قدّاس الحجّ السّنوي لمقام القدّيسة ريتا في نيو روضة - لبنان: احتفال بالإيمان والخشوع
مجلس كنائس الشرق الأوسط ينضمّ إلى المؤمنين في الحضور والصلاة
توافد المئات من المؤمنين والمحبّين إلى مقام القدّيسة ريتا - نيو روضة، لبنان، في حدث سنوي يجمع الطوائف المسيحيّة والمجتمع المدني في لحظات من الإيمان والتعبّد. ترأّس الذبيحة الإلهيّة هذه السنة رئيس رهبنة الآباء المخيتاريّين، المونسنيور مسروب صولهيان، الّذي أضفى على الحدث جوًّا من القداسة والتأمّل، بتنظيم وإشراف نائب رئيس الرّهبنة، الأب ليو ناريك جنانيان.
شهد القدّاس حضورًا لافتًا لأكثر من 1500 مؤمن، بالإضافة إلى ممثّلي الطوائف المسيحيّة المختلفة، وممثّلي السفارات، والأحزاب، والأجهزة الأمنيّة والعسكريّة، ممّا يعكس التنوّع والوحدة في هذا التجمّع الروحي. كما شارك في القدّاس الأب د. أنطوان الأحمر، مدير مدير دائرة اللاهوت والعلاقات المسكونية في مجلس كنائس الشرق الأوسط وممثل الأمين العام في الاحتفال.
بدأت الإحتفاليّة بمسيرة على الأقدام حول مزار القدّيسة ريتا، شارك فيها فرقتان من كشّاف الأرمن وطلّاب مدرسة الآباء المخيتاريّين والجسم التربويّ. كانت هذه المسيرة تعبيرًا عن الإيمان الجماعي والمشاركة الروحيّة، حيث ردّد المشاركون التراتيل ورفعوا الصلوات، ما زاد من روحانيّة المناسبة.
في عظته، تناول المونسنيور صولهيان تأثير القديسة ريتا في حياة المؤمنين، مؤكّدًا أنّ شعور الإيمان والخشوع في المزار ينبع من إيمان الحاضرين بشفاعة القدّيسة وحضورها الفعلي في حياتهم. لامست العظة قلوب الحاضرين وشجّعتهم على تعزيز إيمانهم والتمسّك بتعاليم يسوع المسيح.
بعد المناولة، تَلى الأساقفة والكهنة الحاضرون، من بينهم الأب د. أنطوان الأحمر، مدير دائرة اللاهوت والعلاقات المسكونية في مجلس كنائس الشرق الأوسط وممثل الأمين العام في الاحتفال، صلوات خاصّة لتبريك ورود القدّيسة ريتا، وهي تقليد يرمز إلى البركة والشفاعة الّتي تمنحها القدّيسة لمؤمنيها. عقب انتهاء القدّاس، تمّ توزيع "الهريسة"، وهي وجبة تقليديّة تمّ تحضيرها من قبل متطوّعين تابعين لرهبنة المخيتاريست طيلة ليلة المناسَبَة، ممّا أضاف إلى الإحتفال طابعًا اجتماعيًّا وجماعيًّا.
يظلّ قدّاس الحجّ السنوي لمقام القدّيسة ريتا محطّة رئيسيّة في حياة المؤمنين، حيث يجتمعون ليس فقط للصلاة، بل أيضًا لتجديد إيمانهم وتوطيد روابطهم الروحيّة والاجتماعيّة. هذه المناسبة تذكّرنا دائمًا بقوّة الإيمان والوحدة في وجه التحدّيات، وتظلّ القدّيسة ريتا رمزًا للأمل والشفاعة في قلوب جميع المؤمنين.