منبر
على متن سفينة واحدة
الأب رفعت بدر:
من حسنات «الصيف الآمن» هذا العام، والحمد لله، عودة المؤتمرات الوجاهية التي اشتقنا إليها، بعد مئات المؤتمرات الافتراضية التي اعتدنا عليها طبعًا، لكنّها تفتقد إلى المشاركة والتفاعل الحقيقي بين المشاركين. وعلى ذلك عقد المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، قبل أيام، مؤتمرًا وجاهيًا هو الأول من بعد تخفيف القيود التي جاءت بسبب الكورونا. وحمل المؤتمر الذي جاء برعاية معالي وزير الثقافة الأستاذ علي العايد، "كلكم أخوّة: Fratelli Tutti نحو تعزيز ثقافة الأخوّة والتضامن".
الحوارُ سُنّةُ الحياة
غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو
كتبتُ قبل أيام مقالةً مقتضبة عن التعصب وهو حالة إنسانية شاذة، وأود اليوم ان أتناول موضوع الحوار لما له من أهمية كبرى في حياتنا العائلية والاجتماعية والسياسية والدينية.
الحوار ضرورة حياتية
بسبب التداخل الاجتماعي والديني. كانت المجتمعات سابقًا متجانسة ومنغلقة، أما اليوم فصار العالم كله كقرية رقمية صغيرة، كل شيء فيه يتحرك، ويتعيَّن على المرء كما يقول أفلاطون ان يرى كل قيمة تنبع من الخير المطلق. تنوعنُا سُنَّة الحياة وغِنى، ولا يجب ان يتحول الى خِلاف وصراع.
السينودس في الكنائس الشرقيّة والسينودالية (المجمّعية) في الكنيسة الجامعة
غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو
تتأهب الكنيسة الكاثوليكية عشية الدعوة التي وجهها البابا فرنسيس الى سينودس الأساقفة الكاثوليك 2023، لاكتشاف طريق السينودسية (المجمّعية) من أجل تغيير شخصي وجماعي لشعب الله.
الكنيسة بطبيعتها مجمعية، وليست فقط هيئة مؤسساتية وقانونية. انها قبل كل شيء”ملكوت المسيح الحاضر سرياً” (المجمع الفاتيكاني الثاني، الدستور العقائدي نور الأمم ، عدد 3) في القائم من بين الأموات، والفاعل بين الذين يؤمنون به. المسيح هو أساس وجودها. وهو الرأس والمركز في كل نشاطاتها.
العيش المشترك في العراق كان مشرقًا، فلنعد إليه
غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو
التعددية والتنوع والاختلاط والعولمة ظاهرة عالمية، لذا يشكل موضوع العيش المشترك الهاجس المشترك والمحوري للشعوب، بكونه ضمان وحدة تعددية المجتمع، وتنوعه، وتماسك اللحمة الوطنية، والعيش معاً بتفاعل وتناغم. ضروريٌّ البحث عن القواسم المشتركة التي تساعد على فهم الآخر وتقييمه واحترامه، وتجنب البحث عن الاختلافات التي تُوسع الخلافات والانقسام.
وحدة الكنائس ليست سهلة كما يتصورها البعض
غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو
يعود باستمرار النقاش حول وحدة الكنائس، إن كان في البلد الواحد أو في العالم. هذا موضوع معقَّد وغير واقعي بالرغم من جهود بعض قياديي الكنيسة. موضوع الوحدة متشابك بسبب تعدد الكنائس والثقافات واللغات والقوميات. فالتعددية ميزة عالمنا المعاصر. والتعدد يعني الاختلاط والتعاون وليس الانعزال.
وصية اللّه: لا تَشْهَدْ بالزور، أيّ لا تُرَوِّجْ معلوماتٍ كاذبة
غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو
يَعيش العالم بأسرهِ في حالةٍ من الفوضى غير المسبوقة، بسبب البطالة والفراغ وجائحة كورونا والقلق. وكثرت في هذه السنوات الاخيرة المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي، وراح البعض يملأ وقته بكتابات مُضلة تهدف الى الاثارة أو التسقيط أو تبحث عن الشهرة، بعيداً عن الحقيقة والصدق!
نحن بنات وأبناء اللّه
غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو
أقدم هذا التأمل للقراء الاعزاء بمناسبة عيد صعود يسوع الى السماء.
نولدُ بكلِّ تأكيدٍ من والدَينا، لكن نولدُ ايضاً من اللّه: “لأنك أنت اقتنيتَ كُلِّيتي، ونسجتني في بطن أمي” (مزمور 139/13)، وبالتالي نحن اخوة واخوات، علينا أن نؤنسن انفسنا لنعيش بسلام. لقد صبَّت خطابات البابا فرنسيس خلال زيارته للعراق (5-8 اذار 2021) على تعزيز قيم الأُخوة واحترام التنوع.
معايير إختيار قياديّي (الأساقفة) الكنيسة
بمناسبة أحد الراعي الصالح في الكنيسة الكاثوليكية 25 نيسان 2021
غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو
لقد شهد المجتمع والكنيسة مستجدات وتحولات عميقة انعكست عليها، فضلاً عن تنامي الفكر المتطرف الظلامي وتداعيات جائحة كورونا مما فرض وضعاً مختلفاً عمَّا كان عليه في السنوات الماضية. هذه المتغييرات والظروف الصعبة تُحتم على المؤسسة الكنسية ومن بينها السينودس “الكلداني” اتّباع معايير دقيقة لاختيار قيادييّ (الأساقفة) الكنيسة:
رسالة مميّزة من الفاتيكان بمناسبة رمضان
الأب رفعت بدر:
ما الذي يميّز رسالة الفاتيكان الى الاخوة والاخوات المسلمين في العالم، بمناسبة شهر رمضان المبارك هذا العام؟ تأتي هذه الرسالة الموقعة من المجلس الحبري (أو البابوي) للحوار بين الأديان في حاضرة الفاتيكان، بعد شهر من الزيارة التي قام بها البابا فرنسيس إلى العراق الشقيق، حيث أقام في بلدة أور الكلدانية، صلاة رمزية خاصة، مع ممثلين من مختلف الأديان الحاضرة في العراق…
خلاصنا بدولة مدنية
غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو
أود أن أنشر هذه الخاطرة على شكل نداء وطني ووجداني ونحن على أبواب الانتخابات. وسط ما نعيشه من تجاذبات وولاءات وعدم استقرار، ومجهول يحاصرنا سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، نحتاج الى صحوة ضمير، ووعي مجتمعي لكي نتكاتف ونُعدّ غداً أفضل لمواطنينا.
واقع لا يتحمل الانتظار والسودان مثالاً
ابتداءاً، يتعين علينا أن نتفهم تحدّيات واقعنا وتداعياته التي لا تتحمل الانتظار، علينا ان نتخلص من الترسبات المعقدة.
سبع دول عربية على لسان البابا فـي يوم العيد
الأب رفعت بدر:
في الكلمة المعروفة بـ"إلى المدينة والعالم (URBI ET ORBI)"، أي إلى مدينة روما والعالم أجمع، والتي يُلقيها البابا عادة يوم انتخابه رأسًا للكنيسة الكاثوليكية، كما وفي يومي عيد الميلاد المجيد وعيد الفصح السعيد، تطرّق قداسة البابا فرنسيس إلى العديد من المواضيع الإنسانيّة العامّة التي تخصُّ الأسرة البشريّة بشكلٍ عام، وأهمّها طبعًا في هذه الأيام همّ الجائحة، التي ما تزال تُثقل كاهل العالم.
الأُخوّة والتنوّع قاعدة إنسانية وأخلاقية أساسية للعيش المشترك
لمناسبة مرور شهر على زيارة البابا فرنسيس الى العراق 5-8 آذار/ مارس 2021 أربعة مقترحات عملية
غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو
يصادف اليوم 5 من شهر نيسان/ أبريل ذكرى مرور شهر على زيارة البابا فرنسيس للعراق: “لأسألَ اللهَ عزاءَ القلوبِ وشفاءَ الجراح” كما صرح قبيل زيارته ببضعة أيام. ورددّ عبارة مُدوية خلال زياته: “ليصمت صوت السلاح، ويعم السلام“. هذه الزيارة فرصة ممتازة ليستثمرها العراقيون لكي يعودوا بكافة أطيافهم ودياناتهم إلى ذاتهم ووطنيَّتهم.
حول تاريخ موحّد لعيد القيامة المجيدة
إعداد: فريدا حداد عبس
إذا تصّفحنا روزنامة الأعياد الكنسيّة التي نقيمها شرقًا وغربًا، نجد فترة من السنة تتراوح ما بين 18 الى 19 اسبوعًا تتمحور كلّها حول الفصح. وإنّ دققّنا النظر نلاحظ أنّ تاريخ عيد الفصح يتغيّر من سنة الى أخرى.
وقبل أنّ نتناول تفاصيل إشكاليّة تحديد تاريخ عيد الفصح ما بين الروزنامة التي تتّبعها الكنائس الغربيّة والتي تتّبعها الكنائس الشرقيّة، لا بدّ لنا أن نحرّر تساؤلاتنا كما وأن نزيح من تأملنا كل تشنّجات حضارة قد نكون قد توارثناها فكّبلت تفكيرنا في مسارات علم الفلك، ونتطلّع إلى تراث مشترك بيننا نغرُف منه ماء حياة لوحدة مسيرة نتوق إليها.
مواعظ خميس الفصح والجمعة العظيمة والقيامة
غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو
خميسُ الفصح (1 نيسان/ أبريل 2021)
الحُبُّ يَتَطَلَبُ أنْ نُعطيَ كلَّ شيءٍ
يحتفل اليهود في شهر نيسان من كلَّ عام بعيدِ الفصح – العبور، ذلك بتقديم أضحية – حمل، وضمن مراسيم دقيقة كما جاء في سفر الخروج”(فصل 12).
ينتهز يسوع هذه المناسبة الدينية والاجتماعية والسياسية (العبور من مصر الى ارض الحرية) ليُعطيَها بُعداً جديداً. فهو لم يقدم اضحية – حيواناً، بل قدم ذاته حَمَلاً فصحياً يُضحَّى به لخلاص البشرية.
استثمار زيارة البابا فرنسيس للعراق 5-8 آذار/ مارس 2021
غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو
الكل يعد زيارة البابا فرنسيس الى العراق زيارة تاريخية مفصلية فتحت الباب أمام العراقيين لاعادة بلدهم الى حالته الطبيعية و الى الساحة الدولية.
زيارة قداسة البابا فرصة مثالية لطيِّ صفحات الماضي الموجعة، بارساء ثقافة السلام والاخُوّة والتضامن والاحترام، ونبذ الكراهية والمشاحنات الطائفية والصراعات بين ابنا ء الوطن الواحد.
تسمية الكرسي البطريركي للكلدان بين كرسي بابل وكرسي بغداد
غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو
شهد الكرسي البطريركي للكلدان عبر تاريخ كنيسة المشرق في بلاد بين النهرين التحرك من مكان إلى آخر، بسبب مختلف الظروف الجيوسياسية والراعوية، بما في ذلك، تناغم التسمية مع المكان. في هذا الطرح، أود قراءة التقليد بهدف التأوين التاريخي، على أمل ان نناقش الامر ضمن الجماعية الاسقفية في السينودس القادم.
يبقى استشهاد مسيحيي الشرق وتضحياتهم مصدر الهام قوي للمسيحية في العالم: مقابلة مع الأمين العام السابق لمجلس الكنائس العالمي القسّ د. أولاف فيكس تفايت
"مسيحييو الشرق الأوسط يحملون رسالة استثنائية كونهم أبناء مهد المسيحية والأرض المقدّسة، وإنّ تجذرّهم فيها وإخلاصهم للدعوة التي تتشاركها كنائس العالم عامل ثبات للمسيحية في كل أنحاء العالم".هذا مما صرّح به الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي السابق القسّ الدكتور أوليف فيسك تفايت في مقابلة مع دائرة التواصل والعلاقات العامة في مجلس كنائس الشرق الأوسط قبل أن يسلّم الأمانة في نهاية آذار/ مارس 2020 وينتقل الى رسالة أخرى في بلده الأم كرئيس لمجلس أساقفة النروج.
ألا يَهُمّ الربّ أننا نَهلِكُ؟
“فَأَيْقَظُوهُ وَقَالُوا لَهُ: يَا مُعَلِّمُ أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟” (مرقس 4 : 38)
في ظلّ تفشّي جائحة كورونا (كوفيد-19) وارتفاع عدد الإصابات بالفيروس حول العالم، توجّه القسّ د. حبيب بدر رئيس الاتّحاد الإنجيلي الوطني في لبنان، ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن عائلة الكنائس الإنجيليّة، برسالة روحيّة نشرت في عدد تمّوز/يوليو من مجلّة مجلس كنائس الشرق الأوسط "المنتدى" تحت عنوان "ألا يَهُمّ الربّ أننا نَهلِكُ؟"، حيث استشهد فيها بإنجيل مرقس واعتبر أنّ الظّروف الصحيّة المأساويّة الرّاهنة أشبه بالعاصفة الّتي هبّت على سفينة صيد في وسط البحر كما حدث مع يسوع وتلاميذه.
آيا صوفيا ... ما أحوجنا إلى الحكمة والأخوّة الحقيقيّة: مقال للأب د.رفعت بدر
قوبل قرار المحكمة الإداريّة العليا في تركيا، الخميس الماضي، والمرسوم الّذي أصدره الرئيس التركي حول تغيير الوضع القانوني لمعلم آيا صوفيا ومعناها «الحكمة المُقدّسة» التاريخيّ، المدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، بجدلٍ واسع حول العالم. هنالك حقائق تاريخيّة لا يمكن إنكارها، وهنالك حقوق لا يجب التغاضي عنها في التّعامل مع حدثٍ كبير يتجاوز بشكل مطلق ما أدعي بأنّه «شأن محليّ»، سيمّا وأن آيا صوفيا هي «شأن عالميّ».
الكنيسة في مواجهة فيروس كوفيد-19
بعد كورونا لا بدّ من نهج جديد للتنشئة الدينيّة، مقال لغبطة بطريرك بابل على الكلدان الكاردينال مار لويس رافايل ساكو
نمرّ منذ عدّة أشهر في ظروف قاسيّة، سببها تفشّي وباء كورونا الفتَّاك، الّذي ضرب معظم دول العالم، مع ما رافقه من مشاعر العزلة والخوف والقلق وعدم الثقة و”الوسواس”، وتداعيات طالت الصحّة والعلاقات الاجتماعيّة، والثقافيّة والاقتصاديّة والدينيّة. هذه قراءة لمستجدّات واقع غير مسبوق مع ما نستوحي منها من تطلّعات!