، وعضو اللّجنة الأسقفيّة للعلاقات المسكونيّة في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك، تضمّنت الخدمة تلاوة الصلاة المسكونيّة من كتيّب "أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين" لهذه السنة الّذي حمل عنوان "أحِبَّ الرَّبَّ إلٰهَكَ… وَأحِبَّ قَريبَكَ مِثلَمَا تُحِبُّ نَفْسَكَ" (لوقا 10: 27)، حيث قرأ غبطة البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومية (12: 5-18)، وقرأ غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان فصلًا من إنجيل متّى البشير (25: 31-46)، حيث تلاه عظة وجّهها غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي. كما تخلّلت الخدمة قراءات وتأمّلات وترانيم مختلفة أدّتها جوقة الكنيسة.
في بداية الخدمة، كانت كلمة لسيادة المطران حسام نعوم، رئيس الأساقفة الأنجليكاني في القدس، ورئيس المجمع الكنسي لمطرانيّة القدس الأسقفيّة، ألقاها حضرة الأرشديكن عماد زعرب، حيث قال فيها "نجتمع معًا في هذا المساء المبارك لكي نرفع سويّةً صلاة واحدة إلى ربّ المجد، صلاة وحدتنا كعائلة مسيحيّة واحدة وككنيسة واحدة جامعة، ليس فقط من أرض القدّيسين من لبنان وعلى وجه الخصوص من كنيسة جميع القدّيسين في بيروت، وإنّما أيضًا وتزامنًا مع كنائسنا الواحدة والمجتمعة في هذا المساء بالذات في أرض القداسة في قدسنا الحبيب حيث كنيسة المهد تلك الأرض الّتي ارتوى ترابها من محبّة وفداء سيّدنا يسوع المسيح...".
وأضاف "يعزّ عليّ عدم تمكّني من التواجد مع غبطتكم بهذا المساء المبارك حيث أنتم في كنيستكم للاحتفال معًا قلبًا وروحًا بختام أسبوع الصلاة الوحدة لنؤكّد معًا على وحدتنا الأزليّة الأبديّة. لكن شاءت العناية الإلهيّة أن أكون متواجدًا ولهذه المناسبة بالذات في روما وكانتبري باستضافة قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس وغبطة رئيس أساقفة كانتبري جاستن ولبي ودعوتهما لأساقفة من الكنيستين للعمل والنموّ معًا في الوحدة والشهادة لجسد المسيح الواحد... كما نهنّئ مجلس كنائس الشرق الأوسط الحبيب بمناسبة يوبيله الخمسين ضارعين بأن تكون صلاة الختام لهذا المساء صلاة تكريس لأيقونة العنصرة أيقونة الوحدة والمحبّة والروح الجامعة...".
وفي عظته، انطلق غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي من الآية "كلّ ما فعلتموه لأحد إخوتي هؤلاء الصغار، فلي فعلتموه" (متّى 25: 40) ليشير إلى أنّه "بهذا الكلام يؤكّد لنا الربّ يسوع أنّنا في مساء الحياة سندان على محبّتنا الإجتماعيّة لإخوتنا في الإنسانيّة الّذين هم في حاجة... إنّ بُعد خدمة المحبّة الإجتماعيّة يشكّل عنصرًا أساسيًّا في شدّ أواصر العلاقات المسكونيّة بين مختلف الكنائس. فالمحبّة تجمع، واللّامبالاة تفرّق. "إخوتنا الصغار" يوفّرون لنا هذه المناسبة المسكونيّة، ويضعوننا على طريق المحبّة لنسير وراء المسيح".
وشدّد غبطته عى أنّ "خدمة المحبّة الإجتماعيّة تجمعنا برباط كنسيّ، لأنّ المحتاج يفوق أي إنتماء كنسيّ أو طائفيّ أو مذهبيّ، فلا يُسأل عن انتمائه كشرط لمساعدته. فأعمال المحبّة المضافة إلى الصلاة، وحوار الحياة، والحوار اللاهوتيّ الرسميّ، وسماع كلام الله في حلقات ومناسبات، والمبادرات على اختلافها، كلّها تضع المسيحيّين، بمختلف كنائسهم، على طريق السير نحو الوحدة التي يريدها يسوع المسيح".
من جهّته، ألقى د. ميشال عبس، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، كلمة قال فيها "نحن واحد، مهما قالوا، ومهما اختلفنا، وحتى تنازعنا. لو لم نكن واحدا لما حصل لا خلاف ولا نزاع. لو لم نختلف لكنا في حالة اللامبالاة تجاه الرسالة الخلاصية، ولما انتشرت هذه الرسالة في كل اصقاع الأرض وعمت المعمورة... لا يظننن أحد ان الوحدة تتطلب ذوبانا تاما بين المكونات، او استنساخا من مكون الى آخر. هذا معاكس لطبيعة الانسان ولتركيبة المجتمعات. الوحدة هي البقاء على التطلعات ولو اختلفت الوسائل".
وتابع "منذ خمسين عاما، وكنيسة المسيح تجتمع وتصلي وتمجد الخالق وتستعيد رسالة الفادي بكل ابعادها، الإلهية والإنسانية. اليست هذه وحدة؟ لا نعني بذلك البتة ان مجلس كنائس الشرق الأوسط هو الوحدة المسيحية، بل هو الإطار المؤهل لتجلي هذه الوحدة. هو مؤسسة ليس الا، اوجدتها الكنيسة من اجل التعبير عن وحدتها. اما وحدتها الحقيقية، فتمكن في اللقاءات بين قياداتها، وتدريجيا بين ناسها. التنوع والاختلاف غنى، وهو نتيجة قيم مسيحية أساسية، أولها الحرية، التي عنها ينتج الابداع الذي جعل المسيحية تتخذ كل التجليات التي نراها في العالم اليوم، نتيجة لقبول رسالة السيد من شعوب وحضارات وثقافات لا عد لها ولا حصر".
من ثمّ، كانت كلمة لسيادة المطران يوسف سويف، رئيس أساقفة أبرشيّة طرابلس المارونيّة ورئيس اللّجنة الأسقفيّة للعلاقات المسكونيّة، وجّهها سيادة المونسنيور رافائيل طرابلسي، النائب الأسقفي العام للكنيسة الكلدانيّة في لبنان، حيث لفت فيها إلى أنّه في أسبوع الصلاة هذه السنة "استقينا من مشهديّة السامري الصالح مسيرتنا المسكونيّة لهذا العام الّتي نسعى لعيشها بشكل مستمرّ في حياتنا الرعويّة كما الإجتماعيّة وهكذا نشهد لمسكونيّة المبادرة ومسكونيّة التضامن ومسكونيّة العناية ومسكونيّة السينودوسيّة لنصلّي ونتوّجها بمسكونيّة المحبّة. محبّة مطلقة عبّر عنها الربّ يسوع الّذي بذل ذاته حتّى الموت على الصليب، فأصبح قربانًا شهيًّا طاهرًا ورفعنا معه إلى الآب. محبّة تتجلّى بمسكونيّة الدم الّتي رسمها شهداء الإيمان في منطقتنا وفي العالم ودماؤهم تنادينا وتدعونا لتُحمّل مسؤوليّة الإختبار الإيماني بروحانيّة الوحدة".
وأضاف "هي محبّة تجعلنا نعود ونكتشف تراثنا الأنطاكي والمشرقي الّذي يخلق فسحة رعويّة وروحيّة من خلالها يمكننا أن نعمل معًا في أطر لاهوتيّة وكنسيّة. محبّة تقوّينا أمام التحدّيات الكبرى الّتي تواجه شبيبتنا إذ تنجرف وراء تيّارات لا أخلاقيّة فتبتعد عن روح الله والإنجيل. وعملنا معًا هو أكبر شهادة لهذه الشبيبة لتلتقي بالمسيح وتفعّل انتماءاتها بالكنيسة. محبّة نجسّدها بأفعال مسكونيّة تتطلّب نضجًا روحيًّا وإنسانيًّا وثقافيًّا وتواضعًا وهي دليل على أنّ الإنسان قد تحرّر من الأنا".
خلال الخدمة، اتّحد الؤمنون ورؤساء الكنائس معًا في تسبيح الربّ متمنّين أن تستمرّ صلاة الوحدة طيلة أيّام السنة راجين هذه الوحدة المنتظرة منذ عقود. وبعدها اجتمع المصلّون حول مائدة محبّة أعدّها طلّاب مركز القدّيس لوقا التابع للكنيسة الأسقفيّة.
